بازگشت

(ط) ـ ما رواه عن عيسي بن مريم عليهم السلام


(3527) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

زياد، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام، قال:

قال عيسي بن مريم عليه السلام: إنّ صاحب الشرّ يعدي، وقرين السوء يردي، فانظر

من تقارن[55].

2 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ...

يا هشام! إنّ المسيح عليه السلام قال للحواريّين: يا عبيد السوء! يهولكم طول النخلة،

وتذكرون شوكها، ومؤونة مراقيها، وتنسون طيب ثمرها ومرافقها، كذلك تذكرون

مؤونة عمل الآخرة، فيطول عليكم أمده، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها،

ونورها وثمرها.

يا عبيد السوء! نقوا القمح وطيّبوه، وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه، ويهنّئكم أكله،

كذلك فأخلصوا الإيمان، وأكملوه تجدوا حلاوته، وينفعكم غبّه.

بحقّ أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقّد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به،

ولم يمنعكم منه ريح نتنه، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممّن وجدتموها معه، ولا

يمنعكم منه سوء رغبته فيها.

يا عبيد الدنيا! بحقّ أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلاّ بترك ما تحبّون، فلا

تنظروا بالتوبة غدا، فإنّ دون غد يوما وليلة وقضاء اللّه فيهما يغدوا ويروح .

بحقّ أقول لكم: إنّ من ليس عليه دين من الناس، أروح وأقلّ همّا ممّن عليه

الدين، وإن أحسن القضاء، وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح همّا ممّن عمل الخطيئة،

وإن أخلص التوبة وأناب.

وإنّ صغار الذنوب ومحقّراتها من مكائد إبليس، يحقّرها لكم، ويصغّرها في

أعينكم، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم.

بحقّ أقول لكم: إنّ الناس في الحكمة رجلان، فرجل أتقنها بقوله وصدّقها بفعله،

ورجل أتقنها بقوله وضيعّها بسوء فعله، فشتّان بينهما فطوبي للعلماء بالفعل، وويل

للعلماء بالقول.

يا عبيد السوء! اتّخذوا مساجد ربّكم سجونا لأجسادكم وجباهكم، واجعلوا

قلوبكم بيوتا للتّقوي، ولا تجعلوا قلوبكم مأوي للشهوات، إنّ أجزعكم عند البلاء

لأشدّكم حبّا للدنيا، وإنّ أصبركم علي البلاء لأزهدكم في الدنيا.

يا عبيد السوء! لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة ولا بالثعالب الخادعة، ولا

بالذئاب الغادرة، ولا بالأسد العاتية كما تفعل بالفرائس، كذلك تفعلون بالناس،

فريقا تخطفون، وفريقا تخدعون، وفريقا تغدرون بهم.

بحقّ أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا، وباطنه فاسدا،

كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم، وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن

تنقّوا جلودكم، وقلوبكم دنسة، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب، ويمسك

النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم، ويبقي الغلّ في صدوركم.

يا عبيد الدنيا! إنّما مثلكم مثل السراج يضيي ء للناس ويحرق نفسه.

يا بني إسرائيل! زاحموا العلماء في مجالسهم، ولو جثوا علي الركب، فإنّ اللّه يحيي

القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر ...

يا هشام! تمثّلت الدنيا للمسيح عليه السلام في صورة امرأة زرقاء، فقال لها: كم

تزوّجت؟

فقالت: كثيرا، قال: فكلّ طلّقك؟

قالت: لا، بل كلاّ قتلت، قال المسيح عليه السلام: فويح لأزواجك الباقين، كيف لا

يعتبرون بالماضين؟! ... [56].

پاورقي

[55] الكافي: 2/640، ح 4. عنه وسائل الشيعة: 12/23، ح 15542، والوافي: 5/578، ح

2608.

[56] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.