بازگشت

ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة


1 ـ الإمام العسكريّ عليه السلام: وقال موسي بن جعفر عليهماالسلام: من أعان محبّا لنا علي

عدوّ لنا فقوّاه ...

بعثه اللّه تعالي يوم القيامة في أعلي منازل الجنان، ويقول: يا عبدي الكاسر

لأعدائي، الناصر لأوليائي، المصرّح بتفضيل محمّد خير أنبيائي، وبتشريف عليّ

أفضل أوليائي، وتناوي[1] إلي من ناواهما، وتسمّي بأسمائهما وأسماء خلفائهما،

وتلقّب بألقابهما، فيقول ذلك ويبلّغ اللّه جميع أهل العرصات.

فلا يبقي ملك ولا جبّار ولا شيطان إلاّ صلّي علي هذا الكاسر لأعداء محمّد صلي الله عليه و آله وسلم،

ولعن الذين كانوا يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمّد وعليّ عليهماالسلام[2].

2 ـ الإمام العسكريّ عليه السلام: قال [الإمام ]موسي بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلملمّا اعتذر هؤلاء [المنافقين إليه ]بما اعتذروا، تكرّم عليهم بأن قبل

ظواهرهم، ووكّل بواطنهم إلي ربّهم، لكن جبرئيل عليه السلام أتاه، فقال: يا محمّد! إنّ العليّ

الأعلي يقرأ عليك السلام ويقول: اخرج بهؤلاء المردة الذين اتّصل بك عنهم في

عليّ عليه السلام علي نكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم علي مخالفتهم عليّا ليظهر من عجائب

ما أكرمه اللّه به من طواعية[3] الأرض والجبال والسماء له وسائر ما خلق اللّه - لما

أوقفه موقفك وأقامه مقامك -.

ليعلموا أنّ وليّ اللّه عليّا غنيّ عنهم، وأنّه لا يكفّ عنهم انتقامه منهم إلاّ بأمر اللّه الذي

له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها ... [4].

3 ـ الإمام العسكريّ عليه السلام: ... وقال موسي بن جعفر عليهماالسلام: ...

[ لمّا] وجد [ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم] في العزم علي الخروج إلي تبوك، وعزم المنافقون

علي اصطلام[5] مخلّفيهم إذا خرجوا.

فأوحي اللّه تعالي إليه: يا محمّد! إنّ العليّ الأعلي يقرأ عليك السلام، ويقول: إمّا

أن تخرج أنت ويقيم عليّ، وإمّا أن يخرج عليّ وتقيم أنت ... [6].

4 ـ الحسين بن سعيد الأهوازيّ رحمه الله: الحسن بن عليّ (الخزّاز)، (الوشّاء)، عن

أبي الحسن عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّ أيّوب النبيّ عليه السلام قال: يا ربّ! ما سألتك شيئا

من الدنيا قطّ وداخلني (وداخله) شيء.

فأقبلت إليه سحابة حتّي نادته: يا أيّوب! من وفّقك لذلك؟

قال: أنت يا ربّ[7].

5 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن الفضل بن موسي الكاتب، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه لمّا أسكن إسمعيل صلوات اللّه عليه

وهاجر مكّة، ودّعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما، فقد

خلّفتكما في أحبّ الأرض إلي اللّه، وفي حرم اللّه؟

فقالت له هاجر: يا إبراهيم! ما كنت أري أنّ نبيّا مثلك يفعل ما فعلت ...

قال أبو الحسن عليه السلام: فأوحي اللّه إلي إبراهيم أن اصعد أبا قبيس، فناد في الناس:

يا معشر الخلائق! إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه

سبيلاً، فريضة من اللّه.

قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس، فنادي في الناس بأعلي صوته: يا معشر

الخلائق! إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه سبيلا،ً

فريضة من اللّه.

قال: فمدّ اللّه لإبراهيم في صوته حتّي أسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من

جميع ما قدر اللّه، وقضي في أصلاب الرجال من النُطف، وجميع ما قدر اللّه، وقضي

في أرحام النساء إلي يوم القيمة ... [8].

6 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قال: يا أبا محمّد! إنّ

[ اللّه أوحي إلي الجبال: أنّي مهرق] سفينة نوح علي جبل منكنّ في الطوفان،

فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل، يقال له: الجوديّ ... [9].

(3514) 7 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيي، عن الحسن بن

راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه السلام يقول: إنّ اللّه أوحي إلي محمّد صلي الله عليه و آله وسلمأنّه قد فنيت

أيّامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلي لقاء ربّك، فرفع النبيّ صلي الله عليه و آله وسلميده إلي السماء

وقال: «اللّهمّ عدتك التي وعدتني، إنّك لا تخلف الميعاد».

فأوحي اللّه إليه: أن ائت أُحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحي اللّه إليه:

امض أنت وابن عمّك حتّي تأتي أُحدا، ثمّ لتصعد علي ظهره، فاجعل القبلة في

ظهرك، ثمّ ادع وأحسّ الجبل بمجيئك، فإذا حسّك[10] فاعمد إلي جفرة منهنّ أنثي،

وهي تدعي الجفرة تجد قرينها[11] الطلوع وتشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر

ابن عمّك ليقم إليها فيذبحها ويسلخها من قبل الرقبة ويقلّب داخلها فتجده مدبوغا،

وسأنزل عليك الروح وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض

يبقي المداد ويبقي الجلد، لا يأكله الأرض، ولا يبليه التراب، لا يزداد كلّ ما ينشر إلاّ

جدّة غير أنّه يكون محفوظا مستورا، فيأتي وحي يعلّم ما كان وما يكون إليك وتمليه

علي ابن عمّك وليكتب ويمدّ من تلك الدوات، فمضي صلي الله عليه و آله وسلم حتّي انتهي إلي الجبل،

ففعل ما أمره، فصادف ما وصف له ربّه، فلمّا ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل

والروح الأمين وعدّة من الملائكة، لا يحصي عددهم إلاّ اللّه، ومن حضر ذلك

المجلس، ثمّ وضع عليّ عليه السلام الجلد بين يديه وجاء به والدوات والمداد أخضر كهيئة

البقل وأشدّ خضرا وأنور.

ثمّ نزل الوحي علي محمّد صلي الله عليه و آله وسلموجعل يملي علي عليّ عليه السلام، ويكتب عليّ أنّه

يصف كلّ زمان وما فيه، وغمزه بالنظر، وخبّره بكلّ ما كان وما هو كائن إلي يوم

القيمة، وفسّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلاّ اللّه والراسخون في العلم، فأخبره

بالكائنين من أولياء اللّه من ذرّيّته أبدا إلي يوم القيمة، وأخبره بكلّ عدوّ يكون لهم

في كلّ زمان من الأزمنة حتّي فهم ذلك وكتب، ثمّ أخبره بأمر يحدث عليه وعليهم

من بعده، فسأله عنها.

فقال: الصبر، الصبر، وأوصي الأولياء بالصبر، وأوصي إلي أشياعهم بالصبر

والتسليم حتّي يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه، وأشراط تولّده وعلامات

تكون في ملك بني هاشم.

فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلّها أو صار الوصيّ إذا أفضي إليه

الأمر تكلّم بالعجب[12].

(3515) 8 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد، عن أحمد

بن محمّد بن أبي نصر، عن درست، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه السلاميقول: إذا مرض

المؤمن أوحي اللّه عزّ وجلّ إلي صاحب الشمال: لا تكتب علي عبدي مادام في

حبسي ووثاقي ذنبا، ويوحي إلي صاحب اليمين: أن اكتب لعبدي ما كنت تكتبه في

صحّته من الحسنات[13].

(3516) 9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد

بن خالد، عن عثمان بن عيسي، عن مبارك غلام شعيب، قال: سمعت أبا الحسن

موسي عليه السلام، يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: إنّي لم أغن الغنيّ لكرامة به عليّ، ولم أفقر

الفقير لهوان به عليّ، وهو ممّا ابتليت به الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب

الأغنياء الجنّة[14].

(3517) 10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

زياد، عن عليّ بن أسباط، عن ابن عرفة، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: إنّ للّه عزّ وجلّ

في كلّ يوم وليلة مناديا ينادي: مهلاً مهلاً، عباد اللّه! عن معاصي اللّه، فلولا بهائم

رتّع، وصبية رضّع، وشيوخ ركّع لصبّ عليكم العذاب صبّا، ترضّون به رضّا[15].

(3518) 11 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن

الحجّاج، عن أبي عبد اللّه، أو أبي الحسن عليهماالسلام، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ ليعجب من

الرجل يموت ولده وهو يحمد اللّه، فيقول: يا ملائكتي! عبدي أخذت نفسه، وهو

يحمدني[16].

12 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عليّ بن الحكم، رفعه إلي

أبي بصير، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام ... [فقال:] إنّ نوحا عليه السلامكان في

السفينة، وكان فيها ما شاء اللّه، وكانت السفينة مأمورة، فطافت بالبيت، وهو طواف

النساء، وخلّي سبيلها نوح عليه السلام، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إلي الجبال: أنّي واضع سفينة

نوح عبدي علي جبل منكنّ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ، وهو جبل

عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل ... [17].

13 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عليّ بن أسباط، قال: لمّا ورد أبو

الحسن موسي عليه السلامعلي المهديّ رآه يردّ المظالم.

فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تردّ؟

فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي لمّا فتح علي نبيّه صلي الله عليه و آله وسلم فدك، وما والاها لم يوجف

عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل اللّه علي نبيّه صلي الله عليه و آله وسلم: «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُو» فلم

يدر رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل عليه السلامربّه،

فأوحي اللّه إليه: أن ادفع فدك إلي فاطمة عليهاالسلام.

فدعاها رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقال لها: يا فاطمة! إنّ اللّه أمرني أن أدفع إليك

فدك ... [18].

14 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، قال: سمعت

أبا الحسن عليه السلام يقول: لمّا رأي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم تيما وعديّا وبني أميّة يركبون

منبره، أفظعه ... أوحي إليه: يا محمّد ! إنّي أمرت فلم أطع، فلا تجزع أنت إذا أمرت

فلم تطع في وصيّك[19].

15 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عبد اللّه بن جندب ... أنّ أبا الحسن

موسي بن جعفر عليهماالسلام أخبرني أ نّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش،

ولك مائة ألف ضعف مثله ... [20].

16 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ... يا هشام! قال

اللّه عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوّي في مكاني لا يؤثر

عبد هواي علي هواه إلاّ جعلت الغني في نفسه، وهمّه في آخرته، وكففت عليه [ في]

ضيعته، وضمنت السموات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر ...

يا هشام! أوحي اللّه تعالي إلي داود عليه السلام: قل لعبادي: لا يجعلوا بيني وبينهم عالما

مفتونا بالدنيا فيصدّهم عن ذكري وعن طريق محبّتي ومناجاتي، أولئك قطّاع الطريق من

عبادي، إنّ أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة محبّتي ومناجاتي من قلوبهم ... [21].

(3519) 17 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وقال [موسي بن جعفر] عليهماالسلام: ينادي مناد

يوم القيامة: ألا من كان له علي اللّه أجر فليقم، فلا يقوم إلاّ من عفا وأصلح، فأجره

علي اللّه[22].

18 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عبد الرحمن بن حمّاد، قال: سألت

أبا إبراهيم عليه السلام، عن الميّت ... ؟

قال عليه السلام ... إنّ للّه تبارك وتعالي ملكين خلاّقين فإذا أراد أن يخلق خلقا أمر

أولئك الخلاّقين، فأخذوا من التربة ... فعجنوها بالنطفة المسكّنة في الرحم، فإذا

عجنت النطفة بالتربة، قالا: يا ربّ! ما تخلق؟

قال: فيوحي اللّه تبارك وتعالي إليهما ما يريد من ذلك ذكرا أو أنثي، مؤمنا أو

كافرا، أسود أو أبيض، شقيّا أو سعيدا ... [23].

19 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن سليمان بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام

فقال عليه السلام: إنّ الناس إذا أحرموا ناداهم اللّه عزّ وجلّ، فقال: عبادي وإمائي

لأحرمنّكم علي النار كما أحرمتم لي ... [24].

20 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسي

بن جعفر عليهماالسلام ...

فقال عليه السلام: ... أنّه [يعني النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم] لمّا أسري به، وصار عند عرشه تبارك

وتعالي فتجلّي له عن وجهه حتّي رآه بعينه.

قال: يا محمّد! أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك فدنا رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إلي حيث أمره اللّه تبارك وتعالي فتوضّأ فأسبغ وضوءه، ثمّ استقبل

الجبّار تبارك وتعالي قائما، فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل.

فقال: يا محمّد! إقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ»

إلي آخرها، ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه تبارك وتعالي «بِسْمِ اللَّهِ

الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، ثمّ أمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، فقال: قل «لَمْ يَلِدْ

وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم»، فأمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، فلمّا قال ذلك.

قال: اركع يا محمّد! لربّك، فركع رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: له وهو راكع، قل:

«سبحان ربّي العظيم وبحمده»، ففعل ذلك ثلاثا.

ثمّ قال: ارفع رأسك يا محمّد! ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقام منتصبا بين يدي

اللّه عزّ وجلّ، فقال: اسجد يا محمّد! لربّك فخرّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمساجدا، فقال: قل:

«سبحان ربّي الأعلي وبحمده»، ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمثلاثا.

فقال له: استو جالسا يا محمّد! ففعل فلمّا استوي جالسا ذكر جلال ربّه جلّ

جلاله فخرّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ

فسبّح أيضا ثلاثا.

فقال: انتصب قائما، ففعل فلم ير ما كان رأي من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له:

اقرأ يا محمّد! وافعل كما فعلت في الركعة الأولي، ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمثمّ

سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربّه تبارك وتعالي الثانية فخرّ رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ فسبّح أيضا.

ثمّ قال له: ارفع رأسك ثبّتك اللّه وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه

وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور «اللّهمّ صلّ علي

محمّد وآل محمّد وارحم محمّدا وآل محمّد كما صلّيت وباركت وترحّمت

ومننت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ تقبّل شفاعته في أمّته، وارفع درجته».

ففعل، فقال: سلّم يا محمّد! استقبل، فاستقبل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ربّه تبارك

وتعالي وتقدّس وجهه مطرقا.

فقال: السلام عليك، فأجابه الجبّار جلّ جلاله.

فقال: وعليك السلام يا محمّد! بنعمتي قوّيتك علي طاعتي وبعصمتي إيّاك اتّخذتك

نبيّا وحبيبا ... [25].

(3520) 21 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيي

العطّار، عن المقري الخراسانيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر، عن

أبيه عليهم السلام، قال: أوحي اللّه عزّ وجلّ إلي موسي عليه السلام: يا موسي! لا تفرح بكثرة المال،

ولا تدع ذكري علي كلّ حال، فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب، وإنّ ترك ذكري يقسي

القلوب[26].

22 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن

موسي بن جعفر عليهماالسلام: ... [فقال:] وإنّ نوحا عليه السلام لمّا ركب السفينة أوحي اللّه عزّ

وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرَق فهلّلني ألفا، ثمّ سلني النجاة، أنجك من الغرَق،

ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوي نوح ومن معه في السفينة، و عصفت عليهم الريح، فلم يأمن نوح

من الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلّل ألفا، فقال بالسريانيّة: «هلوليا ألفا

ألفا، يا ماريا أتقن»، قال: فاستوي القلس، واستمرّت السفينة ...

وإنّ إبراهيم عليه السلام لمّا وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحي اللّه

عزّ وجلّ إليه: يا جبرئيل! ما يغضبك؟

قال: يا ربّ إبراهيم خليلك، ليس علي وجه الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت

عليه عدوّك و عدوّه.

فأوحي اللّه إليه اسكت، فإنّما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأمّا أنا

فهو عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل، ثمّ التفت إلي إبراهيم عليه السلام،

فقال: هل لك من حاجة؟

فقال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عندها خاتما فيه ستّة أحرف: «لا إله إلاّ

اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلي اللّه،

أسندت ظهري إلي اللّه، حسبي اللّه».

قال: فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه بأن تختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك بردا

وسلاما[27].

23 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليه السلام

عن بليّة أيّوب التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟

قال: لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّي شكرها، وكان في ذلك الزمان لا

يحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال: يا

ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه

ما أدّي إليك شكر نعمة أبدا؟

قال: فقيل: إنّي قد سلّطتك علي ماله وولده،

قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[28]، فلمّا رأي إبليس أنّه

لا يصل إلي شيء من أمره،

قال: ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني علي

بدنه.

قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك علي بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه. ... قال:

فعند ذلك ناجي أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت تعلم أنّه لم

يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما علي بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ وعلي خواني

يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت[29] بحجّتي. قال: فعرضت له سحابة، فنطق

فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل بحجّتك، قال: فشدّ عليه مئزره وجثا علي ركبتيه،

فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما

علي بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلي خواني يتيم.

قال: فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟

قال: فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![30].

24 ـ الراونديّ رحمه الله: ... عن حنّان بن سدير، حدّثنا أبو الخطّاب، عن العبد

الصالح عليه السلام، قال: إنّ اللّه تعالي أوحي إلي داود عليه السلام: أن استخلف سليمان علي قومك.

فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: إنّ اللّه أوحي إليّ أن أستخلف

سليمان عليكم ... [31].

(3521) 25 ـ ابن شهر آشوب رحمه الله: أمالي أبي عبد اللّه النيسابوريّ، إنّه دخل

الكاظم علي الصادق، والصادق علي الباقر، والباقر علي زين العابدين، وزين

العابدين علي الشهيد، وكلّهم فرحون وقائلون: إنّه ناول النبيّ عليّا تفّاحة، فسقط

من يديه وصارت بنصفين، فخرج في وسطه مكتوب فيه: من الطالب الغالب إلي

عليّ بن أبي طالب[32].

26 ـ الطبرسيّ رحمه الله: وروي عن العالم عليه السلام أنّه قال: ... إنّ اللّه عزّ وجلّ ليؤخّر

إجابة المؤمن شوقا إلي دعائه، ويقول: صوت أحبّ أن أسمعه، ويعجّل إجابة

المنافق، ويقول: صوت أكره سماعه[33].

27 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: ... الحسين بن أحمد بن عمر بن الصباح، قال:

حضرت مجلس الشيح أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ قدّس اللّه روحه،

فقال بعضنا له: يا سيّدي ما بالنا نري كثيرا من الناس يصدّقون شبّور اليهود علي

من سرق منهم وهم ملعونون علي لسان عيسي بن مريم ومحمّد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم؟

فقال: لهذا علّتان ظاهرة وباطنة، ... وأمّا الباطنة فإنّا روّينا عن العالم عليه السلام أنّه

قال: إذا دعا المؤمن يقول اللّه عزّ وجلّ: صوت أحبّ أن أسمعه اقضوا حاجته

واجعلوها معلّقة بين السماء والأرض حتّي يكثر دعاؤه شوقا منّي إليه، وإذا دعا

الكافر يقول اللّه عزّ وجلّ: صوت أكره سماعه اقضوا حاجته وعجّلوها له حتّي لا

أسمع صوته، ويشتغل بما طلبه عن خشوعه.[34].


پاورقي

[1] ناوي مناواة: عاداه. المنجد: 849.

[2] التفسير: 350، ح 235.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3102.

[3] الطواعية: الطاعة. يقال: فلان حسن الطواعية أي حسن الطاعة.

[4] التفسير: 114، رقم 60.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3534.

[5] الاصطلام: الاستيصال، وهو افتعال من باب الصلم، وهو القطع المستأصل. مجمع البحرين:

6/102، صلم.

[6] التفسير: 477 رقم 305 ـ 309.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3531.

[7] الزهد: 69، ح 183.

يأتي الحديث أيضاً في رقم 3528.

[8] تفسير العيّاشيّ: 2/232، ح 37.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2910.

[9] تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3524.

[10] في البحار: «ثمّ ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك»، بدل ما في المتن.

[11] في البحار: «حين ناهد قرناها»، بدل «تجد قرنيها».

[12] بصائر الدرجات: 526، ح 6. عنه البحار: 26/26، ح 27.

مختصر بصائر الدرجات: 57، س 23، بتفاوت يسير. عنه البحار: 40/197، ح 82.

قطعة منه في ما رواه عليه السلام عن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، و(إنّ عليّاً عليه السلام كتب ما كان ينزل علي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم).

[13] الكافي: 3/114، ح 7. عنه وسائل الشيعة: 2/399، ح 2457، والبحار: 56/187، ح 35،والوافي: 24/212، ح 23910، ونور الثقلين: 5/169، ح 92، و525، ح 22، والجواهر

السنيّة: 275، س 12، طبّ الأئمّة عليهم السلام للسيّد الشبّر: 88، س 1.

مكارم الأخلاق: 244، س 5، بتفاوت يسير.

قطعة منه في في فضل الشيعة.

[14] الكافي: 2/265، ح 20. عنه الوافي: 5/794، ح 3059، والبحار: 69/26، ح 22، ونور

الثقلين: 4/602، ح 45، والجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 278، س 3.

مشكاة الأنوار: 288، س 20.

[15] الكافي: 2/276، ح 31. عنه وسائل الشيعة: 15/307، ح 20593، والوافي: 5/1008، ح

3490، والبحار: 70/344، ح 28.

[16] الكافي: 3/220، ح 9. عنه وسائل الشيعة: 3/247، ح 3534، والوافي: 25/548، ح24624.

[17] الكافي: 2/124، ح 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 855.

[18] الكافي: 1/543، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3387.

[19] الكافي: 1/426، ح 73.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2923.

[20] الكافي: 4/465، ح 7.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3184.

[21] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

[22] تحف العقول: 412 س 13. عنه البحار: 75/324، ح 26.

[23] علل الشرائع: ب 238/300، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2802.

[24] من لا يحضره الفقيه: 2/127، ح 546.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2794.

[25] علل الشرائع: ب 32/334، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2789.

[26] علل الشرائع: ب 73، 81، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 1/311، ح 819، و7/151، س 8،

ضمن ح 8976، أشار إليه، والبحار: 67/55، ح 23، و69/63، ح 9، و77/185، ح 38، و90/150، س 11، ضمن ح 1، أشار إليه، والجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 38، س 14، أشار إليه.

مسائل عليّ بن جعفر: 344، ح 849.

[27] الخصال: 335، ح 36.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 849.

[28] في المصدر: «إلاّ أعطيه»، وما أثبتناه عن البحار.

أعطَبَه: أهلكه. المعجم الوسيط: 607.

[29] أدْلي فلانٌ بحجّته: أحضرها واحتجّ بها، أو أثبتها فوَصَل بها إلي دعواه. المعجم الوسيط: 295.

[30] علل الشرائع: ب 65/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 858.

[31] قصص الأنبياء: 205 ح 267.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3525.

[32] المناقب: 2/229 س 17. عنه البحار: 39/126، ح 14، ومدينة المعاجز: 1/372، ح

239.

الصراط المستقيم: 1/243، س 22.

[33] مكارم الأخلاق: 376، س 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2985.

[34] بحار الأنوار: 87/96، س 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2987.