بازگشت

(ي) ـ ما رواه عن أيّوب عليهماالسلام


(3528) 1 ـ الحسين بن سعيد الأهوازيّ رحمه الله: الحسن بن عليّ (الخزّاز)، (الوشّاء)،

عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّ أيّوب النبيّ عليه السلام قال: يا ربّ! ما سألتك

شيئا من الدنيا قطّ وداخلني (وداخله) شيء.

فأقبلت إليه سحابة حتّي نادته: يا أيّوب! من وفّقك لذلك؟

قال: أنت يا ربّ[57].

2 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليه السلام

عن بليّة أيّوب التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟

قال: لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّي شكرها، وكان في ذلك الزمان لا

يحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال: يا

ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه

ما أدّي إليك شكر نعمة أبدا؟

قال: فقيل: إنّي قد سلّطتك علي ماله وولده،

قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[58]، فلمّا رأي إبليس أنّه

لا يصل إلي شيء من أمره،

قال: ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني علي

بدنه.

قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك علي بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه. ... قال:

فعند ذلك ناجي أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت تعلم أنّه لم

يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما علي بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ وعلي خواني

يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجّتي. قال: فعرضت له سحابة، فنطق

فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل بحجّتك، قال: فشدّ عليه مئزره وجثا علي ركبتيه،

فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما

علي بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلي خواني يتيم.

قال: فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟

قال: فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![59].

پاورقي

[57] الزهد: 69، ح 183. عنه البحار: 12/353، ح 25، و68/231، ح 10.

تقدّم الحديث أيضاً في ما رواه من الأحاديث القدسيّة.

[58] في المصدر: «إلاّ أعطيه»، وما أثبتناه عن البحار.

أعطَبَه: أهلكه. المعجم الوسيط: 607.

[59] علل الشرائع: ب 65/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 858.