بازگشت

(ب) ـ أشعاره عليه السلام التي مكتوبة علي حائط من أبنية السماوة


(3269) 1 ـ ابن عيّاش رحمه الله: قرأ عليّ أبو الحسين صالح بن الحسين النوفليّ وأنا

أسمع، حدّثكم أبوكم، قال: حدّثني أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصريّ، قال:

خرجت في بعض سياحتي حتّي كنت ببطن السماوة[333]، فأفضي لي المسير إلي

تدمر[334]، فرأيت بقربها أبنية عاديّة قديمة، فساورتها فإذا هي من حجارة منقورة،

فيها بيوت وغرف من حجارة، وأبوابها كذلك، بغير ملاط، وأرضها كذلك حجارة

صلدة، فبينا أنا أجول فيها إذ بصرت بكتابة غريبة علي حائط منها، فقرأته فإذا هو

أبيات:

أنا ابن مني والمشعرين وزمزم

ومكّة والبيت العتيق المعظّم

وجدّي النبيّ المصطفي وأبي الذي

ولايته فرض علي كلّ مسلم

وأُمّي البتول المستضاء بنورها

إذا ما عددناها عديلة مريم

وسبطا رسول اللّه عمّي ووالدي

وأولاده الأطهار تسعة أنجم

متي تعتلق منهم بحبل ولاية

تفز يوم يجزي الفائزون وتنعم

أئمّة هذا الخلق بعد نبيّهم

فإن كنت لم تعلم بذلك فاعلم

أنا العلويّ الفاطميّ الذي ارتمي

به الخوف والأيّام بالمرء ترتمي

فضاقت بي الأرض الفضاء برحبها

ولم أستطع نيل السماء بسلّم

فألممت بالدار التي أنا كاتب

عليها بشعري فاقرأ إن شئت والمم

وسلّم لأمر اللّه في كلّ حالة

فليس أخو الإسلام من لم يسلّم

قال ذو النون: فعلمت أنّه علويّ قد هرب، وذلك في خلافة هارون، ووقع إلي ما

هناك، فسألت من ثمّ من سكّان هذه الدار ـ وكانوا من بقايا القبطيّة الأُول: هل

تعرفون من كتب هذا الكتاب؟ قالوا: لا، واللّه! ما عرفناه إلاّ يوما واحدا، فإنّه نزل

بنا فأنزلناه، فلمّا كان صبيحة ليلته غدا، فكتب هذا الكتاب، ومضي، قلت: أيّ رجل

كان؟

قالوا: رجل عليه أطمار رثّة تعلوه هيبة وجلالة، وبين عينيه نور شديد، لم يزل

ليلته قائما وراكعا وساجدا إلي أن انبلج له الفجر، فكتب وانصرف.

[ أقول: لا يبعد كونه ] أبو الحسن] الكاظم عليه السلام، ذهب وكتب لإتمام الحجّة

عليهم[335] ]،[336].

پاورقي

[333] بادية السماوة هي بين الكوفة والشام. معجم البلدان: 3/245.

[334] في المصدر: قدعر، والظاهر أنه تصحيف تدمر.

وتَدْمُر: مدينة قديمة مشهورة في بريّة الشام، بينها وبين حلب خمسة أيّام. معجم البلدان: 17/2.

[335] ما بين المعقوفتين عن العلاّمة المجلسي في البحار.

[336] مقتضب الأثر: 53، س 6، عن البحار: 48/181، ح 25.