بازگشت

(ز) ـ ما رواه عن أبيه الإمام جعفر الصادق عليهماالسلام


(3839) 1 ـ زيد النرسيّ رحمه الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد

التلعكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ ، قال: حدّثنا

جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن

زيد، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يحدّث، عن أبيه: إنّ الجنّة والحور، لتشتاق إلي من

يكسح المسجد ، و يأخذ منه (عنها خ د)القذي[48].

(3840) 2 ـ زيد النرسيّ رحمه الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد

التلعكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا

جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن

زيد، قال: سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، يحدّث عن أبيه، أنّه قال: من أسبغ

وضوءه في بيته، وتمشّط وتطيّب، ثمّ مشي من بيته غير مستعجل، وعليه السكينة

والوقار إلي مصلاّه، رغبة في جماعة المسلمين، لم يرفع قدما ولم يضع أخري إلاّ كتبت

له حسنة، ومحيت عنه سيّئة، ورفعت له درجة، فإذا دخل المسجد، قال: «بسم اللّه،

وباللّه، وعلي ملّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله، ومن اللّه، وإلي اللّه، وما

شاء اللّه، ولا قوّة إلاّ باللّه، اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، وأغلق

عنّي أبواب سخطك وغضبك، اللّهمّ منك الروح والفرج، اللّهمّ إليك غدوّي

ورواحي، وبفنائك أنخت، أبتغي رحمتك ورضوانك، وأتجنّب سخطك،

اللّهمّ وأسألك الروح والراحة والفرج».

ثمّ قال: «اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بمحمّد وعليّ أمير المؤمنين، واجعلني من

أوجه من توجّه إليك بهما، وأقرب من تقرّب إليك بهما، وقرّبني بهما منك

زلفي، ولا تباعدني عنك، آمين يا ربّ العالمين».

ثمّ افتتح الصلاة مع إمام جماعة، إلاّ وجبت له من اللّه المغفرة والجنّة، من قبل أن

يسلّم الإمام[49].

(3841) 3 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا محمّد بن هارون ، عن موسي بن الحسين ، عن علي

بن جعفر ، عن أخيه موسي، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ للّه علمين: علما أظهر

عليه ملائكته ورسله وأنبياءه ، فما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فقد علمناه.

وعلما استأثر به، فإن بدأ له في شيء منه أعلمناه، وعرض علي الأئمّة الذين كانوا

من قبلنا[50].

(3842) 4 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن محمّد بن سنان ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر،

عن أبيه عليهماالسلام، قال: قال لأبي حنيفة : ما سورة أوّلها تحميد، وأوسطها إخلاص ،

وآخرها دعاء؟ فبقي متحيّرا، ثمّ قال: لا أدري.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: السورة التي أوّلها تحميد، وأوسطها إخلاص، وآخرها

دعاء، سورة الحمد[51].

(3843) 5 ـ العيّاشيّ رحمه الله: الحسين، عن موسي بن القاسم البجليّ ، عن محمّد بن عليّ

بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن أخيه موسي، عن أبيه جعفر عليهم السلام، قال: النرد

والشطرنج من «الْمِيْسِرِ [52]»[53].

6 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن صفوان، قال: سألني أبو الحسن عليه السلام، ومحمّد بن الخلف

جالس، فقال لي: ... : كان جعفر عليه السلام يقول: « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ »[54]، فالمستقرّ

قوم يعطون الإيمان ويستقرّ في قلوبهم، والمستودع قوم يعطون الإيمان ثمّ

يسلبونه[55].

(3844) 7 ـ البرقيّ رحمه الله: عن موسي بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي

بن جعفر، عن أبي عبد اللّه عليهماالسلام، قال: ما من مؤمن يؤدّي فريضة من فرائض اللّه

إلاّ كان له عند أداءها دعوة مستجابة[56].

(3845) 8 ـ البرقيّ رحمه الله: عن بعض أصحابنا، عن العبّاس بن موسي بن جعفر عليهماالسلام

، قال: سألت أبي عن المأتم؟

فقال: إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم لمّا انتهي إليه قتل جعفر بن أبي طالب دخل علي

أسماء بنت عميس امرأة جعفر، فقال: أين بنيّ؟

فدعت بهم، وهم ثلاثة: عبد اللّه، وعون، ومحمّد، فمسح رسول اللّه رؤوسهم،

فقالت: إنّك تمسح رؤوسهم، كأنّهم أيتام؟

فتعجّب رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من عقلها، فقال: يا أسماء! ألم تعلمي أنّ جعفرا رضي الله عنه

استشهد؟

فبكت، فقال لها رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: لا تبكي، فإنّ جبرئيل عليه السلام أخبرني أنّ له

جناحين في الجنّة من ياقوت أحمر، فقالت: يا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم! لو جمعت الناس

وأخبرتهم بفضل جعفر لا ينسي فضله.

فعجب رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من عقلها، ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: ابعثوا إلي أهل

جعفر طعاما، فجرت السنّة[57].

(3846) 9 ـ البرقيّ رحمه الله: عن موسي بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه

موسي عليه السلامأنّه سأل أباه عن التماثيل؟ فقال عليه السلام: لا يصلح أن يلعب بها [58].

(3847) 10 ـ الحميريّ رحمه الله: عبد اللّه بن الحسن العلويّ ، عن جدّه عليّ بن جعفر،

قال: وقال أخي موسي عليه السلام: إنّي كنت مع أبي بمني فأتي جمرة العقبة، فرأي الناس

عندها وقوفا، فقال لغلام له: يقال له سعيد: ناد في الناس أنّ جعفر بن محمّد يقول:

ليس هذا موضع وقوف، فارموا وامضوا، فنادي سعيد[59].

(3848) 11 ـ الحميريّ رحمه الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه

موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن السائل بكفّه، هل تجوز شهادته؟

فقال عليه السلام: كان أبي، يقول: لا تجوز شهادة السائل بكفّه [60].

12 ـ الحميريّ رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال:

سألته عن تجريد الصبيان في الإحرام من أين هو؟

قال عليه السلام: كان أبي يجرّدهم من فخّ[61].

13 ـ الحميريّ رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال:

سألته عن الرجل، هل يصلح له أن يغسل رأسه يوم النحر بخطمي قبل أن يحلقه؟

قال عليه السلام: كان أبي ينهي ولده عن ذلك[62].

14 ـ الحميريّ رحمه الله: ... عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلام

قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من

اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي أهل الأرض؟ قال لهم:

نعم.

قالوا: إنّا نجد في التوراة أنّ اللّه تبارك وتعالي آتي إبراهيم عليه السلام وولده الكتاب

والحكم والنبوّة، وجعل لهم الملك والإمامة، وهكذا وجدنا ذرّيّة الأنبياء لاتتعدّاهم

النبوّة والخلافة والوصيّة، فما بالكم قد تعدّاكم ذلك، وثبت في غيركم، ونلقاكم

مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمّة نبيّكم؟!

فدمعت عينا أبي عبد اللّه عليه السلام، ثمّ قال: نعم، لم تزل أمناء اللّه مضطهدة مقهورة

مقتولة بغير حقّ، والظلمة غالبة، وقليل من عباد اللّه الشكور.

قالوا: فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم، وأوتوا العلم تلقينا، وكذلك

ينبغي لأئمّتهم وخلفائهم وأوصيائهم، فهل أوتيتم ذلك؟

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال:

اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت.

قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران؟

قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم،

ورفع الطور، والمنّ والسلوي آية واحدة، وفلق البحر ...

فقالوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّكم الأئمّة القادة،

والحجج من عند اللّه علي خلقه.

فوثب أبو عبد اللّه عليه السلام، فقبّل بين عينيّ، ثمّ قال: أنت القائم من بعدي ... [63].

(3849) 15 ـ الحضيني رحمه الله: حدّثني أبو الحسين محمّد بن يحيي ، قال: حدّثني

أبو عبد اللّه بن زيد ، عن الحسين بن موسي ، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبي

عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام: قال أبو جعفر

لجابر بن يزيد الجعفيّ : يا جابر! أنّ نفرا من شيعتنا أتوا حظيرة بني النجّار ، و قد

اجتمعوا للحديث والتذكار، وقد جري حديث أصحاب العقبة ، الذين هم أصحاب

الدباب، ويشكّوا في عددهم [ إلينا ]فنخبرهم بعددهم وأسمائهم وأنسابهم وكيدهم

لجدّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في ليلة العقبة، فبعث جابر بن يزيد [ الجعفيّ ]إليهم

وأحضرهم علي الباب وأذن لهم أبو جعفر عليه السلامبالدخول، فدخلوا عليه فقال: ألكم

شكوك ونحن بين ظهرانيّكم تلقونا صباحا ومسآءً؟

فقال القوم [ فرج اللّه عنك يا سيّدنا. وقال أبو جعفر عليه السلام: تكلّموا يرحمكم اللّه.

فقالوا: بعلة خطايانا] نقص حظّنا وكثرة ذنوبنا تحول بيننا وبين ما ذكرته لنا جزاك

اللّه عنّا من إمام خيرا أخبرنا يا سيّدنا! بقصّة أصحاب العقبة.

قال أبو جعفر عليه السلام: أخبركم بقصّتهم وعددهم وأسمائهم فقال القوم: [ فرّج عنّا]

فرج اللّه عنك يا سيّدنا فقال أبو جعفر: [ اعلموا] رحمكم اللّه أنّ السماء لم تظلّ

والأرض لم تقل أحدا من الكفّار إلاّ الاثني عشر أصحاب العقبة أشدّ لعنة وكفرا

وجحدا ونفاقا للّه ولرسوله صلي الله عليه و آله وسلم من بدا الذرّ الأوّل فإنّ بدا ومبدء كفرهم «وَ إِذْ

أَخَذَ رَبُّكَ مِنم بَنِيءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَي أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ

بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَي»[64] فقال: طاغوتهم وإبليسهم الأكبر لا مكرها وقالوا مكرهين:

نعم، وقال إبليسهم لشيخه: لا تغيّر نطقه فاستحال ظلمة وكدرا واللّه قال كما قال

عجل موسي [ بن عمران] عليه السلام فسمعنا وعصينا علي ذلك الكفر والانكار وقول لا،

وجاء إبليسهم وجاؤوا معه في علم اللّه إلي أن ظهر [ وظهروا] في الجان الذي خلقه

اللّه من مارج من نار [ السموم] فقد سمعتم ما كان منه ومن آدم عليه السلام وكيده النبيّين

والمرسلين والأوصياء [ والأئمّة ]الراشدين ومن قتل [ قابيل ]لهابيل، ونصبه لهم

النماردة والتتابعة، والعمالقة والفراعنة الجوابيت والطواغيت يكذبون يأتون الرسل

والأنبياء والأوصياء والأئمّة عليهم السلامويردون عليهم ويدّعون لهم الربوبيّة والإلهيّة من

دون اللّه ويقتلونهم ومن آمن بهم وصدّقهم وهم منظرون إلي يوم الوقت المعلوم.

وقال القوم لأبي جعفر عليه السلام: يا سيّدنا وأولئك الاثنا عشر أصحاب العقبة

والدباب هم إبليس ومن كان معه من الأحد عشر الأضداد؟

قال: واللّه هو بعينه وهم واللّه خلفه، وإن قلت إنّ هؤلاء أولئك فحقّ أقول.

فقالوا: يا سيّدنا! فإنّا نحبّ قصّة أصحاب العقبة الاثني عشر.

قال أبو جعفر صلوات اللّه عليه: نعم أخبركم ورد جدّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم عقبة

منّا في تسريته والليل معتمّ مظلم، وهو علي ناقته العضباء، والمهاجرون والأنصار

من حوله فلمّا قرب من العقبة اجتمع الاثنا عشر المنافق، فقال: ضلّيلهم وإبليسهم

زفر: يا قوم إن يكن يوما تقتلون فيه محمدّ أو ليلة فهذه من لياليه، فقالوا له: وكيف

نقتل محمدا؟

فقال [ لهم]: أما تعلمون بشراسة هذه العقبة وصعوبتها [ وهذا أوانه] فإنّه لا يرقي

فيها الناس إلاّ واحدا [ بعد] واحدا لضيق المسلك.

قالوا له: فما ذا نصنع وكيف نقتل محمّدا؟ قال: ما يمكن قتله ودفعه هذه العقبة من

المهاجرين والأنصار حوله، فقالوا له: أو ليس انّما يصعد وحده قال لهم: لا تأمنون

أن تبدر بكم أصحابه فتقتلون قالوا: كيف نصنع؟ قال لهم: نستأذنه في التقدّم وصعود

العقبة ونقول يا رسول اللّه صلّي اللّه عليك، نتقدّم فنسهل [ طريقها ]لك ونلقي من

عساه أن يكون وقد رصده فيها بأنفسنا دونك ولا تلقاه [ أنت ]بنفسك فإنّه يحمدنا

علي ذلك ونتقدّمه قالوا له: نعم نصنع ما ذا قال: قد فكرت في شيء [ عجيب] نقتل به

محمّدا ولا يشعر بنا [ أحد]، قالوا له: صف لنا ما أنت صانع فقال [ لهم] نكبّ هذه

الدباب التي فيها الزيت والخلّ، ونلقي فيها الحصي ونقف في ذروة الجبل فإذا حسّينا

بمحمّد علي ناقته العقبة وقد علا فيها، دحرجنا الدباب في هذه الظلمة من دون

العقبة، فيحطّ علي وجه الناقة في الجادّة، ولها دوي فتذعر الناقة فترمي محمّدا فيقطع

عن ناقته ونستريح منه ونريح العرب والعجم فقد أضلّنا و[ جميع ]العالم بسحره

وكيده حتّي ما لأحد به طاقة.

قالوا: نعم ما رأيت، ونعم ما احتلت وأشرت، فجاؤوا إلي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

وهو قد وصل إلي العقبة [ فقاموا بين يديه]، فقالوا: يا رسول اللّه! فديناك الآباء

والأُمّهات [ قد وصلنا إلي العقبة] فنحن نقيك من كلّ مكروه وسوء ومحذور، أتأذن

لنا أن نتقدّم فنرقي هذه العقبة الصعبة ونسهّل طريقها ولعلّ إن كان رصدا من

المشركين قد رصد لنا نجده فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: امضوا لشأنكم واللّه أنّها

لمكيدة، فقال لهم أبو بكر: من العقبة لترقوا لقد سمعت كلام محمّد وانّي لأخشي أن

يكون يعلم بما أسررناه [ فنهلك]، فقالوا له: إنّك لرجل خائف [ تزال خائفا وجلاً

مرعوبا حتّي كان ما أتينا به ليس بحقّ خل عن الصعود، فأنا أتقدّمك والجماعة]. ثمّ

قالوا: من يتقدّم بالجماعة فتقدّم عمر وتلاه أبو بكر وتلاه عثمان وتلاه طلحة والزبير

وتلاه سعد بن أبي وقّاص وتلاه سعيد بن زيد وتلاه عبد الرحمن بن عوف وتلاه أبو

عبيدة بن الجراح وتلاه خالد بن الوليد وتلاه المغيرة بن شعبة وتلاه أبو موسي

الأشعريّ لعنهم اللّه جميعا، فلمّا صاروا في ذروة العقبة وفرغوا ما كان في دبابهم من

الزيت والخلّ وتركوا فيها الحصي وكبّروا وقالوا: يا معاشر المهاجرين والأنصار

خبّروا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ما في ذروة [ العقبة ولا في ظهر الجبل رصدة ولا غيره]

أحد من المشركين فتقدّم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلموهو علي ناقته العضباء فصعدوهم

يرون من ذروة العقبة ضياء وجهه صلي الله عليه و آله وسلموهو كدارة القمر يجلوا بظلام الليل، فقال

أبو بكر: ويحك يا عمر! مع محمّد مصباح ؟

قال: لا، قال: ما هذا الضياء الذي [ قد أضاء] بين يديه وحوله؟

فقال: شيء من سحره الذي تعرفه، فأقبل أبو بكر يتواري، فلمّا أحسّ بالناقة قد

صارت في ثاني ملك العقبة دحرجوا الدباب في وجهها فنزلت ولها دوي كدوي

الرعد ففرّت الناقة، فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: إنّ اللّه [ معنا ]فأسرع يا أمير المؤمنين

صلوات اللّه عليه وكان يتلوه [ من ورائه في الطريق و]قال: لبّيك لبّيك، يا رسول

اللّه صلّي اللّه عليك وآلك! وتلقّته الدباب فظلّ يركفها برجله فيطحنها واحدة بعد

واحدة وضجّ المهاجرون والأنصار، فصاح بهم أمير المؤمنين عليه السلام: لا تخافوا ولا

تحزنوا فقد مكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين.

وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قد نزل عن الناقة في ذلك الوقت وأخذ جبريل عليه السلام

خطام الناقة فشدّه في أغصان دوحة كانت بجانب المسلك في العقبة وسمع للناقة

صريف والشجرة تنادي وتقول: يا رسول اللّه! إنّ جبرئيل شدّ خطام ناقتك في اغصاني.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا أخي [ جبريل] ما اسم هذه الشجرة التي تكلّمني

فقال: يا حبيب اللّه هي أثلة من بنات الأرض التي تحتها ولد أبوك إبراهيم

الخليل عليه السلام وهي لك يا رسول اللّه! محبّة، [ واللّه أذن لها أن تكلمّك]، فقال رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: اللّهمّ بارك في الاثل كما باركت في السد.

قال: ثمّ قرب جبريل عليه السلام الناقة من رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم حتّي ركبها وسار وهي

تمرّ مرّ السحاب وقرّب ما كان بعيدا من مسلك العقبة حتّي صار كالأرض البسيطة.

قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: فديتك يا أبا الحسن! [ ناد بالمهاجرين والأنصار ]فإذا

بالمهاجرين والأنصار يرقوا جميعا، وقد سهّل اللّه تعالي لهم وقرّب لهم ما كان بعيدا

من العقبة وصعد المهاجرون والأنصار ... فلمّا صاروا علي ذروة العقبة مع رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلماجتمعوا حول رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وقالوا: فديناك بالآباء والأُمّهات يا

رسول اللّه! ما هذا الكيد؟ ومن كادت؟ فقال لهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: سيروا علي

اسم اللّه وعونه، وانزلوا إلي الأرض، فإنّي مخبركم بهذا الكيد ومن كادنا به،

والمهاجرون والأنصار لايظنّون ذلك إلاّ من فعل المشركين من قريش وأنصارهم

وبادر الاثني عشر أصحاب الدباب، فنزلوا ونزل أكثر الناس واختار رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من أصحاب سبعين رجلاً، فقال لهم: قفوا معنا في ذروة هذه العقبة،

فإنّكم تعلمون ما أنا صانع، فلمّا لم يبق غير رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلموأمير المؤمنين عليه السلام

الرجل المختارين السبعين فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: هل رأيتم ما صنع [ هؤلاء

]الأشقياء الضالّون المضلّون من نكبهم ما كان في بهم زادهم وطرحهم فيها الحصا

وإرسالها في وجه الناقة ـ ناقتي ـ يقدرون نفورها وسقوطي [ عنها من ذروة العقبة،

فأهلك] وتقطعني الناقة، وقصّ عليهم ما قاله الاثني عشر أصحاب الدباب

والأشقياء في الدنيا والآخرة، وما تشاوروا فيه من أوّل أمرهم إلي آخره.

ثمّ قال: إنّي مختار منكم اثني عشر نقيبا تكونوا سعداء في الدنيا والآخرة كما

الاثني عشر أصحاب الدباب أشقياء في الدنيا والآخرة فلبّاه السبعون الرجل وقال

الكلّ منهم: اللّهمّ اجعلني من الاثني عشر نقيبا [ واختار رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلممن

السبعين رجلاً اثني عشر نقيبا:] أولهم أبو الهيثم [ مالك بن التيهان الاشهليّ

الأنصاريّ ]، والبراء بن مغرور [ الأنصاريّ]، والمنذر بن لوذان ، ورافع بن مالك

الأنصاريّ ، وأسيد بن أبي حصين ، والعبّاس بن عبادة بن فضلة الأنصاريّ ،

وعبادة بن الصامت النوفليّ ، وعبد اللّه بن [ عمر بن ]حزام الأنصاريّ ، وسالم بن

عمير الأنصاريّ الخزرجيّ ، وأبيّ بن كعب ، ورافع بن ورقا أخو بديل ، وبلال بن

رياح السومي .

فقال أبو عبد اللّه حذيفة بن اليمان: واللّه! يا رسول اللّه! صلّي اللّه عليك وآلك!

ما حسدت أحدا ولا خلقني اللّه حاسدا فلأنّي سألت اللّه عزّ وجلّ وتمنّيت أن أكون

من هؤلاء الاثني عشر نقيبا فأبي للّه إلاّ ما يشاء.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: أدن منّي يا أبا عبد اللّه، فمسح يده علي صدره وقال: أما

يكفيك يا أبا عبد اللّه [ يا حذيفة] أن يعطيك اللّه علم المنايا والبلايا إلي يوم القيامة؟

فقال: بلي، يا رسول اللّه! وللّه الحمد والشكر، ولك يا رسول اللّه! ثمّ خصّ

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم كلّ من السبعين والخمسين رجلاً الباقين من السبعين رجلاً

بفضيلة.

قال الحسين بن حمدان: ثمّ لم أذكر ما خصّهم به رسول اللّه لئلاّ يلول به الشرح،

قال: ثمّ أبو عبد اللّه حذيفة بن اليمان: أتأذن لي يا رسول اللّه! أن أؤذّن في العسكر

فأسمع جميعهم مصرحا بأسماء أصحاب الدباب وألعنهم رجلاً رجلاً؟

فقال له رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: افعل ما شئت، فصاح حذيفة في ذروة العقبة مسمعا

جميع العسكر الذي نزل إلي الأرض من جانب العقبة [ إلي] الآخر وهو يقول: اللّه

أكبر، [ اللّه أكبر]، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده

ورسوله، أمرني رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم بأمر أن أفصح بأسماء من دحرج الدباب منكم،

أيّها المنافقون الفاسقون المقدّمون علي اللّه وعلي رسول اللّه، اسمعوا يا معاشر

المهاجرين والأنصار: فإنّ عدد أصحاب الدباب اثنا عشر [ رجلاً]، وسمّاهم ولعنهم

رجلاً رجلاً إلي آخرهم، ثمّ قال: هذا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قد لعنهم ولعنهم أمير

المؤمنين ولعنهم السبعون رجلاً وأمرني أن ألعنهم معلنا رجلاً رجلاً فالعنوهم لعنهم

اللّه، ثمّ حذيفة بن اليمان وهو ينادي مل ء صوته: يا فلان بن فلان [ يا فلان الفلاني]:

إنّ اللّه ورسوله قد لعنّاك لعنا يدوم ويبقي عليك في الدنيا والآخرة ولا يزول ثبوته

من لا يعفو ولا يصفح اللّه حتّي أتي علي آخرهم [ عدد الاثني عشر ]رجلاً رجلاً

بأسمائهم وقد قدّمنا ذكر أسمائهم وأنسابهم في صعودهم العقبة واحدا بعد واحد فكان

هذا من حديث أصحاب العقبة وأصحاب الدباب، لعنهم اللّه تعالي.[65]

(3850) 16 ـ الحضيني رحمه الله: قال الحسين بن حمدان رضي الله عنهحدّثني عتاب بن يونس

الديلميّ عن عسكر مولي أبي جعفر الإمام التاسع عليه السلام، عن أبيه عليهماالسلام، عن عليّ بن

موسي بن جعفر، عن جعفر بن محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين، قال: دخلت عليه

طائفة من شيعة الكوفة فقالوا: يا ابن رسول اللّه! الأنبياء كلّهم عابدون للّه، فكيف

سمّي جدّك عليّ بن الحسين سيّد العابدين؟

فقال الصادق صلوات اللّه عليه: ويحكم! أما سمعتم قول اللّه عزّ وجلّ: «نَرْفَعُ

دَرَجَـتٍ مَّن نَّشَآءُ »[66]، وقوله تعالي: «لَّهُمْ دَرَجَـتٌ عِندَ رَبِّهِمْ»[67]، وقوله تعالي:

«وَ لَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَي بَعْضٍ »[68] فما ذا أنكرتم؟

قالوا: أحببنا أن نعلم ما سألنا عنه.

فقال: ويحكم! إنّ إبليس لعنه اللّه ناجي ربّه، فقال: إنّي قد رأيت العابدين لك من

عبادك منذ أوّل العهد إلي عهد عليّ بن الحسين عليه السلام فلم أر أعبد لك ولا أخشع منه

فأذن لي يا الهي! أن أكيده وأبتليه لأعلم كيف صبره.

فنهاه اللّه عزّ وجلّ عن ذلك، فلم ينته وتصوّر لعليّ بن الحسين وهو قائم يصلّي في

صلاته، فتصوّر في صورة أفعي، لها عشر رؤوس، محدّدة الأنياب، متقلبة الأعين

بحمرة، وطلع عليه من الأرض من موضع سجوده، ثمّ تطاول في قبلته، فلم يرعه

ولم يرعبه ذلك ولم ينكس رأسه إليه.

فانتفض إبليس لعنه اللّه إلي الأرض في صورة الأفعي وقبض علي عشر أنامل

رجلي عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليه، وأقبل يكدمها بأنيابه وينفخ عليها من نار

جوفه، وكلّ ذلك لا يميل طرفه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه، ولا يختلجه شكّ ولا

وهم في صلاته وقراءته.

فلم يلبث إبليس لعنه اللّه حتّي انقضّ عليه شهاب من نار محرق من السماء ، فلمّا

أحسّ به صرخ وقام إلي جانب عليّ بن الحسين في صورته الأولي، ثمّ قال: يا عليّ!

أنت سيّد العابدين كما سمّيت، وأنا إبليس كما جنيت، واللّه! لقد شهدت عبادة النبيّين

والمرسلين من عهد أبيك آدم، فما رأيت مثلك، ولا مثل عبادتك، ولوددت أنّك

استغفرت لي، فإنّ اللّه كان يغفر لي، ثمّ تركه وولّي وهو في صلاته لا يشغله كلامه

حتّي قضي صلاته علي تمامها. فكان هذا من دلائله عليه السلام[69].

(3851) 17 ـ الحضيني رحمه الله: [قال الحسين بن حمدان الخصيبيّ، حدّثني جعفر بن

مالك ، عن يحيي بن زيد الحسينيّ ، عن أبيه زيد، عن عبد اللّه ، عن الحسين بن

موسي بن جعفر ، عن أبيه]، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه محمّد بن عليّ

الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهم، قال: لمّا لقيه جابر بن عبد اللّه

الأنصاريّ برسالة جدّه رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إلي ابنه الباقر عليه السلام؟

قال له عليّ بن الحسين عليهماالسلام: يا جابر! كنت شاهدت جدّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

يوم الغار ؟

قال جابر: لا، يا ابن رسول اللّه، قال: إذن أحدّثك يا جابر!

قال [ جابر]: حدّثني فداك أبي وأُمّي، فقد سمعته من جدّك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

فقال: إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم لما هرب إلي الغار من مشركي قريش حين كبسوا

داره لقتله قالوا: اقصدوا فراشه حتّي نقتله فيه، قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلملأمير

المؤمنين [ عليّ بن أبي طالب] صلوات اللّه عليه: يا أخي إنّ مشركي قريش

يبيّتوني[70] في [ داري] هذه الليلة ويقصدون فراشي فما أنت صانع يا عليّ.

قال له أمير المؤمنين: يا رسول اللّه! علي فراشك وتكون خديجة في موضع من

الدار، واخرج واستصحب اللّه حيث تأمن علي نفسك فقال له رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم:

فديتك يا أبا الحسن أخرج لي ناقتي العضباء حتّي أركبها وأخرج إلي اللّه تعالي

هاربا من مشركي قريش وافعل بنفسك ما تشاء، واللّه خليفتي عليك وعلي خديجة

فخرج رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلموركب الناقة وسار وتلقّاه جبرائيل عليه السلام فقال له:

يا رسول اللّه صلّي اللّه عليك وآلك إنّ اللّه أمرني أن أكون خلفك وفي مضربك وفي

الغار الذي تدخله و[ أرجع ]معك إلي المدينة حتّي تنيخ ناقتك بباب أبي أيّوب

الأنصاريّ رضي الله عنه.

فسار صلي الله عليه و آله وسلم فتلقّاه أبو بكر، فقال له: يا رسول اللّه أصحبك، فقال: ويلك

يا أبا بكر ما أريد أن يشعر بي أحد، فقال: فأخشي يا رسول اللّه! أن تستحلفني

المشركون علي لقائي إيّاك ولا أجد بدّا من صدقهم، فقال له صلي الله عليه و آله وسلم: ويحك يا

أبا بكر ! وكنت فاعلاً ذلك؟

فقال له: إي واللّه، لئلاّ أقتل أو أحلف فأحنث، فقال له: ويحك يا أبا بكر! فما

صحبتك ليلتي بنافعتك، فقال له أبو بكر: ولكنّك تستغشني وتخشي أن أنذر بك

[ المشركين]، فقال له عليه السلام: سر إذا شئت فتلقّاه الغار [ فنزل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم عن

ناقته وأبركها بباب الغار ]ودخل ومعه جبرئيل عليه السلام وأبو بكر.

وقامت خديجة في جانب الدار باكية علي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وعلي أمير

المؤمنين عليه السلامواضطجاع عليّ علي فراش رسول اللّه ليفديه بنفسه، ووافي المشركون

الدار ليلاً فيسوؤا عليها ودخلوها وقصدوا إلي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فوجدوا أمير

المؤمنين عليه السلام مضطجعا فيه، فضربوا بأيديهم إليه وقالوا: يا ابن [ أبي ]كبشة لم

ينفعك سحرك ولا كهانتك ولا خدمة الجنّ لك اليوم نسقي أسلحتنا من دمك.

ففضّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أيديهم عنه وكأنّهم لم يصلوا إليه، وجلس

في الفراش، ثمّ قال: ما بالكم يا مشركي قريش! أنا عليّ بن أبي طالب، قالوا له:

وأين محمّد يا عليّ؟! قال: حيث يشاء اللّه، قالوا: فمن في الدار؟ قال [ ما فيها إلاّ]

خديجة، قالوا: الحسيبة الكريمة لو لا تبعّلها بمحمّد يا عليّ! وحتّي اللات والعزّي لولا

حرمة أبيك أبي طالب محلّه في قريش لأعملنا أسيافنا فيك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام:

يا مشركي قريش، كرّتكم وفالق الحبة وباريء النسمة ما يكون إلاّ ما يريد اللّه تعالي، ولو

شئت أفني جمعكم لكنتم أهون عليّ من فراش السراج فلا شيء أضعف منه.

فتضاحك المشركون وقال بعضهم لبعض: خلّوا عليّا لحرمة أبيه واقصدوا لطلب

محمّد، ورسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في الغار وجبريل عليه السلام وأبو بكر، ثمّ قال رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: إنّي أحزن علي عليّ عليه السلام وعلي خديجة فقال له جبرئيل عليه السلام: «لاَ تَحْزَنْ

إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » ثمّ كشف له عليه السلامفرأي عليّا وخديجة عليهماالسلام ورأي سفينة جعفر بن

أبي طالب عليه السلامومن معه تعوم في البحر، « فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُو عَلَيْهِ»وهي

الأمان ممّا خشيه علي عليّ وخديجة، فأنزل اللّه «ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ»

يريد جبريل عليه السلام«إِذْ يَقُولُ لِصَـحِبِهِي لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُو

عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُو بِجُنُودٍ»[71] الآية ولو كان الذي حزن أبا بكر كان أحقّ بالأمن من

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ولم يحزن.

ثمّ إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قال لأبي بكر: يا أبا بكر إنّي أري عليّا وخديجة

ومشركي قريش وخطالهم[72] سفينة جعفر بن أبي طالب ومن معه تعوم في البحر

وأري الرهط من الأنصار مجلبين في المدينة، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول اللّه في

[ هذه الليلة، وفي هذه الساعة، وأنت] في هذا الغار، و[ في هذه ]الظلمة، وما بينهم

وبينك بعد المدينة؟ فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إنّي أريك يا أبا بكر ما رأيت حتّي

تصدّقني ومسح يده علي بصره فقال له: انظر يا أبا بكر إلي مشركي قريش وإلي

أخي علي الفراش وخطا له وخديجة في جانب الدار، وانظر إلي سفينة جعفر، كيف

تعوم في البحر، فنظر أبو بكر إلي الكلّ [ من مشركي قريش وعليّ علي الفراش

وخطابه لهم، وخديجة في جانب الدار]، ففزع ورعب، وقال: يا رسول اللّه! لا طاقة

لي بالنظر إلي ما رأيتنيه فردّ عليّ غطائي فمسح يده علي بصره فحجب عمّا رآه

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمفأرهف بطنه، وأحدث في إحدي عشرة حفرة من الغار.

وقيل: إنّه كان في الغار صداع أو ثلمة يدخل منها [ ضياء النهار]، فوضع أبو بكر

عقبه فيه لسده فنهشته أفعيّ في عقبه ولم تسمّه ففزع وأحدث في الحفر، وليس هذا

صحيحا بل الأوّل أصح في الأحداث.

وقصدوا المشركون في الطلب ليقفوا أثر رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم حتّي جاؤوا إلي باب

الغار وحجب اللّه عنهم الناقة وقالوا: هذه [ أثر] ناقة محمّد ومبركها في باب هذا

الغار فدخلوا فوجدوا علي باب الغار نسج العنكبوت قد أظلمه فقالوا: ويحكم أما

ترون إلي نسج هذا العنكبوت علي باب هذا الغار فكيف دخله محمّد؟ فصدّهم اللّه

عنه ورجعوا وخرج رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من الغار وهاجر إلي المدينة وخر أبو بكر

فحدّث المشركين بخبره مع رسول اللّه وقال: لا طاقة لكم بسحر محمّد، وقصص

يطول شرحها.

قال جابر [ ابن عبد اللّه الأنصاريّ هكذا]: واللّه! يا ابن رسول اللّه! حدّثني

جدّك ما زاد حرفا ولا نقص حرفا[73].

(3852) 18 ـ الأشعريّ القمّيّ رحمه الله: قال أبي عليه السلام: رجل قذف قوما وهم جلوس في

مجلس واحد يجلد حدّا واحدا ، وليس لمن عفي عن المفتري عليه الرجوع في الحدّ،

والمفتري علي الجماعة إن أتوا به مجتمعين جلد حدّا واحدا، وإن ادّعوا عليه

متفرّقين، جلد كلّ مدّع حدّا، واليهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ متي قذفوا المسلم كان

عليهم الحدّ، واليهوديّة والنصرانيّة متي كانت تحت المسلم فقذف ابنها يحدّ القاذف، لأنّ

المسلم قد حصّنها، ومن قذف امرءة قبل أن يدخل بها ضرب الحدّ، وهي امرءته.

قال أبي عليه السلام: رجل عرّض بالقذف ولم يصرّح به عزّر، والمملوك إذا قذف الحرّ

حدّ ثمانين.

وقال: أيّ رجلين افتري كلّ واحد منهما علي الآخر فقد سقط عنهما الحدّ

ويعزّران.

أبي قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال: ادّعي رجل علي رجل بحضرة أمير

المؤمنين عليه السلام أنّه افتري عليه، ولم يكن له بيّنة، [ فقال: يا أمير المؤمنين! حلّفه]، فقال

أمير المؤمنين عليه السلام: لا يمين في حدّ، ولا في قصاص في عظم[74].

(3853) 19 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ،

عن موسي بن القاسم بن معاوية ومحمّد بن يحيي ، عن العمركيّ بن عليّ جميعا، عن

عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه

عزّ وجلّ خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا، وجعلنا خزّانه في سمائه

وأرضه، ولنا نطقت الشجرة، وبعبادتنا عبد اللّه عزّ وجلّ، ولولانا ما عبد اللّه[75].

(3854) 20 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن، عن

سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن صفوان بن يحيي ، قال: سمعت أبا

الحسن عليه السلاميقول: كان جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول: لولا أنّا نزداد لأنفدنا .

محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن صفوان، عن

أبي الحسن مثله[76].

(3855) 21 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: أحمد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن أبي

عبد اللّه ، عن أبي عمران الأرمنيّ ، عن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن

أبي الحسن عليه السلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لو أشركت ألفا في حجّتك لكان لكلّ

واحد حجّة من غير أن تنقص حجّتك شيئا[77].

(3856) 22 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد اللّه بن مسكان ، قال:

حدّثني أيّوب أخو أديم ، عن الشيخ، قال: قال لي أبي: كان أبي عليه السلام إذا استقبل

الميزاب قال: «اللّهمّ أعتق رقبتي من النار، وأوسع عليّ من رزقك الحلال ،

وادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ والإنس، وأدخلني الجنّة برحمتك»[78].

(3857) 23 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن

معلّي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث بن جعفر ، عن عليّ بن إسماعيل بن

يقطين ، عن عيسي بن المستفاد أبي موسي الضرير ، قال: حدّثني موسي بن جعفر

عليهما السلام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه السلامكاتب

الوصيّة ، ورسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم السلام

شهود؟

قال: فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت، ولكن حين نزل

برسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالأمر، نزلت الوصيّة من عند اللّه كتاباً مسجّلاً، نزل به جبرئيل

مع أمناء اللّه تبارك وتعالي من الملائكة.

فقال جبرئيل: يا محمّد! مر بإخراج من عندك إلاّ وصيّك ليقبضها منّا، وتشهدنا

بدفعك إيّاها إليه ضامنا لها - يعني عليّا عليه السلام -، فأمر النبيّ صلي الله عليه و آله وسلمبإخراج من كان

في البيت ما خلا عليّا عليه السلام، وفاطمة فيما بين الستر والباب.

فقال جبرئيل: يا محمّد! ربّك يقرئك السلام، ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت

إليك، وشرطت عليك، وشهدت به عليك، و أشهدت به عليك ملائكتي، وكفي بي

يا محمّد! شهيدا.

قال: فارتعدت مفاصل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: يا جبرئيل! ربّي هو السلام، ومنه

السلام، وإليه يعود السلام، صدق عزّ وجلّ وبرّ، هات الكتاب.

فدفعه إليه، وامره بدفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له: اقرأه، فقرأه حرفا حرفا.

فقال: يا عليّ! هذا عهد ربّي تبارك وتعالي إليّ شرطه عليّ وأمانته، وقد بلّغت

ونصحت وادّيت.

فقال عليّ عليه السلام: وأنا أشهد لك بأبي وأمّي! أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق علي

ما قلت، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي

فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا لكما علي ذلك من الشاهدين.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا عليّ! أخذت وصيّتي وعرفتها وضمنت للّه، ولي

الوفاء بما فيها.

فقال عليّ عليه السلام: نعم، بأبي أنت وأمّي! عليّ ضمانها، وعلي اللّه عوني وتوفيقي علي أدائها.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا عليّ! إنّي أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم

القيامة.

فقال عليّ عليه السلام: نعم، أشهد.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: إنّ جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن، وهما حاضران

معهما الملائكة المقرّبون لأُشهدهم عليك.

فقال: نعم، ليشهدوا وأنا - بأبي أنت وأمّي! - أشهدهم، فأشهدهم

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

وكان فيما اشترط عليه النبيّ بأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمر اللّه عزّ وجلّ أن قال له: يا

عليّ! تفي بما فيها من موالاة من والي اللّه ورسوله، والبراءة والعداوة لمن عادي اللّه

ورسوله، والبرائة منهم علي الصبر منك، و علي كظم الغيظ، وعلي ذهاب حقّي،

وغصب خمسك، وانتهاك حرمتك؟

فقال: نعم، يا رسول اللّه!

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة! لقد سمعت جبرئيل عليه السلام

يقول للنبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: يا محمّد! عرّفه، أ نّه ينتهك الحرمة، وهي حرمة اللّه وحرمة

رسول اللّه، وعلي أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتّي

سقطت علي وجهي، وقلت: نعم قبلت ورضيت، وإن انتهكت الحرمة، وعطّلت

السنن، ومزّق الكتاب، وهدّمت الكعبة، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط، صابرا

محتسبا أبدا حتّي أقدم عليك.

ثمّ دعا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمفاطمة والحسن والحسين، وأعلمهم مثل ما أعلم أمير

المؤمنين، فقالوا: مثل قوله، فختمت الوصيّة بخواتيم من ذهب لم تمسّه النار، ودفعت

إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

فقلت لأبي الحسن عليه السلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟

فقال: سنن اللّه، وسنن رسوله.

فقلت: أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم علي أمير المؤمنين عليه السلام؟

فقال: نعم، واللّه! شيئا شيئا، وحرفا حرفا، أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ «إِنَّا

نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَي وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَ ءَاثَـرَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنَـهُ فِي إِمَامٍ

مُّبِينٍ»[79].

واللّه! لقد قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم لأمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام: أليس قد فهمتما

ما تقدّمت به إليكما وقبلتماه؟

فقالا: بلي، وصبرنا علي ما ساءنا وغاظنا.

وفي نسخة الصفواني زيادة[80].

(3858) 24 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: الحسين بن محمّد، عن عليّ بن محمّد

بن سعيد ، عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد بن حمزة العلويّ ، قال: أخبرني

عبيد اللّه بن عليّ ، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: كثيرا ما كنت أسمع أبي،

يقول: ليس من شيعتنا من لا تتحدّث المخدّرات بورعه في خدورهنّ ، وليس من

أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم [من ]خلق اللّه أورع منه[81].

(3859) 25 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن

غير واحد، عن أبان بن عثمان ، عن مسمع ، عن أبي إبراهيم عليه السلام، قال: كان أبي يري

لهذين الحرمين ما لا يراه لغيرهما ، ويقول: إنّ الإتمام فيهما من الأمر المذخور[82].

(3860) 26 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ،

عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: قال أبي عليه السلام لبعض ولده:

إيّاك والكسل والضجر ، فإنّهما يمنعانك من حظّك من الدنيا والآخرة[83].

(3861) 27 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

زياد، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن جعفر ، قال: أخبرني أخي موسي عليه السلامقال:

كنت واقفا علي رأس أبي حين أتاه رسول زياد بن عبيد اللّه الحارثيّ عامل المدينة،

قال: يقول لك الأمير: انهض إليّ، فاعتلّ بعلّة، فعاد إليه الرسول، فقال له: قد أمرت

أن يفتح لك باب المقصورة، فهو أقرب لخطوتك.

قال: فنهض أبي واعتمد عليّ، ودخل علي الوالي، وقد جمع فقهاء المدينة كلّهم،

وبين يديه كتاب فيه شهادة علي رجل من أهل وادي القري، فذكر النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم،

فنال منه، فقال له الوالي: يا أبا عبد اللّه! انظر في الكتاب.

قال: حتّي أنظر ما قالوا، فالتفت إليهم، فقال: ما قلتم؟

قالوا: قلنا: يؤدّب، ويضرب، ويعزّر، ويحبس.

قال: فقال لهم: أرأيتم لو ذكر رجلاً من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم بمثل ما ذكر به

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم ما كان الحكم فيه؟

قالوا: مثل هذا، قال: سبحان اللّه! فقال: فليس بين النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم وبين رجل من

أصحابه فرق.

قال: فقال الوالي: دع هؤلاء، يا أبا عبد اللّه! لو أردنا هؤلاء لم نرسل إليك، فقال

أبو عبد اللّه عليه السلام: أخبرني أبي عليه السلام: أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قال: إنّ الناس في أسوة

سواء، من سمع أحدا يذكرني فالواجب عليه أن يقتل من شتمني، ولا يرفع إلي

السلطان، والواجب علي السلطان إذا رفع إليه أن يقتل من نال منّي، فقال زياد بن

عبيد اللّه: أخرجوا الرجل، فاقتلوه بحكم أبي عبد اللّه عليه السلام[84].

(3862) 28 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن

معلّي بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن شاذان ، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال:

قال لي أبي: إنّ في الجنّة نهرا يقال له: جعفر ، علي شاطئه الأيمن درّة بيضاء، فيها ألف

قصر، في كلّ قصر ألف قصر لمحمّد وآل محمّد صلي الله عليه و آله وسلم.

وعلي شاطئه الأيسر درّة صفراء فيها ألف قصر، في كلّ قصر ألف قصر لإبراهيم

وآل إبراهيم عليه السلام [85].

(3863) 29 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن أبي عبد اللّه ، عن موسي

بن عمران ، عن عمّه الحسين بن عيسي بن عبد اللّه ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه

أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: أخذ أبي بيدي، ثمّ قال: يا بنيّ! إنّ أبي محمّد بن

عليّ عليهماالسلام، أخذ بيدي كما أخذت بيدك، قال: إنّ أبي عليّ بن الحسين عليهماالسلام أخذ

بيدي وقال: يا بنيّ! افعل الخير إلي كلّ من طلبه منك، فإن كان من أهله فقد أصبت

موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك ثمّ

تحوّل إلي يسارك فاعتذر إليك، فاقبل عذره[86].

(3864) 30 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن

السنديّ ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان ، عن أبي الحسن، عن أبي عبد اللّه عليهماالسلام،

قال: جاء رجل إلي أبي جعفر عليه السلامفقال: إنّي أهديت جارية إلي الكعبة ، فأعطيت

خمسمائة دينار، فما تري؟

قال عليه السلام: بعها، ثمّ خذ ثمنها، ثمّ قم علي هذا الحائط ـ حائط الحجر ـ ثمّ ناد، وأعط

كلّ منقطع به، وكلّ محتاج من الحاجّ[87].

(3865) 31 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن أبي الحسن عليه السلام[88]،

قال: شكا رجل إلي أبي عبد اللّه عليه السلام ما يلقي من وجع الخاصرة؟

فقال: ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان[89].

(3866) 32 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن

إسماعيل ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: إنّه لمّا احتضر

أبي عليه السلامقال لي: يا بنيّ! إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة ، ولا يرد علينا

الحوض من أدمن هذه الأشربة.

فقلت: يا أبه! وأيّ الأشربة؟

فقال: كلّ مسكر[90].

33 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عبد الرحمن بن الحجّاج، إنّ

أبا الحسن موسي عليه السلام بعث إليه بوصيّة أبيه، وبصدقته مع أبي إسماعيل مصادف:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما عهد جعفر بن محمّد، وهو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه

وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو علي كلّ شيء

قدير، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من

في القبور، علي ذلك نحيي وعليه نموت، وعليه نبعث حيّا إن شاء اللّه.

وعهد إلي ولده ألاّ يموتوا إلاّ وهم مسلمون، وأن يتّقوا اللّه، ويصلحوا ذات بينهم

ما استطاعوا، فإنّهم لن يزالوا بخير ما فعلوا ذلك، وإن كان دين يدان به، وعهد إن

حدث به حدث، ولم يغّير عهده هذا، وهو أولي بتغييره ما أبقاه اللّه، لفلان كذا وكذا،

ولفلان كذا وكذا، ولفلان كذا ... [91].

34 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... محمّد بن حكيم، عن أبي إبراهيم عليه السلام،

قال: السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه، لو وضع عند شرّ خلق اللّه كان خيرهم،

لقد حدّثني أبي أنّه حيث بني بالثقفيّة[92] - وكان قد شقّ له[93] في الجدار - فنجّد

البيت[94]، فلمّا كانت صبيحة عرسه رمي ببصره فرأي حذوه خمسة عشر مسمارا

ففزع لذلك، وقال لها: تحوّلي فإنّيأريد أن أدعو مواليّ في حاجة ... [95].

35 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، عن أخيه

أبي الحسن عليه السلام، قال: ... إنّ أبي أتاه رجل قد جعل جاريته هديا للكعبة.

فقال له: قوّم الجارية أو بعها، ثمّ مر مناديا يقوم علي الحجر، فينادي ألا من

قصرت به نفقته أو قطع به طريقه أو نفد به طعامه، فليأت فلان بن فلان، ومره أن

يعطي أوّلاً فأوّلاً حتّي ينفد ثمن الجارية[96].

36 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عليّ بن أبي حمزة، قال: سألت

أبا الحسن عليه السلام، عن محرم واقع أهله؟

فقال: قد أتي عظيما ... قلت: فإذا انتهيا إلي مكّة فهي امرأته كما كانت؟

فقال: نعم، هي امرأته كما هي، فإذا انتهيا إلي المكان الذي كان منهما ما كان،

افترقا حتّي يحلاّ، فإذا أحلاّ فقد انقضي عنهما.

فإنّ أبي كان يقول ذلك ... [97].

37 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت

أبا إبراهيم عليه السلام، عن الصلاة في مسجد غدير خمّ بالنهار وأنا مسافر؟

فقال: صلّ فيه، فإنّ فيه فضلاً، وقد كان أبي يأمر بذلك[98].

38 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... صفوان بن يحيي، قال: سألت

أبا الحسن عليه السلام، عن الرضاع ما يحرم منه؟

فقال: سأل رجل أبي عليه السلام عنه، فقال: واحدة ليس بها بأس وثنتان، حتّي بلغ

خمس رضعات ... [99].

39 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... محمّد بن عمر (و)، قال: ... دخلت

علي أبي الحسن عليه السلام بالمدينة، فلمّا صرت بين يديه، قال لي ... إنّ أبي كان إذا أبطأت

عليه جارية من جواريه، قال لها: يا فلانة انوي عليّا، فلا تلبث أن تحمل فتلد

غلاما[100].

40 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: ...

[ فقال عليه السلام]: إنّ أبي عليه السلام كان أجرأ علي أهل المدينة منّي، وكان يقول هذا،

فيقولون: إنّما هذا الفرار، لو جاء رجل بدينار لم يعط ألف درهم ولو جاء بألف درهم

لم يعط ألف دينار.

وكان يقول لهم: نعم الشيء الفرار من الحرام إلي الحلال ... [101].

41 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن مهديّ، عن أبي الحسن

موسي عليه السلام، قال: ... ما زال أبي يوصيني بالسخاء، حتّي مضي[102].

(3867) 42 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: روي موسي بن القاسم البجليّ ، عن عليّ بن

جعفر ، قال: سمعت أخي موسي عليه السلام، قال: قال أبي لعبد اللّه أخي: إليك ابني أخيك

فقد ملأني بالسفه ، فإنّهما شرك شيطان، يعني محمّد بن إسماعيل بن جعفر وعليّ بن

إسماعيل، وكان عبد اللّه أخاه لأبيه وأُمّه[103].

(3868) 43 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: خالد بن حمّاد ، قال: حدّثني الحسن بن

طلحة رفعه، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن يزيد الشاميّ ، قال:

قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ما أنزل اللّه سبحانه آية في المنافقين

إلاّ وهي فيمن ينتحل التشيّع[104].

(3869) 44 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، قال:

حدّثنا محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، قال: دخلت علي أبي الحسن

موسي عليه السلام، قال: فقلت له: جعلت فداك! إنّ أباك كان يرقّ عليّ ويرحمني، فإن

رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت.

قال: فقال لي: يا يونس! إنّي دخلت علي أبي، وبين يديه حيس ، أو هريسة،

فقال: ادن يا بنيّ! فكل من هذا، هذا بعث به إلينا يونس، إنّه من شيعتنا القدماء،

فنحن لك حافظون[105].

45 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: ... موسي بن بكر الواسطيّ، قال: سمعت أبا

الحسن عليه السلاميقول: قال أبي عليه السلام: سعد امرؤ لم يمت حتّي يري منه خلفا تقرّ به عينه،

وقد أراني اللّه عزّ وجلّ من ابني هذا خلفا ... ما تقرّ به عيني[106].

(3870) 46 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: أخبرني عليّ بن حاتم القزوينيّ ، قال: حدّثني

عليّ بن الحسين النحويّ ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ ، عن أبيه محمّد بن

خالد ، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المدينيّ ، عن موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق

جعفر بن محمّد عليهم السلام، إنّه قال: إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلي قبره، فإذا أدخل

قبره أتاه منكر ونكير، فيقعدانه ويقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟

فيقول: ربّي اللّه، ومحمّد نبيّي، والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره،

ويأتيانه بالطعام من الجنّة، ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قوله عزّ وجلّ،

« فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَ رَيْحَانٌ»، يعني في فبره، « وَ جَنَّتُ

نَعِيمٍ»[107]، يعني في الآخرة.

ثمّ قال عليه السلام: إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلي قبره، وإنّه ليناشد

حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان، ويقول: لو أنّ لي كرّة فأكون من

المؤمنين»، ويقول: ارجعوني « لَعَلِّي أَعْمَلُ صَــلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ »[108]، فتجيبه

الزبانية: كلاّ إنّها كلمة أنت قائلها.

ويناديهم ملك: لو ردّ لعاد لما نهي عنه، فإذا أدخل قبره وفارقه الناس، أتاه منكر

ونكير في أهول صورة، فيقيمانه، ثمّ يقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟

فيتلجلج لسانه، ولا يقدر علي الجواب، فيضربانه ضربة من عذاب اللّه، يذعر

لها كلّ شيء، ثمّ يقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟

فيقول: لا أدري، فيقولان له: لا دريت، ولا هديت، ولا أفلحت، ثمّ يفتحان له

بابا إلي النار، وينزلان إليه الحميم من جهنّم، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ: « وَ أَمَّآ إِن

كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّآلِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ »، يعني: في القبر، «وَ تَصْلِيَةُ

جَحِيمٍ »[109]، يعني في الآخرة[110].

(3871) 47 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رحمه الله، قال: حدّثنا

محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلويّ ، قال:

حدّثني عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال: حدّثنا عليّ بن جعفر، عن أخيه

موسي بن جعفر، عن جعفر بن محمّد عليهم السلام قال: المسوخ ثلاثة عشر: الفيل والدبّ

والإرنب والعقرب والضبّ والعنكبوت والدعموص والجريّ والوطواط والقرد

والخنزير والزهرة وسهيل.

قيل: يا ابن رسول اللّه! ما كان سبب مسخ هؤلاء؟

قال: أمّا الفيل فكان رجلاً جبّارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.

وأمّا الدبّ فكان رجلاً مخنّثا يدعو الرجال إلي نفسه.

وأمّا الأرنب فكانت امرأة قذرة، لا تغتسل من حيض، ولا جنابة، ولا غير ذلك.

وأمّا العقرب فكان رجلاً همّازا لا يسلم منه أحد.

وأمّا الضبّ فكان رجلاً أعرابيّا يسرق الحاجّ بمحجنه.

وأمّا العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها.

وأمّا الدعموص فكان رجلاً نمّاما يقطع بين الأحبّة.

وأمّا الجرّيّ فكان رجلاً ديّوثا يجلب الرجال علي حلائله.

وأمّا الوطواط فكان رجلاً سارقا يسرق الرطب من رؤوس النخل.

وأمّا القردة فاليهود اعتدوا في السبت.

وأمّا الخنازير فالنصاري حين سألوا المائدة، فكانوا بعد نزولها أشدّ ما كانوا تكذيبا.

وأمّا سهيل فكان رجلاً عشّارا باليمن.

وأمّا الزهرة فإنّها كانت امرأة تسمّي ناهيد، وهي التي تقول الناس: إنّه افتتن بها

هاروت وماروت[111].

48 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... الفضل بن يونس الكاتب، قال: سألت أبا الحسن

موسي عليه السلام قال عليه السلام: كان أبي يقول: إنّ حرمة بدن المؤمن ميّتا، كحرمته حيّا ... [112].

49 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... موسي بن بكر الواسطيّ، قال: قلت لأبي الحسن

موسي بن جعفر عليهماالسلام: ...

قال: كان جعفر عليه السلام يقول: سعد امرء لم يمت حتّي يري خلفه من بعده، وقد واللّه!

أراني اللّه خلفي من بعدي[113].

(3872) 50 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدثنا محمّد بن القاسم المعروف بأبي الحسن

الجرجانيّ رضي الله عنه، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار ، عن

أبويهما، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه

الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن

محمّد عليهم السلام في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَـطِينُ عَلَي مُلْكِ سُلَيْمَـنَ

»؟

قال: اتّبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر ، والنيرنجات علي ملك سليمان،

الذين يزعمون أنّ سليمان به ملك، ونحن أيضا به، فظهر العجائب حتّي ينقاد لنا الناس.

وقالوا: كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره، ملك ما ملك، وقدر ما قدر، فردّ

اللّه عزّ وجلّ عليهم، فقال: «وَ مَا كَفَرَ سُلَيْمَـنُ»، ولا استعمل السحر الذي نسبوه

إلي سليمان وإلي « مَآ أُنزِلَ عَلَي الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـرُوتَ وَ مَـرُوتَ».

وكان بعد نوح عليه السلام قد كثر السحرة والمموّهون، فبعث اللّه عزّ وجلّ ملكين إلي

نبيّ ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم، ويردّ به

كيدهم، فتلقّاه النبيّ عليه السلام عن الملكين، وأدّاه إلي عباد اللّه بأمر اللّه عزّ وجلّ، فأمرهم

أن يقفوا به علي السحر، وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس.

وهذا كما يدلّ علي السمّ ما هو، وعلي ما يدفع به غائلة السمّ.

ثمّ قال عزّ وجلّ: «وَ مَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّي يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ»،

يعني أنّ ذلك النبيّ عليه السلام أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين، ويعلّماهم ما

علّمهما اللّه من ذلك.

فقال اللّه عزّ وجلّ: «وَ مَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ» ذلك السحر وإبطاله، حتّي يقولا

للمتعلّم: «إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ»، وامتحان للعباد ليطيعوا اللّه عزّ وجلّ فيما يتعلّمون من

هذا، ويبطلوا به كيد السحرة، ولا يسحروهم.

«فَلاَ تَكْفُرْ»باستعمال هذا السحر، وطلب الإضرار به، ودعاء الناس إلي أن

يعتقدوا أنّك به تحيي وتميت، وتفعل ما لا يقدر عليه إلاّ اللّه عزّ وجلّ، فإنّ ذلك كفر.

قال اللّه عزّ وجلّ: «فَيَتَعَلَّمُونَ»، يعني طالبي السحر «مِنْهُمَا»، يعني ممّا كتبت

الشياطين علي ملك سليمان من النيرنجات، وممّا «أُنزِلَ عَلَي الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـرُوتَ

وَ مَـرُوتَ» يتعلّمون من هذين الصنفين ما يفرّقون به بين المرء وزوجه، هذا ما

يتعلّم الإضرار بالناس، يتعلّمون التضريب بضروب الحيل والتمايم والإيهام، وأنّه

قد دفن في موضع كذا، وعمل كذا ليحبّب المرأة إلي الرجل، والرجل إلي المرأة،

ويو?ّي إلي الفراق بينهما.

فقال عزّ وجلّ: «وَ مَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِي مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ» أي ما المتعلّمون

بذلك بضارّين من أحد بإذن اللّه، يعني بتخلية اللّه وعلمه، فإنّه لو شاء لمنعهم بالجبر

والقهر.

ثمّ قال: «وَ يَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَ لاَ يَنفَعُهُمْ»، لأنّهم إذا تعلّموا ذلك السحر

ليسحروا ويضرّوا، فقد تعلّموا ما يضرّهم في دينهم، ولا ينفعهم فيه بل ينسلخون

عن دين اللّه بذلك، «وَ لَقَدْ عَلِمُواْ» هو?اء المتعلّمون «لَمَنِ اشْتَرَلـهُ»بدينه الذي

ينسلخ عنه بتعلّمه«مَا لَهُو فِي الْأَخِرَةِ مِنْ خَلَـقٍ» أي من نصيب في ثواب الجنّة.

ثمّ قال عزّ وجلّ: «وَ لَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِي أَنفُسَهُمْ»، ورهنوها بالعذاب «لَوْ

كَانُواْ يَعْلَمُونَ» أنّهم قد باعوا الآخره، وتركوا نصيبهم من الجنّة، لأنّ المتعلّمين لهذا

السحر الذين يعتقدون أن لا رسول، ولا إله، ولا بعث، ولا نشور، فقال: «وَ لَقَدْ

عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَلـهُ مَا لَهُو فِي الْأَخِرَةِ مِنْ خَلَـقٍ»، لأنّهم يعتقدون أن لا آخرة فهم

يعتقدون أنّها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كانت بعد الدنيا

آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها، ثم قال: «وَ لَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِي

أَنفُسَهُمْ»بالعذاب، إذ باعوا الآخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم، «لَوْ

كَانُواْ يَعْلَمُونَ»[114] أنّهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب، ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم

به، فلمّا تركوا النظر في حجج اللّه حتّي يعلموا عذبهم علي اعتقادهم الباطل،

وجحدهم الحقّ ... [115].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(3873) 51 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن صقر

الصائغ ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن مهرويه ، قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي

حاتم ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسن بن الفضل أبو محمّد ، مولي الهاشميّين،

بالمدينة، قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم السلام قال: أرسل أبو

جعفر الدوانيقيّ إلي جعفر بن محمّد عليهماالسلام ليقتله ، وطرح له سيفا ونطعا وقال للربيع:

إذا أنا كلّمته، ثمّ ضربت بإحدي يديّ علي الأُخري، فاضرب عنقه.

فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليهماالسلام، ونظر إليه من بعيد، يحرّك شفتيه، وأبو جعفر علي

فراشه، وقال: مرحبا وأهلاً بك، يا أبا عبد اللّه! ما أرسلنا إليك إلاّ رجاء أن نقضي

دينك، ونقضي ذمامك.

ثمّ سائله مسائله لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضي اللّه دينك، وأخرج

جائزتك، يا ربيع! لا تمضينّ ثالثة حتّي يرجع جعفر إلي أهله.

فلمّا خرج قال له الربيع: يا أبا عبد اللّه! أرأيت السيف؟

إنّما كان وضع لك والنطع، فأيّ شيء رأيتك تحرّك به شفتيك؟

قال جعفر عليه السلام: نعم، يا ربيع! لمّا رأيت الشرّ في وجهه، قلت: «حسبي الربّ من

المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين ، وحسبي الرازق من المرزوقين،

وحسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي،

حسبي اللّه لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم»[116].

(3874) 52 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: وروي عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي

إبراهيم عليه السلام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: رجل لا يدري اثنتين صلّي، أم ثلاثا، أم

أربعا؟

فقال عليه السلام: يصلّي ركعتين من قيام، ثمّ يسلّم ، ثم يصلّي ركعتين، وهو جالس[117].

(3875) 53 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عن

الشيخ ـ يعني موسي بن جعفر ـ، عن أبيه عليهماالسلام، أنّه قال: إنّ أبا جعفر عليه السلاممات

وترك ستّين مملوكا ، فأعتق ثلثهم، فأقرعت بينهم، وأعتقت الثلث[118].

(3876) 54 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزيّ

المقرئ ، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن

الموصليّ ببغداد ، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ ، قال: حدّثنا عيّاش بن يزيد

بن الحسن بن عليّ الكحّال مولي زيد بن عليّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني موسي

بن جعفر عليهماالسلام، قال: قال قوم للصادق عليه السلام: ندعو فلا يستجاب لنا ، قال: لأنّكم

تدعون من لا تعرفونه[119].

(3877) 55 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: بهذا الإسناد [ أي حدّثنا المظفّر بن جعفر بن

المظفّر العلويّ رحمه الله، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود

العيّاشيّ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن

عليّ بن أبي حمزة]، عن موسي بن جعفر، قال: حدّثني موسي بن القاسم، عن عليّ بن

جعفر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلاميقول في

قول اللّه عزّ وجلّ: «قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ

مَّعِينِم»[120].

قال عليه السلام: أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد [121].

(3878) 56 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن

المقرئ [122]، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ الجرجانيّ ، قال: حدّثنا

أبو بكر محمّد بن الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ ، قال:

حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الكحّال ، مولي زيد بن عليّ، قال:

حدّثنا أبي - يزيد بن الحسن -، قال: حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: قال

الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام: من صلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فمعناه أنّي أنا علي الميثاق

والوفاء الذي قبلت حين قوله: «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَي[123]»[124].

(3879) 57 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المقرئ،

قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ الجرجانيّ، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن

الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ، قال: حدّثنا أبو زيد

عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الكحّال، مولي زيد بن عليّ، قال: حدّثني أبي

يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: قال الصادق عليه السلامفي قول

اللّه عزّ وجلّ: «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ»[125]

قال: يقولون: لا علم لنا بسواك .

قال: وقال الصادق عليه السلام: القرآن كلّه تقريع، وباطنه تقريب[126].

(3880) 58 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، عن أحمد بن يونس

المعاذيّ ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن

الأشعث ، عن موسي بن إسماعيل ، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام،

قال: كان للحسن بن عليّ عليهماالسلام صديق وكان ماجنا [127]، فتباطأ عليه أيّاما فجاءه

يوما، فقال له الحسن عليه السلام: كيف أصبحت؟

فقال: يا ابن رسول اللّه! أصبحت بخلاف ما أحبّ، ويحبّ اللّه، ويحبّ الشيطان!

فضحك الحسن عليه السلام، ثمّ قال: وكيف ذلك؟

قال: لأنّ اللّه عزّ وجلّ يحبّ أن أطيعه ولا أعصيه ولست كذلك، والشيطان يحبّ

أن أعصي اللّه ولا أطيعه ولست كذلك، وأنا أحبّ أن لا أموت ولست كذلك، فقام

إليه رجل، فقال: ياابن رسول اللّه! ما بالنا نكره الموت ولا نحبّه؟

قال: فقال الحسن عليه السلام: لأنّكم أخربتم آخرتكم، وعمّرتم دنياكم، وأنتم تكرهون

النقلة من العمران إلي الخراب[128].

(3881) 59 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد العلويّ رضي الله عنه،

قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم

ابن عبد الحميد ، عن أبي الحسن الأوّل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: الدنيا سجن

المؤمن، والقبر حصنه ، والجنّة مأواه، والدنيا جنّة الكافر، والقبر سجنه، والنار

مأواه[129].

(3882) 60 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن

المقرئ ، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ الجرجانيّ ، قال: حدّثنا أبو بكر

محمّد بن الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ ، قال: حدّثنا

أبو زيد عيّاش بن زيد بن الحسن بن عليّ الكحّال مولي زيد بن عليّ، قال: أخبرني

زيد بن الحسن ، قال: حدّثني موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن

محمّد عليهم السلام، قال: الناس علي أربعة أصناف: جاهل متردّي معانق لهواه ، وعابد

متقوّي كلّما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحبّ محمدة الناس،

وعارف علي طريق الحقّ يحبّ القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل

زمانك، وأرجحهم عقلاً[130].

(3883) 61 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن حمزة بن عليّ بن

عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن

أبي طالب عليهم السلام ، قال: حدّثنا محمّد بن يزداد ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد

الكوفيّ ، قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن صالح العبّاسيّ ، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد

الرحمن الآمليّ ، قال: حدّثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم السلام، قال:

سئل أبي عليه السلام عمّا حرّم اللّه عزّ وجلّ من الفروج في القرآن؟ وعمّا حرّمه رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في سنّته؟

فقال: الذي حرّم اللّه عزّ وجلّ أربعة وثلاثون وجها، سبعة عشر في القرآن،

وسبعة عشر في السنّة.

فأمّا التي في القرآن: فالزنا، قال اللّه عزّ وجلّ: «وَ لاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَي» [131].

ونكاح امرأة الأب، قال اللّه عزّ وجلّ: «وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ

النِّسَآءِ»[132].

و «أُمَّهَـتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَ تُكُمْ وَعَمَّـتُكُمْ وَخَــلَـتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ

الْأُخْتِ وَأُمَّهَـتُكُمُ الَّـتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَ تُكُم مِّنَ الرَّضَـعَةِ وَأُمَّهَـتُ نِسَآلـءِكُمْ

وَرَبَـلـءِبُكُمُ الَّـتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآلـءِكُمُ الَّـتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ

دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَـلـءِلُ أَبْنَآلـءِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَـبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ

بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ »[133].

والحائض حتّي تطهر، قال اللّه عزّ وجلّ: «وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّي يَطْهُرْنَ »[134].

والنكاح في الاعتكاف، قال اللّه عزّ وجلّ: «وَلاَ تُبَـشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـكِفُونَ

فِي الْمَسَـجِدِ»[135].

وأمّا التي في السنّة: فالمواقعة في شهر رمضان نهارا، وتزويج الملاعنة بعد اللعان،

والتزويج في العدّة، والمواقعة في الإحرام، والمحرم يتزوّج أو يزوّج، والمظاهر قبل أن

يكفّر، وتزويج المشركة، وتزويج الرجل امرأة قد طلّقها للعدّة تسع تطليقات،

وتزوّج الأمة علي الحرّة، وتزوّج الذمّيّة علي المسلمة، وتزوّج المرأة علي عمّتها

وخالتها، وتزويج الأمة من غير إذن مولاها، وتزويج الأمة علي من يقدر علي

تزويج الحرّة، والجارية من السبي قبل القسمة، والجارية المشركة، والجارية المشتراة

قبل أن يستبرئها، والمكاتبة التي قد أدّت بعض المكاتبة[136].

(3884) 62 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي

العطّار وأحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي ، عن محمّد بن عليّ بن

مهزيار ، عن أبيه، عمّن ذكره، عن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال:

قلت: ياابن رسول اللّه! ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسيّ؟

قال: حدّثني أبي صلوات اللّه عليه، أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب

صلوات اللّه عليه، وسلمان الفارسيّ وأبا ذرّ وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند

قبر النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان: يا أبا عبد اللّه! ألا تخبرنا بمبدأ

أمرك؟

فقال سلمان: واللّه! يا أمير المؤمنين! لو أنّ غيرك سألني ما أخبرته، أنا كنت

رجلاً من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزا علي والدي، فبينا أنا سائر

مع أبي في عيد لهم، إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،

وأنّ عيسي روح اللّه، وأنّ محمّدا حبيب اللّه.

فرسخ وصف محمّد في لحمي ودمي، فلم يهنّئني طعام ولا شراب، فقالت لي أُمّي:

يا بنيّ! ما لك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟

قال: فكابرتها حتّي سكتت، فلمّا انصرفت إلي منزلي إذا أنا بكتاب معلّق في

السقف، فقلت لأُمّي: ما هذا الكتاب؟

فقالت: يا روزبه! إنّ هذا الكتاب لمّا رجعنا من عيدنا رأيناه معلّقا، فلا تقرب

ذلك المكان، فإنّك إن قرّبته قتلك أبوك.

قال: فجاهدتها حتّي جنّ الليل، فنام أبي وأُمّي، فقمت وأخذت الكتاب، وإذا

فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا عهد من اللّه إلي آدم، أنّه خالق من صلبه نبيّا،

يقال له: محمّد، يأمر بمكارم الأخلاق، وينهي عن عبادة الأوثان، يا روزبه! ائت

وصيّ عيسي، وآمن، واترك المجوسيّة.

قال: فصعقت صعقة وزادني شدّة، قال: فعلم بذلك أبي وأُمّي، فأخذوني

وجعلوني في بئر عميقة، وقالوا لي: إن رجعت، وإلاّ قتلناك.

فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حبّ محمّد لا يذهب من صدري.

قال سلمان: ما كنت أعرف العربيّة قبل قراءتي الكتاب، ولقد فهّمني اللّه عزّ وجلّ

العربيّة من ذلك اليوم.

قال: فبقيت في البئر، فجعلوا ينزلون في البئر إليّ أقراصا صغارا.

قال: فلمّا طال أمري رفعت يدي إلي السماء، فقلت: «يا ربّ! إنّك حبّبت

محمّدا و وصيّه إليّ، فبحقّ وسيلته عجّل فرجي وأرحني ممّا أنا فيه».

فأتاني آت عليه ثياب بيض، فقال: قم، يا روزبه! فأخذ بيدي وأتي بي إلي

الصومعة، فأنشات أقول: أشهد أن لا اله إلاّ اللّه، وأنّ عيسي روح اللّه، وأنّ محمّدا

حبيب اللّه، فأشرف عليّ الديرانيّ، فقال: أنت روزبه؟

فقلت: نعم، فقال: اصعد، فأصعدني إليه وخدمته حولين كاملين، فلمّا حضرته

الوفاة قال: إنّي ميّت، فقلت له: فعلي من تخلّفني؟

فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلاّ راهبا بأنطاكيّة، فإذا لقيته فاقرأه منّي

السلام، وادفع إليه هذا اللوح.

وناولني لوحا، فلمّا مات غسّلته وكفّنته ودفنته وأخذت اللوح وسرت به إلي

أنطاكيّة وأتيت الصومعة، وأنشأت أقول: أشهد أن لا اله إلاّ اللّه، وأنّ عيسي روح

اللّه، وأنّ محمّدا حبيب اللّه، فأشرف عليّ الديرانيّ فقال: أنت روزبه؟ فقلت: نعم،

فقال: اصعد، فصعدت إليه فخدمته حولين كاملين، فلمّا حضرته الوفاة قال لي: إنّي

ميّت، فقلت: علي من تخلّفني؟

فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلاّ راهبا بالإسكندريّة، فإذا أتيته فأقرئه

منّي السلام، وادفع إليه هذا اللوح.

فلمّا توفّي غسّلته وكفّنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت أقول:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ عيسي روح اللّه، وأنّ محمّدا حبيب اللّه، فأشرف عليّ

الديرانيّ، فقال: أنت روزبه؟

فقلت: نعم، فقال: اصعد، فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين، فلمّا حضرته

الوفاة قال لي: إنّي ميّت، فقلت: علي من تخلّفني؟

فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا، وأنّ محمّد بن عبد اللّه بن عبدا

المطّلب قد حانت ولادته، فإذا أتيته فأقرئه منّي السلام، وادفع إليه هذا اللوح، قال:

فلمّا توفّي غسّلته وكفّنته ودفنته وأخذت اللوح وخرجت فصحبت قوما.

فقلت لهم: يا قوم! اكفوني الطعام والشراب، أكفكم الخدمة.

قالوا: نعم.

قال: فلمّا أرادوا أن يأكلوا شدّوا علي شاة فقتلوها بالضرب، ثمّ جعلوا بعضها

كبابا وبعضها شواء فامتنعت من الأكل، فقالوا: كل، فقلت: إنّي غلام ديرانيّ، وإنّ

الديرانيّين لا يأكلون اللحم، فضربوني وكادوا يقتلونني.

فقال بعضهم: أمسكوا عنه حتّي يأتيكم شرابكم، فإنّه لا يشرب، فلمّا أتوا

بالشراب قالوا: اشرب، فقلت: إنّي غلام ديرانيّ، وإنّ الديرانيّين لا يشربون الخمر،

فشدّوا عليّ، وأرادوا قتلي.

فقلت لهم: يا قوم! لا تضربوني ولا تقتلوني، فإنّي أقرّ لكم بالعبوديّة، فأقررت

لواحد منهم، فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهوديّ، قال فسألني عن

قصّتي؟

فأخبرته وقلت له: ليس لي ذنب إلاّ أنّي أحببت محمّدا ووصيّه، فقال اليهوديّ:

وإنّي لأبغضك وأبغض محمّدا، ثمّ أخرجني إلي خارج داره، وإذا رمل كثير علي بابه.

فقال: واللّه يا روزبه! لئن أصحبت ولم تنقل هذا الرمل كلّه من هذا الموضع

لأقتلنّك.

قال: فجعلت أحمل طول ليلتي، فلمّا أجهدني التعب رفعت يدي إلي السماء،

وقلت: «يا ربّ! إنّك حبّبت محمّدا ووصيّه إليّ، فبحقّ وسيلته عجّل فرجي،

وأرحني ممّا أنا فيه».

فبعث اللّه عزّ وجلّ ريحا، فقلعت ذلك الرمل من مكانه إلي المكان الذي قال

اليهوديّ.

فلمّا أصبح نظر إلي الرمل قد نقل كلّه، فقال: يا روزبه! أنت ساحر، وأنا لا أعلم،

فلأخرجنّك من هذه القرية لئلاّ تهلكها.

قال: فأخرجني وباعني من امرأة سلميّة، فأحبّتني حبّا شديدا، وكان لها حائط،

فقالت: هذا الحائط لك، كل منه، وما شئت، و هب وتصدّق.

قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء اللّه، فبينا أنا ذات يوم في الحائط، إذا أنا

بسبعة رهط قد أقبلوا، تظلّهم غمامة، فقلت في نفسي: واللّه! ما هؤلاء كلّهم أنبياء،

ولكن فيهم نبيّا، قال: فأقبلوا حتّي دخلوا الحائط، والغمامة تسير معهم، فلمّا دخلوا

إذا فيهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وأمير المؤمنين عليه السلام، وأبو ذرّ، والمقداد، وعقيل بن أبي

طالب، وحمزة بن عبد المطّلب، وزيد بن حارثة، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون

من حشف النخل، ورسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلميقول لهم: كلوا الحشف، ولا تفسدوا علي

القوم شيئا.

فدخلت علي مولاتي، فقلت لها: يامولاتي! هبي لي طبقا من رطب، فقالت: لك

ستّة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبيّ

فإنّه لا يأكل الصدقة ويأكل الهديّة، فوضعته بين يديه، فقلت: هذه صدقة.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: كلوا، وأمسك رسول اللّه، وأمير المؤمنين، وعقيل بن

أبي طالب، وحمزة بن عبد المطّلب، وقال لزيد: مدّ يدك، وكل.

فقلت في نفسي: هذه علامة، فدخلت إلي مولاتي فقلت لها: هبي لي طبقا آخر،

فقالت: لك ستّة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فوضعته بين يديه،

فقلت: هذه هديّة، فمدّ يده وقال: بسم اللّه، كلوا، ومدّ القوم جميعا أيديهم فأكلوا،

فقلت في نفسي: هذه أيضا علامة.

قال: فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم التفاته، فقال: يا روزبه!

تطلب خاتم النبوّة؟

فقلت: نعم، فكشف عن كتفيه، فإذا أنا بخاتم النبوّة، معجوم بين كتفيه، عليه

شعرات.

قال: فسقطت علي قدم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أقبّلها، فقال لي: يا روزبه! ادخل إلي

هذه المرأة، وقل لها: يقول لك محمّد بن عبد اللّه: تبيعينا هذا الغلام؟

فدخلت، فقلت لها: يا مولاتي! إنّ محمّد بن عبد اللّه يقول لك: تبيعينا هذا الغلام؟

فقالت: قل له: لا أبيعك إلاّ بأربعمائة نخلة، مائتي نخلة منها صفراء، ومائتي نخلة

منها حمراء.

قال: فجئت إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فأخبرته، فقال: وما أهون ما سألت!؟

ثمّ قال: قم يا عليّ! فاجمع هذا النوي كلّه، فجمعه وأخذه فغرسه، ثمّ قال: اسقه،

فسقاه أمير المؤمنين عليه السلام، فما بلغ آخره حتّي خرج النخل، ولحق بعضه بعضا، فقال

لي: ادخل إليها وقل لها: يقول لك محمّد بن عبد اللّه: خذي شيئك، وادفعي إلينا

شيئنا.

قال: فدخلت عليها، وقلت ذلك لها، فخرجت ونظرت إلي النخل، فقالت: واللّه!

لا أبيعكه إلاّ بأربعمائة نخلة كلّها صفراء.

قال: فهبط جبرئيل عليه السلام، فمسح جناحيه علي النخل، فصار كلّه أصفر، قال: ثمّ

قال لي: قل لها: إنّ محمّدا يقول لك: خذي شيئك، وادفعي إلينا شيئنا.

قال: فقلت لها ذلك.

فقالت: واللّه! لنخلة من هذه أحبّ إليّ من محمّد ومنك!

فقلت لها: واللّه! ليوم واحد معه أحبّ إليّ منك، ومن كلّ شيء أنت فيه، فأعتقني

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وسمّاني سلمان[137].

63 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: ... محمّد بن الزبرقان الدامغانيّ الشيخ، قال: قال

أبو الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: لمّا أمرهم هارون الرشيد بحملي دخلت عليه

فسلّمت ...

فقال: أحبّ أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول وفروع يفهم تفسيره ويكون

ذلك سماعك من أبي عبد اللّه عليه السلام ...

فكتبت: بسم اللّه الرحمن الرحيم، جميع أمور الدنيا أمران: أمر لا اختلاف فيه

وهو إجماع الأُمّة علي الضرورة التي يضطرّون إليها، وأخبار المجمع عليها المعروض

عليها كلّ شبهة والمستنبط منها علي كلّ حادثة، وأمر يحتمل الشكّ والإنكار وسبيله

استيضاح أهل الحجّة عليه، فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله أو سنّة

عن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق علي من

استوضح تلك الحجّة ردّها، ووجب عليه قبولها، والإقرار والديانة بها.

وما لم يثبت لمنتحليه به حجّة من كتاب مستجمع علي تأويله أو سنّة عن

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسّع خاصّ الأُمّة

وعامّها الشكّ فيه، والإنكار له كذلك.

هذان الأمران من أمر التوحيد، فما دونه إلي أرش الخدش فما دونه.

فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين، فما ثبت لك برهانه اصطفيته، وما

غمض عنك ضوؤه نفيته، ولا قوّة إلاّ باللّه، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل ... [138].

(3885) 64 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا

محمّد بن عليّ الصيرفيّ ، عن عليّ بن محمّد ، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير ، قال:

سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: لما حضر أبي الموت، قال: يا بنيّ! لا يلي غسلي

غيرك ، فإنّي غسّلت أبي، وغسّل أبي أباه، والحجّة يغسّل الحجّة.

قال: فكنت أنا الذي غمّضت أبي، وكفّنته، ودفنته بيدي.

وقال: يا بنيّ! إنّ عبد اللّه أخاك يدّعي الإمامة بعدي، فدعه، وهو أوّل من يلحق

بي من أهلي، فلمّا مضي أبو عبد اللّه عليه السلام، أرخي أبو الحسن ستره، ودعا عبد اللّه إلي

نفسه.

قال أبو بصير: جعلت فداك! ما بالك حججت العام، ونحر عبد اللّه جزورا؟

قال: إنّ نوحا لمّا ركب السفينة، وحمل فيها من كلّ زوجين اثنين، حمل كلّ شيء، إلاّ ولد

الزنا، فإنّه لم يحمله، وقد كانت السفينة مأمورة، فحجّ نوح فيها، وقضي مناسكه.

قال أبو بصير: فظننت أنّه عرّض بنفسه، وقال: أما إنّ عبد اللّه لا يعيش أكثر من

سنة، فذهب أصحابه حتّي انقضت السنة.

قال: فهذه فيها يموت.

قال: فمات في تلك السنة[139].

(3886) 65 ـ ابنا بسطام النيسابوريان رحمهماالله: أحمد بن يزيد ، عن الصحّاف

الكوفيّ ، عن موسي بن جعفر، عن الصادق، عن الباقر عليهم السلامقال: شكا إليه رجل

من أوليائه وجع الطحّال ، وقد عالجه بكلّ علاج، وأنّه يزداد كلّ يوم شرّا حتّي

أشرف علي الهلكة.

فقال له: اشتر بقطعة فضّة كراثا، وأقله قليا جيّدا بسمن عربيّ، وأطعم من به هذا

الوجع ثلاثة أيّام، فإنّه إذا فعل ذلك بري ء إن شاء اللّه تعالي[140].

(3887) 66 ـ السيّد الرضيّ رحمه الله: حدّثني هارون بن موسي ، قال: حدّثني أحمد بن

محمّد بن عمّار العجليّ الكوفيّ ، قال: حدّثني عيسي الضرير ، عن أبي الحسن، عن

أبيه عليهماالسلام، قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم حين دفع الوصيّة إلي عليّ عليه السلام: أعدّ لهذا

جوابا غدا بين يدي ذي العرش، فإنّي محاجّك يوم القيامة بكتاب اللّه، حلاله

وحرامه ومحكمه ومتشابهه، علي ما أنزل اللّه، وعلي تبليغه من أمرتك بتبليغه، وعلي

فرائض اللّه كما أُنزلت، وعلي أحكامه كلّها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

والتحاضّ عليه، وإحيائه مع إقامة حدود اللّه كلّها، وطاعته في الأمور بأسرها،

وإقام الصلاة لأوقاتها، وإيتاء الزكاة أهلها، والحجّ إلي بيت اللّه، والجهاد في سبيله،

فما أنت قائل يا عليّ؟!

قال: بأبي أنت وأُمّي! أرجو بكرامة اللّه لك، ومنزلتك عنده، ونعمته عليك أن

يُعينني ربّي عزّ وجلّ، ويثبّتني، فلا ألقاك بين يدي اللّه مقصّرا، ولا متوانيا، ولا

مفرّطا، ولا أمغر، وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وأُمّهاتي.

بل تجدني بأبي أنت وأُمّي مشمّرا لوصيّتك إن شاء اللّه، وعلي طريقك ما دمت

حيّا، حتّي أقدم بها عليك، ثمّ الأوّل فالأوّل من ولدي غير مقصّرين ولا مفرّطين.

ثمّ أُغمي صلوات اللّه عليه وآله، قال: فانكببت علي صدره وجهه، وأنا أقول:

وأنا أقول: وا وحشتاه بعدك، بأبي أنت وأُمّي! ووحشة ابنتك وابنيك، وا طول غمّاه

بعدك، يا حبيبي! انقطعت عن منزلي أخبار السماء، وفقدت بعدك جبرئيل، فلا

أحسّ به، ثمّ أفاق صلي الله عليه و آله وسلم

قال أبي الحسن عليه السلام: قال: سألت أبي، فقلت له: ما كان بعد إفاقته صلّي اللّه عليه؟

قال: دخل عليه النساء يبكين، وارتفعت الأصوات، وضجّ الناس بالباب [ من]

المهاجرين والأنصار.

قال عليّ عليه السلام: فبينا أنا كذلك إذ نودي: أين عليّ؟

فأقبلت حتّي دخلت إليه، فانكببت عليه.

قال عليّ عليه السلام: فانكببت عليه، فقال لي: يا أخي! فهّمك اللّه وسدّدك، ووفّقك

وأرشدك وأعانك، وغفر ذنبك، ورفع ذكرك.

ثمّ قال: يا أخي! إنّ القوم سيشغلهم عنّي، ما يريدون من عرض الدنيا، وهم

عليه قادرون، فلا يشغلك عنّي ما شغلهم، فإنّما مثلك في الأُمّة مثل الكعبة نصبها اللّه

علما، وإنّما تؤتي من كلّ فجّ عميق، وناد سحيق، وإنّما أنت العلم علم الهدي، ونور

الدين، وهو نور اللّه.

يا أخي! والذي بعثني بالحقّ! لقد قدّمت إليهم بالوعيد، ولقد أخبرتهم رجلاً

رجلاً بما افترض اللّه عليهم من حقّك، وألزمهم من طاعتك، فكلّ أجاب إليك،

وسلّم الأمر إليك، وإنّي لأعرف خلاف قولهم.

فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيتك به، وغيّبتني في قبري، فالزم بيتك، واجمع

القرآن علي تأليفه، والفرائض والأحكام علي تنزيله، ثمّ امض ذلك علي عزائمة، وعلي ما

أمرتك به، وعليك بالصبر علي ما ينزل بك منهم حتّي تقدم عليّ[141].

(3888) 67 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي محمّد بن صدقة العنبريّ، قال: حدّثنا

موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، قال: الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات ،

يقرأ في كلّ ركعة «الحمد» مرّة، و«قل هو اللّه أحد» مائتين وخمسين مرّة، ثمّ تجلس

وتتشهّد وتسلّم وتدعو بعد التسليم، فتقول: «اللّهمّ! إنّي إليك فقير، ومن عذابك

خائف ، وبك مستجير، ربّ لا تبدّل اسمي، ولا تغيّر جسمي، ربّ لا تجهد

بلائي.

اللّهمّ ! إنّي أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ

برحمتك من عذابك، وأعوذ بك منك، لا إله إلاّ أنت، جلّ ثناؤك، ولا أحصي

مدحتك، ولا الثناء عليك، أنت كما أثنيت علي نفسك، وفوق ما يقول

القائلون، ربّ أنت صلّ علي محمّد وآل محمّد، وافعل بي كذا وكذا».

وتسأل حاجتك إن شاء اللّه[142].

(3889) 68 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن محمّد بن

أحمد العلويّ ، عن العمركيّ البوفكيّ ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسي بن

جعفر عليه السلام، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال: أصحاب السفن يتمّون الصلاة في

سفنهم [143].

(3890) 69 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن الحسن ، عن أحمد ومحمّد ابني الحسن ،

عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي الحسن عليه السلام، قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلامعن الحليّ فيه زكاة؟

قال عليه السلام: إنّه ليس فيه زكاة وإن بلغ ماءة ألف درهم ، وأبي يخالف الناس في هذا[144].

(3891) 70 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد وأحمد ابني

الحسن، عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ، عن مروان بن مسلم، عن أبي الحسن، عن

أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: كان أبي يخالف الناس في مال اليتيم ، ليس عليه زكاة[145].

(3892) 71 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أبو محمّد الفحّام ، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد

ابن أحمد بن عبيد اللّه الهاشميّ المنصوريّ ، قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسي عيسي بن

أحمد بن عيسي بن المنصور ، قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد العسكريّ، قال:

حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي موسي

بن جعفر عليهم السلام، قال: كنت عند سيّدنا الصادق عليه السلام، إذ دخل عليه أشجع السلميّ

يمدحه ، فوجده عليلاً، فجلس وأمسك، فقال له سيّدنا الصادق عليه السلام: عد عن العلّة،

واذكر ما جئت له، فقال له:

ألبسك اللّه منه عافية

في نومك المعتري وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذلّ السؤال من عنقك

فقال: يا غلام! أيش معك؟

قال: أربع مائة درهم، قال: أعطها للأشجع.

قال فأخذها وشكر وولّي، فقال: ردّوه.

فقال: يا سيّدي! سألت فأعطيت وأغنيت، فلم رددتني؟

قال: حدّثني أبي، عن آبائه عليهم السلام، عن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم قال: خير العطاء ما أبقي نعمة

باقية، وإنّ الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، وهذا خاتمي فإن أعطيت به عشرة

آلاف درهم، وإلاّ فعد إليّ وقت كذا وكذا أوفك إيّاها.

قال: يا سيّدي! قد أغنيتني، وأنا كثير الأسفار، وأحصل في المواضع المفزعة،

فتعلّمني ما آمن به علي نفسي.

قال: فإذا خفت أمرا، فاترك يمينك علي أُمّ رأسك، واقرأ برفيع صوتك « أَفَغَيْرَ

دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُو أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ

يُرْجَعُونَ»[146].

قال الأشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجنّ، فسمعت قائلاً يقول: خذوه،

فقرأتها، فقال قائل: كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيّبة[147].

(3893) 72 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال: أخبرني أبو بكر

محمّد بن عمر الجعابيّ ، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال: أخبرنا

يعقوب بن زياد ، قراءة عليه، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن

محمّد ، قال: حدّثني أبي، عن جدّي إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسي بن

جعفر عليه السلام، قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد عليه السلام، يقول: أحسن من الصدق قائله ،

وخير من الخير فاعله[148].

(3894) 73 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ،

قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان أبو عبد اللّه عليه السلام يقول في الرجل يدخل يده

في أنفه ، فيصيب خمس أصابعه الدم.

قال: ينقيه، ولا يعيد الوضوء[149].

(3895) 74 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن الحسن ، عن أحمد ومحمّد ابني الحسن ،

عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي الحسن عليه السلام، قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الحليّ، فيه زكاة؟

قال: إنّه ليس فيه زكاة وإن بلغ مائة ألف درهم ، وأبي يخالف الناس في هذا[150].

(3896) 75 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: سعد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن

جمهور ، عن إبراهيم الأوسي عن الرضا عليه السلام، قال: سمعت أبي يقول: كنت عند أبي

يوما فأتاه رجل، فقال: إنّي رجل من أهل الريّ ، ولي زكاة، فإلي من أدفعها؟

قال: إلينا، فقال: أليس الصدقة محرّمة عليكم؟!

فقال: بلي، إذا دفعتها إلي شعيتنا فقد دفعتها إلينا.

فقال: إنّي لا أعرف لها أحدا.

فقال: انتظر بها إلي سنة.

قال: فإن لم أصب لها أحدا؟

قال: انتظر بها إلي سنتين، ثمّ قال له: إن لم تصب لها أحدا فصرّها صرارا

واطرحها في البحر، فإنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم أموالنا وأموال شيعتنا علي عدوّنا[151].

(3897) 76 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن محمّد بن أحمد

العلويّ ، عن العمركيّ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام، عن

أبيه عليه السلام: إنّ عليّا عليه السلامقال في الرجل يتزوّج المرأة علي وصيف فكبّر عندها فيريد

أن يطلّقها قبل أن يدخل بها.

قال عليه السلام: عليه نصف قيمة يوم دفعه إليها لا ينظر في زيادة ولا نقصان[152].

77 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام

قال: سمعت أبي، جعفر بن محمّد عليهماالسلام، يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من

الخير فاعله ... [153].

(3898) 78 ـ الراونديّ رحمه الله: بإسناده [ أي اين بابويه، عن أبيه، حدّثنا سعد بن

عبد اللّه]، عن أحمد بن محمّد بن عيسي ، عن الحسن بن عليّ ، عن فضل بن محمّد

الأشعريّ ، عن مسمع ، عن أبي الحسن، عن أبيه عليهماالسلام، قال: كان رجل ظالم، فكان

يصل الرحم، ويحسن علي رعيّته ، ويعدل في الحكم.

فحضر أجله، فقال: ربّ حضر أجلي، وابني صغير، فمدّد لي في عمري، فأرسل

اللّه إليه: إنّي قد أنشأت لك في عمرك اثنتي عشرة سنة، وقيل له: إلي هذا يشبّ ابنك،

ويعلم من كان جاهلاً، ويستحكم علي من لا يعلم[154].

(3899) 79 ـ الراونديّ رحمه الله: روي عن الرضا، عن أبيه عليهماالسلام، قال: جاء رجل إلي

جعفر بن محمّد عليهماالسلام، فقال: انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشي بك إلي

المنصور ، وذكر أنّك تأخذ البيعة لنفسك علي الناس لتخرج عليهم.

فتبسّم وقال: يا أبا عبد اللّه! لا ترع، فإنّ اللّه إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو

جحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحرّكها حتّي يبيّنها، اقعد معي حتّي يأتي الطلب،

فتمضي معي إلي هناك حتّي تشاهد ما يجري من قدرة اللّه التي لا معدل لها عن مؤمن.

فجاء الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين.

فخرج الصادق عليه السلام ودخل، وقد امتلأ المنصور غيظا وغضبا، فقال له: أنت الذي

تأخذ البيعة لنفسك علي المسلمين، تريد أن تفرّق جماعتهم وتسعي في هلكتهم

وتفسد ذات بينهم!؟

فقال الصادق عليه السلام: ما فعلت شيئا من هذا.

قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنّك فعلت كذا، وأنّه أحد من دعوته إليك.

فقال: إنّه لكاذب.

قال المنصور: إنّي أحلفه، فإن حلف كفيت نفسي مؤونتك.

فقال الصادق عليه السلام: إنّه إذا حلف كاذبا باء بإثم.

فقال المنصور [لحاجبه]: حلّف هذا الرجل علي ما حكاه عن هذا - يعني

الصادق عليه السلام - ، فقال له الحاجب: قل: واللّه الذي لا إله إلاّ هو، وجعل يغلظ عليه اليمين.

فقال الصادق عليه السلام: لا تحلفه هكذا، فإنّي سمعت أبي يذكر عن جدّي رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أنّه قال: إنّ من الناس من يحلف كاذبا، فيعظّم اللّه في يمينه، ويصفه

بصفاته الحسني، فيأتي تعظيمه للّه علي إثم كذبه ويمينه، [فيؤخّر عنه البلاء]، ولكن

دعني أحلفه باليمين التي حدّثني بها أبي، عن جدّي، عن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمإنّه

لا يحلف بها حالف إلاّ باء بإثمه.

فقال المنصور: فحلّفه إذا، يا جعفر!.

فقال الصادق عليه السلام للرجل: قل: إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول اللّه

وقوّته، ولجأت إلي حولي وقوّتي، فقالها الرجل.

فقال الصادق عليه السلام: «اللّهمّ إن كان كاذبا فأمته».

فما استتمّ كلامه حتّي سقط الرجل ميّتا، واحتمل ومضي به وسري عن المنصور،

وسأله عن حوائجه.

فقال عليه السلام: ليس لي حاجة إلاّ [إلي اللّه، و] الإسراع إلي أهلي، فإنّ قلوبهم بي متعلّقة.

فقال [المنصور]: ذلك إليك، فافعل منه ما بدا لك، فخرج من عنده مكرّما قد

تحيّر فيه المنصور ومن يليه.

فقال قوم: ما ذا رجل فأجاه الموت، ما أكثر ما يكون هذا؟!

وجعل الناس يصيرون إلي ذلك الميّت ينظرون إليه، فلمّا استوي علي سريره

جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذامّ له، وحامد إذ قعد علي سريره وكشف عن

وجهه، وقال: يا أيّها الناس! إنّي لقيت ربّي بعدكم، فلقّاني السخط واللعنة، واشتدّ

غضب زبانيته عليّ للذي كان منّي إلي جعفر بن محمّد الصادق، فاتّقوا اللّه، ولا

تهلكوا فيه كما هلكت.

ثمّ أعاد كفنه علي وجهه، وعاد في موته، فرأوه لا حراك به، وهو ميّت فدفنوه،

[وبقوا حائرين في ذلك[155]].

(3900) 80 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه الله: [أخبرنا الإمام الشهيد أبو

المحاسن، عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني إجازة وسماعا، ]قال:] أخبرنا

الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن التميمي البكري الحاجي إجازة وسماعا، [قال:]

حدّثنا أبو محمّد سهل بن أحمد الديباجي ، [قال:] حدّثنا أبو عليّ محمّد بن محمّد بن

الأشعث الكوفي ، [قال: ]حدّثني موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمّد بن

عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، [قال: ] حدّثنا أبي إسماعيل بن موسي ،

عن أبيه موسي،] وكان الصادق عليه السلامإذا قدّم إليه الطعام، يقول: «بسم اللّه وباللّه،

وهذا من فضل اللّه وبركة رسول اللّه وآل رسول اللّه ، اللّهمّ كما أشبعتنا

فأشبع كلّ مؤمن ومؤمنة، وبارك لنا في طعامنا وشرابنا وأجسادنا

وأموالنا»[156].

(3901) 81 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه الله: قال السيّاريّ[157] عنه عليه السلام قال: وكان عثمان إذا

أتي بشيء من الفيء فيه ذهب عزله ، وقال: هذا لطوق عمرو.

فلمّا كثر ذلك، قيل له: كبر عمرو عن الطوق، فجري به المثل[158].

(3902) 82 ـ ا بن إدريس الحلّيّ رحمه الله: قال: وقال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد

اللّه عليه السلام: اتّقوا (مواقف الريب)، ولايقفنّ أحدكم مع أُمّه في الطريق ، فإنّه ليس كلّ

أحد يعرفها[159].

83 ـ أبو الفضل الطبرسيّ رحمه الله: عن عليّ بن يقطين، قال: قال أبو الحسن

موسي عليه السلام: مر أصحابك أن ... يجتهدوا في عبادة اللّه، وإذا قام أحدهم في صلاة

فريضة فليحسن صلاته، وليتمّ ركوعه وسجوده ... فإنّي سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام

يقول: إنّ ملك الموت يتصفّح وجوه المؤمنين من عند حضور الصلوات

المفروضات[160].

(3903) 84 ـ أبو الفضل الطبرسيّ رحمه الله: عن الرضا، عن أبيه عليهماالسلام، قال: أمرني أبي

- يعني أبا عبد اللّه عليه السلام ـ أن آتي المفضّل بن عمر، فأعزّيه بإسماعيل، وقال: اقرأ

المفضّل السلام، وقل له: إنّا أصبنا بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إنّا إذا أردنا

أمرا، وأراد اللّه أمرا سلّمناه لأمر اللّه[161].

(3904) 85 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: أبو محمّد هرون بن موسي رحمه الله، قال: حدّثنا

أحمد بن هليل الكرخيّ، عن العبّاس الشاميّ ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام

قال: كان جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول: من قال حين يسمع أذان الصبح، وأذان المغرب

هذا الدعاء، ثمّ مات من يومه، أو من ليلته كان تائبا: «اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال

ليلتك، وإدبار نهارك، وحضور صلواتك، وأصوات دعائك، وتسبيح

ملائكتك أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تتوب عليّ، إنّك أنت التوّاب

الرحيم»[162].

(3905) 86 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح

محمّد بن أحمد بن عليّ النظيريّ ، وقد أثني عليه محمّد بن النجّار ، في تذييله علي

تاريخ الخطيب ، مقدار قائمه، فقال من جملة وصفه له أبو الفتح محمّد بن عليّ

الاصفهانيّ النظيريّ ، نادرة الفلك، باقية الدهر، فاق أهل زمانه في بعض فضائله،

فقال في كتاب الخصائص ما هذا لفظه: قرأت علي الإمام أبي منصور بن أبي شجاع ،

وقلت له: أخبركم والدك الإمام الحافظ فأقربه، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد

بن عليّ بن نوعه ، قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم تركان ، قال: حدّثني

منصور بن محمّد بن جعفر الصيرفيّ ، قال: أخبرني أبو الحسن إسحاق بن عبد الربّ

بن المفضّل ، قال: حدّثني عبد اللّه بن عبد الحميد ، قال: حدّثني محمّد بن مهران

الاصفهانيّ ، قال: حدّثني خلاّد بن يحيي ، عن قيس بن الربيع ، قال: حدّثني أبي

الربيع ، قال: دعاني المنصور يوما، قال: أما تري ما هو هذا، يبلغني عن هذا

الحبشيّ.

قلت: ومن هو يا سيّدي؟!

قال: جعفر بن محمّد، واللّه! لأستأصلنّ شأفته، ثمّ دعا بقائد من قوّاده، فقال:

انطلق إلي المدينة في ألف رجل، فاهجم علي جعفر بن محمّد، وخذ رأسه، ورأس ابنه

موسي بن جعفر في مسيرك.

فخرج القائد من ساعته حتّي قدم المدينة، وأخبر جعفر بن محمّد، فأمر فأُتي

بناقتين، فأوثقهما علي باب البيت، ودعا بأولاده موسي وإسماعيل ومحمّد وعبد اللّه،

فجمعهم وقعد في المحراب، وجعل يهمهم.

قال أبو نصر: فحدّثني سيّدي موسي بن جعفر: أنّ القائد هجم عليه، فرأيت أبي

وقد همهم بالدعاء، فأقبل القائد، وكل من كان معه، قال: خذوا رأسي هذين

القائمين، فاجتزّوا رأسهما.

ففعلوا، وانطلقوا إلي المنصور، فلمّا دخلوا عليه اطّلع المنصور في المخلاة التي كان

فيها الرأسان، فإذا هما رأسا ناقتين.

فقال المنصور: وأيّ شيء هذا؟

قال: يا سيّدي! ما كان بأسرع من أن دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمّد،

فدار رأسي، ولم أنظر ما بين يدي، فرأيت شخصين قائمين، وخيّل إليّ أنّهما جعفر

وموسي ابنه، فأخذت رأسيهما.

فقال المنصور: اكتم عليَّ. فما حدّث به أحدا حتّي مات.

قال الربيع: فسألت موسي بن جعفر عليه السلام عن الدعاء؟

فقال: سألت أبي، عن الدعاء، فقال هو:

دعاء الحجاب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، «وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ

لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَ جَعَلْنَا عَلَي قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَ فِي

ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءَانِ وَحْدَهُو وَ لَّوْاْ عَلَي أَدْبَـرِهِمْ نُفُورًا»[163]،

«اللّهمّ إنّي أسألك بالإسم الذي به تحيي، وتميت، وترزق، وتعطي، وتمنع،

يا ذا الجلال والإكرام!

اللّهمّ من أرادنا بسوء من جميع خلقك فأعم عنّا عينه، واصمم عنّا سمعه،

واشغل عنّا قلبه، واغلل عنّا يده، واصرف عنّا كيده، وخذه من بين يديه،

ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن تحته، ومن فوقه، يا ذا الجلال

والإكرام!».

قال موسي عليه السلام: قال أبي عليه السلام: إنّه دعاء الحجاب من جميع الأعداء[164].

(3906) 87 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: حدّثنا محمّد بن هشام بن سهيل ، عن محمّد

بن إسماعيل العسكريّ ، قال: حدّثني عيسي بن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسي

بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَ أَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ

مَسْـ?ولاً * وَ أَوْفُواْ الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ».

قال: العهد ما أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم علي الناس من مودّتنا ، وطاعة أمير المؤمنين أن

لا يخالفوه، ولا يتقدّموه، ولا يقطعوا رحمه، وأعلمهم أنّهم مسؤولون عنه، وعن

كتاب اللّه جلّ وعزّ.

وأمّا القسطاس، فهو الإمام، وهو العدل من الخلق أجمعين، وهو حكم الأئمّة.

قال اللّه عزّ وجلّ:«ذَ لِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً»[165]، قال: هو أعرف بتأويل

القرآن، وما يحكم ويقضي[166].

(3907) 88 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: رواية دعاء يوم النصف من

رجب ، فإنّنا رويناه عن خلق كثير، قد تضمّن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات، فيما

يخصّني من الإجازات بطرقهم المؤتلفة والمختلفة، وهو دعاء جليل مشهور بين أهل

الروايات، وقد صار موسما عظيما في يوم النصف من رجب، معروفا بالإجابات،

وتفريج الكربات، ووجدت في بعض طرق من يرويه زيادات، وسوف أذكر أكمل

روايته احتياطا، للظفر بفائدته.

فمن الرواة من يرفعه إلي مولانا موسي بن جعفر الكاظم صلوات اللّه عليه،

ومنهم من يرويه عن أُمّ داوود جدّتنا رضوان اللّه عليها وعليه، فمن الروايات في

ذلك أنّ المنصور لمّا حبس عبد اللّه بن الحسن وجماعة من آل أبي طالب ، وقتل

ولديه محمّدا وإبراهيم، أخذ داود بن الحسن بن الحسن ، وهو ابن داية أبي عبد اللّه

جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، لأنّ أُمّ داود أرضعت الصادق عليه السلاممنها بلبن ولدها

داود، وحمله مكبّلاً بالحديد.

قالت أُمّ داوود: فغاب عنّي حينا بالعراق ، ولم أسمع له خبرا، ولم أزل أدعو

وأتضرّع إلي اللّه جلّ اسمه، وأسأل إخواني من أهل الديانة والجدّ والإجتهاد أن

يدعوا اللّه تعالي لي، وأنا في ذلك كلّه لا أري في دعائي الإجابة، فدخلت علي

أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد صلوات اللّه عليه يوما، أعوده من علّة وجدها، فسألته

عن حاله، ودعوت له.

فقال لي: يا أُمّ داوود! ما فعل داوود؟ وكنت قد أرضعته بلبنه.

فقلت: يا سيّدي! وأين داود؟ وقد فارقني منذ مدّة طويلة، وهو محبوس بالعراق.

فقال: وأين أنت، عن دعاء الاستفتاح، وهو الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء،

ويلقي صاحبه الإجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند اللّه تعالي جزاء إلاّ الجنّة؟

فقلت له: كيف ذلك، يا ابن الصادقين؟!

فقال لي: يا أُمّ داود! قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب، وهو شهر مسموع

فيه الدعاء، شهر اللّه الأصمّ، فصومي الثلاثة الأيّام البيض، وهو يوم الثالث عشر،

والرابع عشر، والخامس عشر، واغتسلي في يوم الخامس عشر وقت الزوال، وصلّي

الزوال ثماني ركعات، (وفي إحدي الروايات) وتحسني قنوتهنّ وركوعهنّ

وسجودهنّ، ثمّ صلّي الظهر، وتركعين بعد الظهر، وتقولين بعد الركعتين: «يا قاضي

حوائج الطالبين» مائة مرّة، ثمّ تصلّين بعد ذلك ثماني ركعات.

وفي رواية أخري: تقرأين في كلّ ركعة، يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة، ثلاث

مرّات «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»[167]، وسورة «الكوثر» مرّة، ثمّ صلّي العصر، ولتكن

صلاتك في ثوب نظيف، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلّمك.

وفي رواية: وإذا فرغت من العصر، فالبسي أطهر ثيابك، واجلسي في بيت نظيف

علي حصير نظيف، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يشغلك، ثمّ استقبلي القبلة،

واقرأي «الحمد» مائة مرّة، و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائة، و«آية الكرسي»عشر

مرّات، ثمّ اقرأي سورة «الأنعام»، و«بني إسرائيل»، وسورة «الكهف»،

و«لقمان»، و«يس»، و«الصافات»، و«حم السجدة»، و«حمعسق»، وإن لم

تحسني ذلك ولم تحسني قرائته من المصحف، كرّرت «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ألف مرّة.

قال شيخنا المفيد: إذا لم تحسن قرائة السورة المخصوصة في يوم النصف من رجب،

أو لم تطق قرائة ذلك فلتقرأ «الحمد» مائة مرّة، و«آية الكرسي»عشر مرّات، ثمّ

تقرأ «الإخلاص» ألف مرّة.

وأقول: ورأيت في بعض الروايات ويحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات، أو

من يكون علي حال سفر، أو في شيء من المهمّات، فيجزيه قرائة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»

مائة مرّة.

ثمّ قال الصادق عليه السلام في إحدي الروايات: فإذا فرغت من ذلك، وأنت مستقبلة

القبلة، فقولي:

دعاء الاستفتاح، المعروف بعمل أُمّ داوود: «بسم اللّه الرحمن الرحيم،

صدق اللّه العظيم، الذي لا إله إلاّ هو، الحيّ القيّوم ، ذو الجلال والإكرام، الرحمن

الرحيم، الحليم الكريم، الذي ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، العليم الخبير،

شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو، والملائكة وأولو العلم، قائما بالقسط، لا إله إلاّ هو العزيز

الحكيم، إنّ الذين عند اللّه الإسلام، وبلّغت رسله الكرام، وأنا علي ذلك من

الشاهدين.

اللّهمّ! ولك العطمة، ولك الرحمة، ولك المهابة، ولك السلطان، ولك البهاء،

ولك الإمتنان، ولك التسبيح، ولك التقديس، ولك التهليل، ولك التكبير، ولك ما

يري، ولك ما لا يري، ولك ما فوق السموات العلي، ولك ما تحت الثري، ولك

الأرضون السفلي، ولك الآخرة والأولي، ولك ما ترضي به من الثناء، والحمد،

والشكر، والنعماء.

اللّهمّ صلّ علي جبرائيل أمينك علي وحيك، والقويّ علي أمرك، والمطاع في

سمواتك، ومحالّ كراماتك، الناصر لأنبيائك، المدّمر لأعدائك.

اللّهمّ صلّ علي ميكائيل ملك رحمتك، والمخلوق لرأفتك، والمستغفر المعين

لأهل طاعتك.

اللّهمّ صلّ علي إسرافيل حامل عرشك، وصاحب الصور، المنتظر لأمرك،

والوجل المشفق من خيفتك.

اللّهمّ صلّ علي عزرائيل ملك الرحمة، الموكّل علي عبيدك وإمائك، المطيع في

أرضك وسمائك، قابض أرواح عبادك بأمرك.

اللّهمّ صلّ علي حملة العرش الطاهرين، وعلي ملائكة الذكر أهل التأمين علي

دعاء المؤمنين، وعلي السفرة الكرام البررة الطيّبين، وعلي ملائكتك الكرام

الكاتبين، وعلي ملائكة الجنان، وخزنة النيران، وملك الموت والأعوان، يا ذا

الجلال والإكرام!

اللّهمّ صلّ علي أبينا آدم، بديع فطرتك الذي كرّمته لسجود ملائكتك، وأبحته

جنّتك.

اللّهمّ صلّ علي أمّنا حوّاء، المطهّرة من الرجس، المصفّاة من الدنس، المفضّلة

من الإنس، المتردّدة بين محالّ القدس.

اللّهمّ صلّ علي هابيل، وشيث، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم،

وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، والأسباط، ولوط، وشعيب، وأيّوب،

وموسي، وهارون، ويوشع، وميشا، والخضر، وذي القرنين، ويونس، وإلياس،

واليسع، وذي الكفل، وطالوت، وداوود، وسليمان، وزكريّا، وشعيا، ويحيي،

وتورخ، ومتّي، وأرميا، وحيقوق، ودانيال، وعزير، وعيسي، وشمعون،

وجرجيس، والحواريّين، والأتباع، وخالد، وحنظلة، ولقمان.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وبارك علي محمّد وآل محمّد، كما صلّيت

ورحمت وترحّمت وباركت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ صلّ علي الأوصياء، والسعداء، والشهداء، وأئمّة الهدي.

اللّهمّ صلّ علي الأبدال، والأوتاد، والسيّاح، والعبّاد، والمخلصين، والزهّاد،

وأهل الجدّ، والإجتهاد.

واخصص محمّدا وأهل بيته بأفضل صلواتك، وأجزل كراماتك، وبلّغ روحه

وجسده منّي تحيّة وسلاما، وزده فضلاً وشرفا وإكراما، حتّي تبلّغه أعلي درجات

أهل الشرف من النبيّين والمرسلين، والأفاضل المقرّبين.

اللّهمّ صلّ علي من سمّيت، ومن لم أسمّ من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل

طاعتك، وأوصل صلواتي إليهم، وإلي أرواحهم، واجعلهم إخواني فيك، وأعواني

علي دعائك.

اللّهمّ إنّي أستشفع بك إليك، وبكرمك إلي كرمك، وبجودك إلي جودك،

وبرحمتك إلي رحمتك، وبأهل طاعتك إليك، وأسألك اللّهمّ! بكلّ ما سألك به أحد

منهم من مسألة شريفة، مسموعة غير مردودة، وبما دعوك به من دعوة مجابة غير

مخيّبة.

يا اللّه، يا رحمن، يا رحيم، يا حليم، يا كريم، يا عظيم، يا جليل، يا منيل، يا

جميل، يا كفيل، يا وكيل، يا معيل، يا مجير، يا خبير، يا منير، يا مبير، يا منيع، يا

مديل، يا محيل، يا كبير، يا قدير، يا بصير، يا شكور، يا برّ، يا طهر، يا طاهر، يا

قاهر، يا ظاهر، يا باطن، يا ساتر، يا محيط، يا مقتدر، يا حفيظ، يا مجير، يا قريب،

يا ودود، يا حميد، يا مجيد، يا مبديء، يا معيد، يا شهيد، يا محسن، يامجمل، يا

منعم، يا مفضل، يا قابض، يا باسط، يا هادي، يا مرسل، يا مرشد، يا مسدّد، يا

معطي، يا مانع، يا دافع، يا رافع، يا باقي، يا واقي، يا خلاّق، يا وهّاب، يا توّاب، يا

فتّاح، يا نفّاح، يا مرتاح، يا من بيده كلّ مفتاح، يا نفّاع، يا رؤوف، يا عطوف، يا

كافي، يا شافي، يا معافي، يا مكافي، يا وفيّ، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبّار، يا

متكبّر، يا سلام، يا مؤمن، يا أحد، يا صمد، يا نور، يا مدبّر، يا فرد، يا وتر، يا

قدّوس، يا ناصر، يا مؤنس، يا باعث، يا وارث، يا عالم، يا حاكم، يا باريء، يا

متعالي، يا مصوّر، يا مسلّم، يا متحبّب، يا قائم، يا دائم، يا عليم، يا حكيم، يا جواد،

يا باريء، يا بارّ، يا سارّ، يا عدل، يا فاضل، يا ديّان، يا حنّان، يا منّان، يا سميع، يا

بديع، يا خفير، يا مغيّر، يا مفني، يا ناشر، يا غافر، يا قديم، يا مسهّل، يا ميسّر، يا

محيي، يا نافع، يا رازق، يا مقتدر، يا مسيّب، يا مغيث، يا مغني، يا مقني، يا خالق،

يا راصد، يا واحد، يا حاضر، يا جابر، يا حافظ، يا شديد، يا غياث، يا عائذ، يا

قابض».

وفي بعض الروايات:

«يا منيب، يا مبين، يا طاهر، يا مجيب، يا متفضّل، يا مستجيب، يا عادل، يا

بصير، يا مؤمّل، يا مسدّي، يا أوّاب، يا وافي، يا راشد، يا ملك، يا ربّ، يا مذلّ، يا

معزّ، يا ماجد، يا رازق، يا وليّ، يا فاضل، يا سبحان، يا من علي فاستعلي فكان

بالمنظر الأعلي، يا من قرب فدني، وبعد فنأي، وعلم السرّ وأخفي، يا من إليه

التدبير وله المقادير، يا من العسير عليه سهل يسير، ويا من هو علي ما يشاء قدير،

يا مرسل الرياح، يا فالق الإصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح، يا رادّ

ما قد فات، يا ناشر الأموات، يا جامع الشتات، يا رازق من يشاء بغير حساب، ويا

فاعل ما يشاء كيف يشاء، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ حين لا

حيّ، يا حيّ يا محيي الموتي، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، بديع السموات والأرض.

يا إلهي! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارحم محمّدا وآل محمّد، وبارك علي

محمّد وآل محمّد، كما صلّيت وباركت ورحمت وترحّمت علي إبراهيم وآل

إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وارحم ذلّي وفاقتي وفقري وانفرادي ووحدتي

وخضوعي بين يديك، واعتمادي عليك، وتضرّعي إليك، أدعوك دعاء الخاضع

الذليل، الخاشع الخائف، المشفق البائس، المهين الحقير، الجائع الفقير، العائذ

المستجير، المقرّ بذنبه، المستغفر منه، المستكين لربّه، دعاء من أسلمته ثقته،

وفرضته أحبّته، وعظمت فجيعته، دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس، مستكين

بك مستجير.

اللّهمّ! وأسألك بأنّك مليك، وأنّك ما تشاء من أمر يكون، وأنّك علي ما تشاء

قدير، وأسألك بحرمة هذا الشهر الحرام، والبيت الحرام، والبلد الحرام، والركن

والمقام، والمشاعر العظام، وبحقّ نبيّك محمّد عليه وآله السلام، يا من وهب لآدم

شيثا، ولإبراهيم إسماعيل وإسحاق، ويا من ردّ يوسف علي يعقوب، ويا من كشف

بعد البلاء ضرّ أيّوب، ويا رادّ موسي علي أُمّه، وزائد الخضر في علمه، ويا من

وهب لداوود سليمان، ولزكريّا يحيي، ولمريم عيسي، يا حافظ بنت شعيب، ويا

كافل ولد أُمّ موسي عن والدته، أسألك أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تغفر

لي ذنوبي كلّها، وتجيرني من عذابك، وتوجب لي رضوانك وأمانك وإحسانك

وغفرانك وحنانك، وأسألك أن تفكّ عنّي كلّ حلقة وضيق بيني وبين من يؤذيني،

وتفتح لي كلّ باب، وتليّن لي كلّ صعب، وتسهّل لي كلّ عسير، وتخرس عنّي كلّ

ناطق بشرّ، وتكفّ عنّي كلّ باغ، وتكبت عنّي كلّ عدوّ لي وحاسد، وتمنع عنّي كلّ

ظالم، وتكفيني كلّ عائق يحول بيني وبين ولدي، ويحوال أن يفرّق بيني وبين

طاعتك، ويثبّطني عن عبادتك، يا من ألجم الجنّ المتمرّدين، وقهر عتاة الشياطين،

وأذلّ رقاب المتجبّرين، وردّ كيد المتسلّطين عن المستضعفين، أسألك بقدرتك

علي ما تشاء، وتسهيلك لما تشاء، أن تجعل قضاء حاجتي فيما تشاء».

ثمّ اسجدي علي الأرض، وعفّري خدّيك، وقولي:

«اللّهمّ لك سجدت، وبك آمنت، فارحم ذلّي وفاقتي واجتهادي وتضرّعي

ومسكنتي وفقري إليك، يا ربّ!».

واجتهدي أن تسحّ عيناك، ولو بقدر رأس الذبابة دموعا، فإنّ ذلك علامة

الإجابة.

أقول: هذه سجدة إحدي الروايات، وإذا كان موضع الإجابة، وهو في محلّ

السجود فينبغي أن يستظهر في بلوغ المقصود بذكر ما رأيناه، أو رويناه من اختلاف

القول في سجدة هذه الدعوات.

رواية أخري في سجدة دعاء أُمّ داوود ما هذا لفظها: ثمّ اسجدي علي الأرض،

وعفّري خدّيك، وقولي:

«اللّهمّ! لك سجدت، وبك آمنت، فارحم ذلّي وكبوتي لحرّ وجهي وفقري

وفاقتي».

واجتهدي في الدعاء أن تسحّ عيناك، ولو قدر رأس الإبرة، فإنّ ذلك علامة

الإجابة، إن شاء اللّه.

رواية أخري في سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظه: ثمّ اسجدي علي الأرض،

وعفّري خدّيك، وقولي:

«اللّهمّ! لك سجدت، وبك آمنت، فارحم ذلّي وخضوعي بين يديك، وفقري

وفاقتي إليك، وارحم انفرادي وخشوعي واجتهادي بين يديك، وتوكّلي عليك.

اللّهمّ! بك أستفتح، وبك أستنجح، وبمحمّد عبدك ورسولك وآله، أتوجّه إليك.

اللّهمّ! سهّل لي كلّ حزونة، وذلّل لي كلّ صعوبة، وأعطني من الخير أكثر ممّا

أرجوا، وعافني من الشرّ، واصرف عنّي السوء».

ثمّ قولي مائة مرّة:

«يا قاضي حوائج الطالبين، إقض حاجتي بلطفك، يا خفيّ الألطاف».

قال جعفر الصادق عليه السلام: واجتهدي أن تسحّ عيناك، ولو مقدار رأس الإبرة

دموعا، فإنّه علامة إجابة هذا الدعاء بحرقة القلب، وانسكاب العبرة، واحتفظي بما

علّمتك.

رواية أخري في سجدة هذا الدعاء هذا لفظها: ثمّ اسجدي علي الأرض، وعفّري

خدّيك، ثمّ قولي في سجودك:

«اللّهمّ! لك سجدت، ولك صلّيت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وارحم ذلّي

وفاقتي وخضوعي وذلّي وانفرادي ومسكنتي وفقري وكبوتي لوجهك، وإليك يا

ربّ! يا ربّ!».

واجتهدي أن تسحّ عيناك ولو بقدر رأس ذباب دموعا، فإن آية الإجابة لهذا

الدعاء حرقة القلب، وانسكاب العبرة، واحفظي ما علّمتك، واحذري أن تعلّميه

من يدعو به الباطل، فإنّ فيه اسم اللّه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به

أعطي، فلو أنّ السموات والأرض كانتا رتقا، والبحار من دونهما، كان ذلك عند اللّه

دون حاجتك، لسهّل اللّه تعالي الوصول إلي ذلك، ولو أنّ الجنّ والإنس أعداؤك

لكفاك اللّه مؤنتهم، وذلّل رقابهم[168].

(3908) 89 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: عن عيسي بن المستفاد قال: حدّثني موسي

بن جعفر عليهماالسلام: سألت أبي جعفر بن محمّد عليهماالسلام، عن بدء الإسلام، كيف أسلم

عليّ عليه السلام؟ وكيف أسلمت خديجة رضي اللّه عنها؟

فقال لي موسي بن جعفر تأبي، ألا أن تطلب أصول العلم ومبتدأه، أم واللّه! إنّك

لتسأل تفقّهاً.

قال موسي عليه السلام: فقال لي أبي: إنّهما لمّا أسلما دعاهما رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: يا

عليّ! ويا خديجة ! أسلمتما للّه وسلّمتما له، وقال: إنّ جبرئيل عندي، يدعوكما إلي بيعة

الإسلام، فأسلما تسلما، وأطيعا تهديا! فقالا: فعلنا وأطعنا، يا رسول اللّه!

فقال: إنّ جبرئيل عندي، يقول لكما: إنّ للإسلام شروطا ومواثيق، فابتداءه بما

شرط اللّه عليكما لنفسه ولرسوله، أن تقولا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك

له في ملكه، ولم يلده والد، ولم يتّخذ صاحبة، إلها واحدا مخلصا، وأنّ محمّدا عبده

ورسوله، أرسله إلي الناس كافّة بين يدي الساعة، ونشهد أنّ اللّه يحيي ويميت،

ويرفع ويضع، ويغني ويفقر، ويفعل ما يشاء، ويبعث من في القبور، قالا: شهدنا.

قال: وإسباغ الوضوء علي المكاره: غسل اليدين، والوجه، والذراعين، ومسح

الرأس، والرجلين إلي الكعبين، وغسل الجنابة في الحرّ والبرد، وإقام الصلاة، وأخذ

الزكاة من حلّها، ووضعها في أهلها، وحجّ البيت، وصوم شهر رمضان، والجهاد في

سبيل اللّه، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم، والعدل في الرعيّة، والقسم في السويّة،

والوقوف عند الشبهة إلي الإمام، فإنّه لا شبهة عنده، وطاعة وليّ الأمر بعدي،

ومعرفته في حياتي وبعد موتي، والأئمّة من بعده واحدا فواحدا.

وموالاة أولياء اللّه، ومعاداة أعداء اللّه، والبراءة من الشيطان الرجيم وحزبه و

أشياعه، والبراءة من الأحزاب تيم وعديّ وأُميّة وأشياعهم وأتباعهم، والحياة علي

ديني وسنّتي ودين وصيّي وسنّته إلي يوم القيامة، والموت علي مثل ذلك، غير شاقّة

لأمانته ولا متعدّية ولا متأخّرة عنه، وترك شرب الخمر، وملاحاة الناس،

يا خديجة! فهمت ما شرط عليك ربّك؟

قالت: نعم، وآمنت وصدّقت ورضيت وسلّمت.

قال عليّ عليه السلام: وأنا علي ذلك.

فقال: يا عليّ! تبايع علي ما شرطت عليك؟

قال: نعم.

قال: فبسط رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم كفّه، فوضع كفّ عليّ عليه السلام في كفّه، فقال: بايعني

علي ما شرطت عليك، وأن تمنعني ممّا تمنع منه نفسك، فبكي عليّ عليه السلام، فقال: بأبي

وأُمّي! لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: اهتديت، وربّ الكعبة! ورشدت ووفّقت، وأرشدك

اللّه، يا خديجة! ضعي يدك فوق يد عليّ فبايعي له.

فبايعت علي مثل ما بايع عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، علي أنّه لا جهاد عليه.

ثمّ قال: يا خديجة! هذا عليّ مولاك، ومولي المؤمنين، وإمامهم بعدي.

قالت: صدقت، يا رسول اللّه! قد بايعته علي ما قلت، أشهد اللّه وأشهدك بذلك،

وكفي باللّه شهيدا عليما[169].

(3909) 90 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: عنه [عيسي بن المستفاد قال: حدّثني

موسي بن جعفر عليهماالسلام]، عن أبيه، قال: دعا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أبا ذرّ ، وسلمان ،

والمقداد ، فقال لهم: تعرفون شرائع الإسلام وشروطه؟

قالوا: نعرف ما عرّفنا اللّه ورسوله.

قال: هي واللّه! أكثر من أن تحصي، أشهدوا علي أنفسكم، وكفي باللّه شهيدا،

وملائكته عليكم بالشهادة أن لا إله إلاّ اللّه مخلصا، لا شريك له في سلطانه، ولا نظير

له في ملكه، وأنّي رسول اللّه، بعثني بالحقّ، وأنّ القرآن إمام من اللّه، وحكم عدل،

وأنّ قبلتي شطر المسجد الحرام لكم قبلة.

وأنّ عليّ بن أبي طالب وصيّ محمّد، وأمير المؤمنين وليّ المؤمنين ومولاهم، وأنّ

حقّه من اللّه مفروض واجب، وطاعته طاعة اللّه ورسوله، والأئمّة من ولده، وأنّ

مودّة أهل بيته مفروضة واجبة علي كلّ مؤمن، مع إقامة الصلاة لوقتها، وإخراج

الزكاة من حلّها، ووضعها في أهلها.

وإخراج الخمس من كلّ ما يملكه أحد من الناس حتّي يدفعه إلي وليّ المؤمنين

وأميرهم، ومن بعده من الأئمّة من ولده، ومن لم يقدر إلاّ علي اليسير من المال،

فليدفع ذلك إلي الضعفين من أهل بيتي من ولد الأئمّة، فإن لم يقدر ممّن لا يأكل بهم

الناس، ولا يريد بهم إلاّ اللّه، وما وجب عليهم من حقّي، والعدل في الرعيّة، والقسم

بالسويّة، والقول بالحقّ.

وأنّ الحكم بالكتاب علي ما عمل عليه أمير المؤمنين، والفرائض علي كتاب اللّه

وأحكامه، وإطعام الطعام علي حبّه، و حجّ البيت، والجهاد في سبيل اللّه، وصوم شهر

رمضان، وغسل الجنابة، والوضوء الكامل علي اليدين والوجه والذراعين إلي

المرافق، والمسح علي الرأس والقدمين إلي الكعبين، لا علي خفّ، ولا علي خمار، ولا

علي عمامة.

والحبّ لأهل بيتي في اللّه، وحبّ شيعتهم لهم، والبغض لأعدائهم، وحبّ من

والاهم، والعداوة في اللّه وله، والإيمان بالقدر خيره وشرّه، حلوه ومرّه.

وعلي أن تحلّلوا حلال القرآن، وتحرّموا حرامه، وتعملوا بالأحكام، و تردّوا

المتشابه إلي أهله، فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه

بعليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّه قد علم كما قد علمته، وظاهره وباطنه ومحكمه

ومتشابهه.

وهو يقاتل علي تأويله كما قاتل علي تنزيله، وموالاة أولياء اللّه محمّد صلي الله عليه و آله وسلم

وذرّيّته، والأئمّة خاصّة ويتولّي من والاهم وشايعهم، والبراءة والعداوة لمن عاداهم

وشاقّهم كعداوة الشيطان الرجيم، والبراءة ممّن شايعهم وتابعهم، والاستقامة علي

طريق الإمام.

اعلموا أنّي لا أقدّم علي عليّ أحدا، فمن تقدّمه فهو ظالم البيعة بعدي لغيره ضلالة،

وفلتة، وزلّة الأوّل، ثمّ الثاني، ثمّ الثالث، وويل للرابع، ثمّ الويل له ويل له ولأبيه، مع

ويل لمن كان قبله، ويل لهما ولصاحبهما، أغضروه وأغضره اللّه، فهذه شروط

الإسلام، وقد بقي أكثر.

قالوا: سمعنا وأطعنا وقبلنا وصدّقنا، ونقول مثل ذلك، ونشهد لك وعليك،

ونشهدك علي أنفسنا بالرضا به أبدا حتّي نقدم عليك، آمنّا بسرّهم وعلانيتهم،

ورضينا بهم أئمّة، وهداة ومواليّ، قال: وأنا معكم شهيد.

ثمّ قال لهم: وتشهدون أنّ الجنّة حقّ، وهي محرّمة علي الخلائق حتّي أدخلها،

قالوا: نعم.

قال: وتشهدون أنّ النار حقّ، وهي محرّمة علي الكافرين حتّي يدخلها أعداء

أهل بيتي، والناصبون لهم حربا وعداوة، ولاعنيهم، ومبغضيهم، وقاتليهم كمن

لعنني، وأبغضني، وقاتلني هم في النار.

قالوا: شهدنا علي ذلك، وأقررنا.

قال: وتشهدون أنّ عليّا صاحب حوضي، والذائد عنه، وهو قسيم النار، يقول:

ذلك لك فاقبضيه ذميما، وهذا لي فلا تقربيه، فينجو سليما.

قالوا: شهدنا علي ذلك، ونؤمن به.

قال: وأنا علي ذلك شهيد[170].

(3910) 91 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [عيسي بن المستفاد قال: حدّثني موسي بن

جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه، قال: لمّا حضرت رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم الوفاة دعا العبّاس بن

عبد المطّلب وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال للعبّاس: يا عمّ محمّد!

تأخذ تراث محمّد، وتقضي دينه، وتنجز عداته، فردّ عليه، وقال: يا رسول اللّه! أنا

شيخ كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح.

قال: فأطرق صلي الله عليه و آله وسلم هنيئة، ثمّ قال: يا عبّاس! تأخذ تراث رسول اللّه، وتنجز

عداته، وتؤدّي دينه؟

قال: بأبي أنت وأمّي! أنا شيخ كبير، كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت

تباري الريح، فقال رسول اللّه: أما إنّي سأعطيها من يأخذها بحقّها.

ثمّ قال: يا عليّ! يا أخا محمّد! أتنجز عداة محمّد، وتقضي دينه، وتأخذ تراثه؟

قال: نعم، بأبي أنت وأمّي، قال: فنظرت إليه حتّي نزع خاتمه من إصبعه، فقال:

تختّم بهذا في حياتي، قال: فنظرت إلي الخاتم حتّي وضعه عليّ عليه السلام في إصبعه اليمني، ثمّ

صاح رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا بلال! عليّ عليّ بالمغفر، والدرع، والراية، وسيفي ذي

الفقار، وعمامتي السحاب، والبرد، والأبرقة، والقضيب، قال: فواللّه! ما رأيتها قبل

ساعتي تلك يعني الأبرقة، فجي ء بشقّة كادت تخطف بالأبصار، فإذا هي من أبرق

الجنّة، وقال: يا عليّ! إنّ جبرئيل أتاني بها، فقال: يا محمّد! اجعلها في حلقة الدرع،

واستثفر بها مكان المنطقة، ثمّ دعا بزوج نعال عربيّة، إحداهما مخصوفة والأخري

غير مخصوفة، والقميص الذي أسري به، والقميص الذي خرج فيه يوم أُحد،

والقلانس الثلاث: قلنسوة السفر، وقلنسوة العيدين والجمعة، وقلنسوة كان هو

يلبسها ويقعد مع أصحابه.

ثمّ قال رسول اللّه: يا بلال! عليّ بالبغلتين الشهباء والدلدل، والناقتين العضباء

والقصواء، والفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

لحوائج الناس، يبعث رسول اللّه الرجل في حاجة، فيركبه، وحيزوم وهو الذي

يقال أقدم حيزوم، والحمار اليعفور، ثمّ قال يا عليّ! اقبضها في حياتي حتّي

لا ينازعك فيها أحد بعدي.

وفي روايتين أيضا: أنّ الذي سلّمه النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم إلي عليّ عليه السلامكان، والبيت غاص

بمن فيه من المهاجرين والأنصار، وفيهما أنّ صورة لفظ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلمللعبّاس: يا

عبّاس! أتقبل وصيّتي، وتقضي ديني، وتنجز موعدي، وفي كلّ ذلك يعتذر العبّاس

إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم عن قبول وصيّته[171].

(3911) 92 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه السلام، قال: لمّا هاجر النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم إلي المدينة

اجتمع الناس وسكن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالمدينة ، وحضر خروجه إلي بدر دعا

الناس إلي البيعة، فبايع كلّهم علي السمع والطاعة.

وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمإذا خلا دعا عليّا عليه السلام، فأخبره من يفي منهم ومن لا

يفي، ويسأله كتمان ذلك، ثمّ دعا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم عليّا وحمزة وفاطمة عليهم السلام، فقال

لهم: بايعوني بيعة الرضا.

فقال حمزة: بأبي أنت وأُمّي! علي ما نبايع، أليس قد بايعنا؟

قال: يا أسد اللّه، وأسد رسوله! تبايع للّه ورسوله بالوفاء، والاستقامة لابن

أخيك، إذن تستكمل الإيمان.

قال: نعم، سمعا وطاعة، وبسط يده، ثمّ قال لهم: «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»[172]، عليّ

أمير المؤمنين، وحمزة سيّد الشهداء، وجعفر الطيّار في الجنّة، وفاطمة سيّدة نساء

العالمين، والسبطان الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، هذا شرط من اللّه علي

جميع المسلمين من الجنّ والإنس أجمعين.

«فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي نَفْسِهِيوَ مَنْ أَوْفَي بِمَا عَـهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ

أَجْرًا عَظِيمًا ».

ثمّ قرأ: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»[173].

وعنه عن أبيه عليهماالسلام، قال: لمّا خرج رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إلي الناس فدعاهم إلي

مثل ما دعا أهل بيته من البيعة رجلاً رجلاً، فبايعوا وظهرت الشحناء والعداوة من

يومئذ لنا.

وكان ممّا شرط عليه رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أن لا ينازع الأمر، ولا يغلبه، فمن فعل

ذلك فقد شاقّ اللّه ورسوله.

وعنه، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: لمّا كانت الليلة التي أصيب حمزة في يومها

دعا به رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: يا حمزة! يا عمّ رسول اللّه! يوشك أن تغيب غيبة

بعيدة، فما تقول لو وردت علي اللّه تبارك وتعالي، وسألك عن شرائع الإسلام،

وشروط الإيمان؟

فبكي حمزة، فقال: بأبي أنت وأُمّي! أرشدني وفهّمني.

فقال: يا حمزة! تشهد أن لا إله إلاّ اللّه مخلصا، وأنّي رسول اللّه، بعثني بالحقّ.

قال حمزة: شهدت.

[ قال صلي الله عليه و آله وسلم:] وأنّ الجنّة حقّ، وأنّ النار حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها،

والصراط حقّ، والميزان حقّ، « فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُو * وَ مَن يَعْمَلْ

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُو »[174]، و« فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ »[175]، وأنّ

عليّا أمير المؤمنين.

قال حمزة: شهدت وأقررت، وآمنت، وصدّقت.

قال: الأئمّة من ذرّيّة ولده الحسن والحسين، وفي ذرّيّته.

قال حمزة: آمنت، وصدّقت.

وقال: فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين.

قال: نعم، صدّقت.

قال: وحمزة سيّد الشهداء، وأسد اللّه، وأسد رسوله، وعمّ نبيّه، فبكي حمزة حتّي

سقط علي وجهه، وجعل يقبّل عيني رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

وقال: جعفر ابن أخيك طيّار في الجنّة مع الملائكة، وأنّ محمّدا خير البريّة، تؤمن

يا حمزة! بسرّهم، وعلانيتهم، وظاهرهم، وباطنهم، و تحيي علي ذلك وتموت، وتوالي

من والاهم، وتعادي من عاداهم؟

قال: نعم، يا رسول اللّه! أشهد اللّه، وأشهدك، وكفي باللّه شهيدا.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: «سدّدك اللّه، ووفّقك»[176].

(3912) 93 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد ، قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليهماالسلام قال: دعا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالعبّاس

عند وفاته، فخلا به وقال له : يا أبا الفضل! اعلم أنّ من احتجاج ربّي عليّ تبليغي

الناس عامّة، وأهل بيتي خاصّة، ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلاموطاعته، ألا إنّي قد

بلّغت رسالة ربّي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

يا أبا الفضل! جدّد للإسلام عهدا، وميثاقا، وسلّم لوليّ الأمر إمرته، ولا تكن

كمن يعطي بلسانه ويكفر بقلبه، يشاقّني في أهل بيتي، ويتقدّمهم، ويتسامر عليهم،

ويتسلّط عليهم ليذلّ قوما أعزّهم اللّه، ويعزّ أقواما لم يبلغوا، ولا يبلغو ما مدّوا إليه

أعينهم.

يا أبا الفضل! إنّ ربّي عهد إليّ عهدا أمرني أن أبلّغه الشاهد من الإنس والجنّ،

وأن آمر شاهدهم أن يبلغوا غائبهم.

فمن صدّق عليّا، ووازره، وأطاعه، ونصره، وقبله، وأدّي ما عليه من الفرائض

للّه، فقد بلغ حقيقة الإيمان، ومن أبي الفرائض فقد أحبط اللّه عمله حتّي يلقي اللّه،

ولا حجّة له عنده، يا أبا الفضل! فما أنت قائل؟

قال: قبلت منك يا رسول اللّه! وآمنت بما جئت به، وصدّقت، وسلّمت، فاشهد

عليّ[177].

(3913) 94 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه السلام، قال: لمّا حضرت رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

الوفاة دعا الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار ! قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا

مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم

في الأموال، ووسّعتم في السكني، وبذلتم للّه مهج النفوس.

واللّه يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفي، وقد بقيت واحدة، وهي تمام الأمر وخاتمة

العمل مقرون به جميعاً، إنّي أري أن لا يفرّق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما

انقاست، من أتي بواحدة وترك الأخري كان جاحدا للأولي، ولا يقبل اللّه منه

صرفا ولا عدلاً.

قالوا: يا رسول اللّه! فابن لنا نعرفها، ولا تمسك عنها فنضلّ ونرتدّ عن الإسلام،

والنعمة من اللّه ورسوله علينا، فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة، يا رسول اللّه! (وقد

بلّغت ونصحت وأدّيت، وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا)[178].

قال صلي الله عليه و آله وسلم لهم: كتاب اللّه وأهل بيتي، فإنّ الكتاب هو القرآن، وفيه الحجّة

والنور والبرهان، كلام اللّه جديد، غضّ طريّ شاهد، ومحكم عادل، دولة قائد

بحلاله وحرامه وأحكامه، بصير به، قابض به، مضموم فيه، يقوم غدا فيحاجّ أقواما،

فتزلّ اللّه به أقدامهم عن الصراط.

فاحفظوني معاشر الأنصار! في أهل بيتي، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني: أنّهما لن

يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض.

ألا وإنّ الإسلام سقف تحته دعامة، ولا يقوم السقف إلاّ بها، فلو أنّ أحدكم أتي

بذلك السقف ممدودة، لا دعامة تحته فأوشك أن تخرّ عليه سقفه، فيهوي في النار.

أيّها الناس! الدعامة دعامة به إسلام الإسلام، وذلك قوله تبارك وتعالي: «إِلَيْهِ

يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّــلِحُ يَرْفَعُهُ»[179]، فالعمل الصالح طاعة الإمام،

وليّ الأمر، والتمسّك بحبله.

أيّها الناس! ألا فهمتم!؟ اللّه، اللّه في أهل بيتي! مصابيح الهدي، ومعادن العلم،

وينابيع الحكم، ومستقرّ الملائكة، منهم وصيّي، وأميني، ووارثي، ومنّي بمنزلة هارون

من موسي.

ألا، هل بلّغت، واللّه معاشر الأنصار!؟ ألا، اسمعوا ومن حضر، ألا إنّ باب فاطمة

بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه.

قال عيسي: فبكي أبو الحسن عليه السلامطويلاً، وقطع بقيّة الحديث، وأكثر البكاء،

وقال: هتك واللّه! حجاب اللّه، هتك واللّه! حجاب اللّه، هتك واللّه! حجاب اللّه،

يا أُمّه! يا أمّة! صلوات اللّه عليها[180].

(3914) 95 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده عن عيسي بن المستفاد ، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه السلام، قال: كان فيما أوصي به رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلمأن يدفن في بيته الذي قبض فيه، ويكفّن بثلاثة أثواب أحدها يمانيّ، ولا

يدخل قبره غير عليّ عليه السلام.

ثمّ قال: يا عليّ! كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين، وكبّروا خمساً وسبعين

تكبيرة، وكبّر خمساً وانصرف، وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة.

قال عليّ¨ عليه السلام: بأبي وأمّي! من يأذن لي بها؟

قال: جبرئيل، قال: ثمّ من جائك من أهل بيتي يصلّون عليّ فوجاً فوجاً، ثمّ

نسائهم، ثمّ الناس ذلك بعد، قال: ففعلت[181].

(3915) 96 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه السلام، قال: قال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم في وصيّته

لعليّ عليه السلام، والناس حضور حوله : أما واللّه! يا عليّ! ليرجعنّ أكثر هؤلاء كفّارا،

يضرب بعضهم رقاب بعض، وما بينك وبين أن تري ذلك إلاّ أن يغيب عنك شخصي.

وعنه، عن أبيه، قال: مفتاح الوصيّة: يا عليّ! من شاقّك من نسائي وأصحابي فقد

عصاني، ومن عصاني فقد عصي اللّه، وأنا منهم بريء، فابرأ منهم.

فقال عليّ عليه السلام: نعم.

فقال: اللّهمّ! فاشهد علي أنّ القوم يأتمرون بعدي عليّ، ويبيّتون علي ذلك، فمن

تبيّت علي ذلك فأنا منهم بريء، وفيهم نزلت: «بَيَّتَ طَـآلـءِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ

وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ»[182].

ثمّ يميتك شقّي هذه الأمّة هم شركاء فيما يفعل[183].

(3916) 97 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمفي وصيّته

لعليّ عليه السلام: إنّ فلانة وفلانة ستشاقّانك ، وتعصيانك بعدي، وتخرج فلانة عليك في

عساكر الحديد، وتخلف الأخري تجمع إليها الجموع، هما في الأمر سواء، فما أنت

صانع يا عليّ!؟

قال: يا رسول الله! إن فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب اللّه، وهو الحجّة فيما بيني

وبينهما، فإن قبلتا وإلاّ خبّرتهما بالسنّة، وما يجب عليهما من طاعتي وحقّي المفروض

عليهما، وإلاّ أشهدت اللّه، وأشهدتك عليهما، وأريت قتالهما علي ضلالتهما.

قال: وعقر الجمل؟

قال: قلت: وإن عقر الجمل.

قال: وإن وقع في النار؟

قال: قلت: وإن وقع في النار.

قال: اللّهمّ! قال: يا عليّ! إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأنبهما منّي بائنتان،

وأبواهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا[184].

(3917) 98 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه، قال: كان في وصيّة رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا

عليّ! اصبر علي ظلم المضلّين ما لم تجد أعواناً، فالكفر مقبل، والردة والنفاق والإفك

ثمّ الثاني وهو شرّ منه وأظلم، ثمّ الثالث، ثمّ يجتمع لك شيعة تقابل بهم الناكثين

والمارقين والقاسطين، ألعن المضلّين، وأقنت عليهم، هم الأحزاب وشيعتهم[185].

(3918) 99 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليهماالسلام، قال: دعا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم عليّ بن

أبي طالب عليه السلامقبل وفاته بقليل فأكبّ عليه [186]، فقال: أي أخي! إنّ جبرئيل أتاني

من عند اللّه برسالة، وأمرني أن أبعثك بها إلي الناس، فاخرج إليهم وأعلمهم وناد

فيهم من اللّه، وقل من اللّه ومن رسوله:

أيّها الناس! يقول لكم رسول اللّه: إنّ جبرئيل أتاني من عند اللّه برسالة، وأمرني

أن أبعث بها إليكم مع أميني عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ألا من دعا إلي غير أبيه فقد

بري ء اللّه منه، ألا من تقدّم إمامه أو قدّم إماما غير مفترض الطاعة، ووالي أهل

البغي (بائرا جائرا عن الإمام، فقد ضادّ اللّه في ملكه، واللّه منه بريء إلي يوم

القيامة، ولا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلاً، ألا هل بلّغت ثلاثا؟!)[187].

ومن منع أجيرا أجرته، وهو من قد عرفتم، فعليه لعنة اللّه المتتابعة إلي يوم

القيامة[188].

(3919) 100 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام]، عن أبيه عليه السلام، قال: قال عليّ عليه السلاملرسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا رسول اللّه! أمرتني أن أصيّرك في بيتك إن حدث بك حدث؟

قال صلي الله عليه و آله وسلم: نعم، يا عليّ! بيتي قبري.

قال عليّ عليه السلام: فقلت: بأبي وأُمّي! فحدّ لي أيّ النواحي أصيّرك فيه.

قال: إنّك مسخّر بالموضع، وتراه.

قالت له عائشة: يا رسول اللّه! فأين أسكن؟

قال صلي الله عليه و آله وسلم: اسكني، أنت بيتا من البيوت، إنّما هي بيتي، ليس لك فيه من الحقّ إلاّ

ما لغيرك، فقرّي في بيتك، ولا تبرّجي تبرّج الجاهليّة الأولي، ولا تقاتلي مولاك

ووليّك ظالمة شاقّة، وإنّك لفاعليه.

فبلغ ذلك من قوله عمر، فقال لابنته حفصة: مري عائشة لا تفاتحه في ذكر عليّ،

ولا توذه، فإنّه قد اشتهر فيه في حياته وعند موته، إنّما البيت بيتك لا ينازعك فيه

أحد، فإذا قضت المرأة عدّتها من زوجها كانت أولي ببيتها، تسلك إلي أيّ

المسالك[189] شاءت[190].

(3920) 101 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: [بإسناده إلي عيسي بن المستفاد قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه السلام، قال: لمّا كانت الليلة التي قبض

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلمفي صبيحتها دعا عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وأغلق عليه

وعليهم الباب، وقال: يا فاطمة! وأدناها منه فناجي من الليل طويلاً، فلمّا طال ذلك

خرج عليّ ومعه الحسن والحسين عليهم السلام وأقاموا بالباب، والناس خلف الباب،

ونساء النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم ينظرن إلي عليّ عليه السلام ومعه ابناه، فقالت عائشة: لأمر ما أخرجك

منه رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وخلا بابنته دونك في هذه الساعة؟

فقال لها عليّ عليه السلام: قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له، وهو بعض ما كنت فيه

وأبوك وصاحباه ممّا قد سمّاه، فوجمت[191] أن تردّ عليه كلمة.

قال عليّ عليه السلام: فما لبثت أن نادتني فاطمة عليهاالسلام، فدخلت علي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلموهو

يجود بنفسه، فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه، فقال لي: ما

يبكيك، يا عليّ؟! ليس هذا أوان البكاء، فقد حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك

اللّه يا أخي! فقد اختار لي ربّي ما عنده، وإنّما بكائي وخوفي عليك وعلي هذه أن

تضيّع بعدي، فقد أجمع القوم علي ظلمكم، وقد أستودعكم اللّه، وقبلكم منّي وديعة.

يا عليّ! إنّي قد أوصيت ابنتي فاطمة بأشياء، أمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها، فهي

الصادقة الصدوقة، ثمّ ضمّها إليه وقبّل رأسها، وقال: فداك أبوك! يا فاطمة، فعلا

صوتها بالبكاء، ثمّ ضمّها إليه وقال: أما واللّه! لينتقمنّ اللّه ربّي، وليغضبنّ لغضبك، ثمّ

الويل، ثمّ الويل، ثمّ الويل للظالمين! ثمّ بكي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

قال عليّ عليه السلام: فواللّه! لقد حسست بضعة منّي قد ذهبت لبكائه حتّي هملت عيناه

كمثل المطر حتّي بلّت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه، وهو ملتزم فاطمة لا

يفارقها[192]، ورأسه علي صدري، وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبّلان قدميه،

وهما يبكيان بأعلا أصواتهما.

قال عليّ عليه السلام: فلو قلت: إنّ جبرئيل (في البيت لصدقت، لأنّي كنت أسمع بكاء

ونغمة لا أعرفها، وكنت أعلم أنّها أصوات الملائكة لا أشكّ فيها، لأنّ جبرئيل)[193] لم

يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، ولقد رأيت بكائها ما أحسست أنّ

السماوات والأرضين قد بكت لها.

ثمّ (قال لها:)[194] يا بنيّة! خليفتي عليكم اللّه ، وهو خير خليفة، والذي بعثني

بالحقّ! لقد بكي لبكائك عرش اللّه وما حوله من الملائكة والسماوات والأرضون

وما فيهما.

يا فاطمة! والذي بعثني بالحقّ نبيّاً! لقد حرمت الجنّة علي الخلائق حتّي أدخلها،

وإنّك لأوّل خلق اللّه (يدخلها بعدي)[195] كاسية حالية ناعمة.

يا فاطمة! فهنيئا لك، والذي بعثني بالحقّ! إنّ الحور العين ليفتخرنّ بك وتقرّبك

منهنّ، وتتزينّ لزينتك.

والذي بعثني بالحقّ! إنّك لسيّدة من يدخلها من النساء.

والذي بعثني بالحقّ! إنّ جهنّم لتزفر زفرة لا يبقي ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلاّ

صعق، فينادي بها: إليك أن يا جهنّم! يقول لك الجبّار: اسكني بعزّي واستقرّي بعزّني

حتّي تجوز فاطمة بنت محمّد صلي الله عليه و آله وسلم إلي الجنان، ولا يشغلهم قتر ولا ذلّة.

والذي بعثني بالحقّ! ليدخل حسن عن يمينك، وحسين عن يسارك، وليشرفنّ

من أعلي الجنان فينظرن إليك بين يدي اللّه في المقام الشريف، ولواء الحمد مع عليّ

بن أبي طالب عليه السلام أمامي، يكسي إذا كسيت، ويحلّي إذا حلّيت، والذي بعثني بالحقّ!

لأقومنّ بخصومة أعدائك، وليندمنّ قوم ابتزّوا حقّك، وقطعوا مودّتك، وكذبوا عليّ،

وليختلجنّ دوني فأقول: أُمّتي، فيقال: إنّهم بدّلوا بعدك، وصاروا إلي السعير[196].

(3921) 102 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: قال: [وحدّثني عيسي بن المستفاد، قال:

حدّثني موسي بن جعفر عليهماالسلام]، عن أبيه عليه السلام، قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا عليّ!

أضمنت ديني، تقضيه عنّي؟

قال: نعم، قال: اللّهمّ فاشهد، ثمّ قال: يا عليّ! تغسّلني ولا يغسّلني غيرك فيعمي

بصره، قال عليّ عليه السلام: (ولم)[197]، يا رسول اللّه؟

قال: كذلك قال لي جبرئيل عليه السلام عن ربّي، أنّه لا يري عورتي غيرك إلاّ عمي

بصره، قال عليّ: فكيف أقوي عليك وحدي؟

قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء

الدنيا.

قلت: فمن يناولني الماء؟

قال: الفضل بن العبّاس من غير أن ينظر إلي شيء منّي، فإنّه لا يحلّ له ولا لغيره

من الرجال والنساء النظر إلي عورتي، وهي حرام عليهم، فإذا فرغت من غسلي

فضعني علي لوح، وأفرغ عليّ من بئر غرس أربعين دلوا مفتّحة الأفواه.

قال عيسي: أو قال: أربعين قربة، شككت أنا في ذلك.

قال: ثمّ ضع يدك يا عليّ! علي صدري وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين

من غير أن ينظروا إلي شيء من عورتي، ثمّ تفهّم عند ذلك أفهم ما كان وما هو كائن

إن شاء اللّه تعالي، أقبلت يا عليّ؟

قال: نعم، قال: اللّهمّ فاشهد، قال: يا عليّ! ما أنت صانع لو تأمّر القوم عليك من

بعدي، وتقدّموك، وبعثوا إليك طاغيتهم يدعوك إلي البيعة، ثمّ لبّبت بثوبك وتقاد كما

يقاد الشارد من الإبل مرسولاً مخذولاً محزونا مهموما، وبعد ذلك تنزل بها ولاء،

ويحلّ بهذه؟

قال: فلمّا سمعت فاطمة ما قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم صرخت فاطمة وبكت، فبكي

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم لبكائها، وقال: يا بنيّة! لا تبكينّ، ولا تؤذينّ جلساءك من

الملائكة، هذا جبرئيل يبكي لبكائك، وميكائيل وصاحب سرّ اللّه إسرافيل، يا بنيّة!

لا تبكينّ فقد بكت السماوات والأرض لبكائك.

فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللّه! أنقاد للقوم، و أصبر علي ما أصابني من غير بيعة

لهم، ما لم أصب عليهم أعوانا لم أناظر القوم.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: اللّهمّ اشهد، فقال: يا عليّ! ما أنت صانع بالقرآن

والعزائم والفرائض؟

فقال: يا رسول اللّه! أجمعه، ثمّ آتيهم به، فإن قبلوه وإلاّ أشهدت اللّه عليهم،

وأشهدتك عليهم، قال: اللّهمّ اشهد[198].

(3922) 103 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: بالإسناد المتقدّم عن عيسي الضرير،

عن الكاظم عليه السلام، قال: قلت لأبي: فما كان بعد خروج الملائكة من عند

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم؟

قال: فقال: لمّا كان اليوم الذي ثقل فيه وجع رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وخيف عليه

الموت، دعا عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقال لمن في بيته: اخرجوا عنّي،

فقال لأُمّ سلمة: تكوني ممّن علي الباب، فلا يقربه أحد، ففعلت أُمّ سلمة.

فقال: يا عليّ! فدنا منه، فأخذ بيد فاطمة فوضعها علي صدره طويلاً، وأخذ بيد

عليّ بيده الأخري، فلمّا أراد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالكلام غلبته عبرته، فلم يقدر

علي الكلام، فبكت فاطمة بكاء شديدا، وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام، لبكاء

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

فقالت فاطمة: يا رسول اللّه! قد قطعت قلبي، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيّد

النبيّين من الأوّلين والآخرين! ويا أمين ربّه ورسوله! ويا حبيبه ونبيّه! من لولدي

بعدك، ولذلّ ينزل بي بعدك؟

من لعليّ أخيك، وناصر الدين؟ من لوحي اللّه؟

ثمّ بكت وأكبّت علي وجهه، فقبّلته، وأكبّ عليه عليّ والحسن والحسين صلوات

اللّه عليهم، فرفع رأسه إليهم ويدها في يده، فوضعها في يد عليّ وقال له: يا أبا

الحسن! هذه وديعة اللّه، ووديعة رسوله محمّد عندك، فاحفظ اللّه واحفظني فيها،

وإنّك لفاعل، هذه واللّه! سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، هذه واللّه!

مريم الكبري.

أما واللّه! ما بلغت نفسي هذا الموضع حتّي سألت اللّه لها ولكم، فأعطاني ما

سألته، يا عليّ! أنفذ لما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمرني بها جبرئيل عليه السلام.

واعلم يا عليّ! أنّي راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربّي وملائكته، يا

عليّ! ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزّها حقّها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن

أحرق بابها، وويل لمن آذي حليلها، وويل لمن شاقّها وبارزها، اللّهمّ إنّي منهم

بريء وهم منّي برآء.

ثمّ سمّاهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وضمّ فاطمة إليه وعليّا والحسن والحسين عليهم السلام،

وقال: «اللّهمّ إنّي لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم يدخلون الجنّة، وحرب وعدوّ

لمن عاداهم وظلمهم، وتقدّمهم أو تأخّر عنهم وعن شيعتهم، زعيم لهم يدخلون

النار»، ثمّ واللّه! يا فاطمة! لا أرضي حتّي ترضي، ثمّ لا واللّه! لا أرضي حتّي

ترضي.

وعنه قال عيسي: فسألته (أي أبا الحسن موسي عليه السلام و) قلت: فإنّ الناس قد

أكثروا في أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلمأمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، ثمّ عمر؟

فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال: ليس كما ذكروا، ولكنّك يا عيسي! كثير البحث في

الأمور، ولا ترضي عنها إلاّ بكشفها، فقلت: بأبي أنت وأُمّي! إنّما أسال منها عمّا أنتفع

في ديني، وأتفقّه مخافة أن أضلّ، وأنا لا أدري، ولكن متي أجد مثلك يكشفها لي.

فقال: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم لمّا ثقل في مرضه دعا عليّاً عليه السلام، فوضع رأسه في حجره،

وأغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأُذّن بها، فخرجت عائشة فقالت: يا عمر! أخرج،

فصلّ بالناس.

فقال: أبوك أولي بها، فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن، وأكره أن يواثبه القوم،

فصلّ أنت، فقال لها عمر: بل يصلّي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرّك متحرّك،

مع أنّ محمّدا صلي الله عليه و آله وسلم مغمي عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن

يفارقه ـ يريد عليّا عليه السلام ـ، فبادر بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر

عليّا، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: الصلاة، الصلاة.

قال: فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس فأنكر القوم ذلك، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم فلم يكبّر حتّي أفاق صلي الله عليه و آله وسلم، وقال: أدعو لي العبّاس، فدعي، فحمله هو

وعليّ فأخرجاه حتّي صلّي بالناس، وإنّه لقاعد، ثمّ حمل فوضع علي منبره،

فلم يجلس بعد ذلك علي المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين

والأنصار حتّي برزن العواتق من خدورهنّ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع،

والنبيّ صلي الله عليه و آله وسلم يخطب ساعة، ويسكت ساعة.

وكان ممّا ذكر في خطبته أن قال: يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في

يومي هذا، وفي ساعتي هذه من الجنّ والإنس! فليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا وقد

خلّفت فيكم كتاب اللّه، فيه النور والهدي والبيان، ما فرّط اللّه فيه من شيء، حجّة

اللّه لي عليكم.

وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين، ونور الهدي، وصيّي عليّ بن أبي طالب،

ألا وهو حبل اللّه، فاعتصموا به جميعا ولا تفرّقوا عنه، « وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِي إِخْوَ نًا»[199].

أيّها الناس! هذا عليّ بن أبي طالب، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم فقد

أوفي بما عاهد عليه اللّه، ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أعمي

وأصمّ، لا حجّة له عند اللّه، أيّها الناس! لا تأتوني غدا بالدنيا تزفّونها زفّاً، ويأتي

أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم، إيّاكم وبيعات الضلالة

والشوري للجهالة.

ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات قد سمّاهم اللّه في كتابه، وعرّفتكم وبلّغتكم

ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوما تجهلون، لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين

متأوّلين للكتاب علي غير معرفة، وتبتدعون السنّة بالهوي، لأنّ كلّ سنّة وحدث

وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل، القرآن إمام هدي، قائد يهدي إليه ويدعو إليه

بالحكمة والمواعظة الحسنة، وليّ الأمر بعدي وليّه، ووارث علمي وحكمتي وسرّي

وعلانيتي، وما ورثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث فلا تكذبنّكم أنفسكم.

أيّها الناس! اللّه، اللّه في أهل بيتي، فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن

العلم، عليّ أخي ووارثي، ووزيري وأميني والقائم بأمري، والموفي بعهدي علي

سنّتي، أوّل الناس بي إيمانا، وآخرهم عهدا عند الموت، وأوّلهم لي لقاءً يوم القيامة،

فليبلغ شاهدكم غائبكم.

ألا ومن أمّ قوما إمامة عمياء، وفي الأُمّة من هو أعلم منه فقد كفر.

أيّها الناس! ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا، ومن كانت له عدة فليأت فيها عليّ

بن أبي طالب، فإنّه ضامن لذلك كلّه حتّي لا يبقي لأحد عليّ تباعة[200].

(3923) 104 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: في زيادة الصحيفة التي نزل بها

جبرئيل عليه السلامعلي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم لوصيّته إلي عليّ عليه السلام، فقال الكاظم عليه السلام: قال لي

أبي عليه السلام: فلمّا قرأت ما في الصحيفة فإذا فيها: يا عليّ! غسّلني ولا يغسّلني غيرك،

فقلت: يا رسول اللّه! بأبي وأمّي، أنا أقوي علي غسلك وحدي؟

قال: هكذا أمرني جبرئيل عليه السلام، وبذلك أمره اللّه تعالي، قال: فقلت له: فإن لم أقو

علي غسلك وحدي، فأستعين بغيري يكون معي؟

فقال جبرئيل: يا محمّد! قل لعليّ: إنّ ربّك يأمرك أن تغسّل ابن عمّك، فإنّها السنّة

لا يغسّل الأنبياء غير الأوصياء، وإنّما يغسّل كلّ نبيّ وصيّه من بعده، ومنّي من

حجج اللّه لمحمّد علي أمّته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به.

واعلم، يا عليّ! أنّ لك علي غسلي أعواناً نعم الأعوان والإخوان، قال عليّ:

فقلت: يا رسول اللّه! من هم، بأبي أنت وأمّي؟!

فقال: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء

الدنياعوناً لك.

ثمّ قال عليّ عليه السلام: فخررت للّه ساجداً، وقلت: «الحمد للّه الذي جعل لي إخواناً

وأعواناً هم أمناء اللّه».

ثمّ قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا عليّ! أمسك هذه الصحيفة التي كتبها القوم وشرطوا

فيها الشروط علي قطيعتك، وذهاب حقّك وما قد أزمعوا عليه من الظلم، تكون

عندك لتوافيني بها غداً وتحاجّهم بها[201].

(3924) 105 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه الله: بالإسناد السالف [أي ما أسند عيسي بن

المستفاد في كتاب الوصيّة إلي الكاظم إلي الصادق عليهماالسلام]: أنّه عرض [النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم]

وصيّته علي العبّاس عند موته فاعتذر منها ، فقبلها عليّ فختمه بخاتمه، ودفع إليه

الدرع، والمغفر، والراية، و[ ذا ]الفقار، والعمامة، والبردة، والإبرقة، وكانت من الجنّة

تخطف الأبصار.

وأمر جبرئيل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم أن يجعلها في الدرع مكان المنطقة، والنعلين والقميص

الذي أُسري فيه به، والذي خرج فيه يوم أُحد، والقلانس الثلاث: قلنسية السفر،

وقلنسية العيدين والجمعة، والتي كان يلبسها ويقعد مع جبرائيل، والبغلتين: الدلدل

والشهباء، والناقتين: العضباء والهضبا، والفرسين: الجناح وحيزوم، والحمار اليعفور.

وقال: اقبضها في حياتي حتّي لا ينازعك فيها أحد بعدي، وذلك بمحضر جماعة

من الأقربين، والأنصار، والمجاهدين[202].

(3925) 106 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس رحمه الله:

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسي بن داود ، عن

الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ: «الَّذِينَ ءَامَنُواْ

وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ»[203].

قال: أولئك آل محمّد صلوات اللّه عليهم .

«وَ الَّذِينَ سَعَوْا» في قطع مودّة آل محمّد «مُعَـجِزِينَ أُوْلَـلـءِكَ أَصْحَـبُ

الْجَحِيمِ »[204]. قال: هي الأربعة نفر ـ يعني: التيميّ والعدويّ والأمويّين ـ[205].

(3926) 107 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

بالإسناد المتقدّم [أي حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل]، عن عيسي بن

داود، قال: حدّثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، قال: لمّا نزلت هذه الآية:

«لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ »[206]، جمعهم [رسول اللّه] صلي الله عليه و آله وسلم، ثمّ قال: يا

معشر المهاجرين والأنصار! إنّ اللّه تعالي يقول: «لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ

نَاسِكُوهُ».

والمنسك هو الإمام لكلّ أمّة بعد نبيّها حتّي يدركه نبيّ، ألا وإنّ لزوم الإمام

وطاعته هو الدين، وهو المنسك، وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، إمامكم بعدي، فإنّي

أدعوكم إلي هداه، فإنّه علي هديً مستقيم.

فقام القوم يتعجّبون من ذلك، ويقولون: واللّه! إذاً لننازعنّ[ـه ] الأمر، ولا نرضي

طاعته أبدا، وإن كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم المفتون به.

فأنزل اللّه عزّ وجلّ: «وَ ادْعُ إِلَي رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَي هُدًي مُّسْتَقِيمٍ * وَ إِن جَـدَلُوكَ

فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ

تَخْتَلِفُونَ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّ ذَ لِكَ فِي كِتَـبٍ إِنَّ

ذَ لِكَ عَلَي اللَّهِ يَسِيرٌ»[207][208].

(3927) 108 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسي بن داود ، قال:

حدّثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قوله عزّ وجلّ: «وَ إِذَا تُتْلَي عَلَيْهِمْ

ءَايَـتُنَا بَيِّنَـتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمُنكَرَيَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ

يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءَايَـتِنَا»[209] الآية.

قال: كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين [عليّ] عليه السلام آية في كتاب اللّه ، فيها

فرض طاعته، أو فضيلة فيه، أو في أهله سخطوا ذلك، وكرهوا حتّي همّوا به، وأرادوا

به العظيم، وأرادوا برسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أيضا ليلة العقبة غيضا وغضبا وحسدا حتّي

نزلت هذه الآية[210].

(3928) 109 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود، قال:

حدّثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ: «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ

ءَامَنُواْ ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُوا ْ » - إلي آخرها - أمرهم بالركوع والسجود وعبادة اللّه،

وقد افترضها اللّه عليهم.

وأمّا فعل الخير فهو طاعة الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلامبعد رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم«وَ جَـهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِي هُوَ اجْتَبَـلـكُمْ»، يا شيعة آل محمّد!

«وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»، قال: من ضيق «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ هُوَ

سَمَّـلـكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَ فِي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ»، يا آل

محمّد! يا من قد استودعكم المسلمين، وافترض طاعتكم عليهم «وَ تَكُونُواْ - أنتم -

شُهَدَآءَ عَلَي النَّاسِ»، بما قطعوا من رحمكم وضيّعوا من حقّكم، ومزّقوا من كتاب

اللّه، وعدلوا حكم غيركم بكم، فالزموا الأرض، و «أَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتُواْ

الزَّكَوةَ[211] وَ اعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ» يا آل محمّد وأهل بيته! «هُوَ مَوْلَـلـكُمْ» - أنتم

وشيعتكم -«فَنِعْمَ الْمَوْلَي وَ نِعْمَ النَّصِيرُ»[212][213].

(3929) 110 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسي بن داود ، قال: حدّثنا

الإمام موسي بن جعفر، [ عن أبيه] عليهماالسلام، قال نزلت في أمير المؤمنين وولده عليهم السلام:

«إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَ الَّذِينَ هُم بِـ?ايَـتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ *

وَ الَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَي

رَبِّهِمْ رَ جِعُونَ * أُوْلَـلـءِكَ يُسَـرِعُونَ فِي الْخَيْرَ تِ وَ هُمْ لَهَا سَـبِقُونَ»[214][215].

(3930) 111 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود النجّار، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، قال: كان القوم قد أرادوا النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم،

ليريبوا رأيه في عليّ عليه السلام، وليمسك عنه بعض الإمساك، حتّي أنّ بعض نسائه ألحّ

عليه في ذلك، فكاد يركن إليهم بعض الركون.

فأنزل اللّه عزّ وجلّ: «وَ إِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ - في عليّ -

لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُو وَ إِذًا لاَّ تَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَ لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَـكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ

إِلَيْهِمْ شَيْـ?ا قَلِيلاً»[216][217].

(3931) 112 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود النجّار، قال: حدّثنا

مولانا موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام في قول اللّه عزّ وجلّ: «الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن

دِيَـرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ»[218].

قال: نزلت فينا خاصّة، في أمير المؤمنين وذرّيّته ، وما ارتكب من [ أمر]

فاطمة عليهاالسلام[219].

(3932) 113 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن

موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قوله عزّ وجلّ: «وَ لَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ

بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَ مِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَوَ تٌ وَ مَسَـجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ

كَثِيرًا».

قال: هم الأئمّة عليهم السلام، وهم الأعلام، ولولا صبرهم وانتظارهم الأمر أن يأتيهم

من اللّه لقتلوا جميعا، قال اللّه عزّ وجلّ: «وَ لَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُو إِنَّ اللَّهَ

لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ»[220][221].

(3933) 114 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود، عن الإمام

أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: كنت عند أبي يوما في المسجد، إذ أتاه رجل

فوقف أمامه ، وقال: يا ابن رسول اللّه! أعيت عليّ آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ سألت

عنها جابر بن يزيد، فأرشدني إليك، فقال: وما هي؟

قال: قوله عزّ وجلّ: «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ

الزَّكَوةَ وَ أَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ وَ لِلَّهِ عَـقِبَةُ الْأُمُورِ»[222].

فقال أبي: نعم فينا نزلت، وذاك لأنّ فلانا وفلانا، وطائفة معهم - وسمّاهم -

اجتمعوا إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فقالوا: يا رسول اللّه! إلي من يصير هذا الأمر بعدك،

فواللّه! لئن صار إلي رجل من أهل بيتك إنّا لنخافهم علي أنفسنا، ولو صار إلي

غيرهم لعلّ غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم؟

فغضب رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من ذلك غضبا شديدا، ثمّ قال: أما واللّه! لو آمنتم

باللّه ورسوله، ما أبغضتموهم، لأنّ بغضهم بغضي، وبغضي هو الكفر باللّه، ثمّ نعيتم

إليّ نفسي، فواللّه! لئن مكّنهم اللّه في الأرض ليقيموا الصلاة لوقتها، وليؤتوا الزكاة

لمحلّها، وليأمرنّ بالمعروف، ولينهنّ عن المنكر، إنّما يرغم اللّه أنوف رجال يبغضوني

ويبغضون أهل بيتي وذرّيّتي.

فأنزل اللّه عزّ وجلّ: «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ

الزَّكَوةَ وَ أَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ وَ لِلَّهِ عَـقِبَةُ الْأُمُورِ»، فلم يقبل القوم

ذلك، فأنزل اللّه سبحانه: «وَ إِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عَادٌ وَ ثَمُودُ

* وَ قَوْمُ إِبْرَ هِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ * وَ أَصْحَـبُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسَي فَأَمْلَيْتُ لِلْكَـفِرِينَ

ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ»[223][224].

(3934) 115 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسي بن داود ، قال: حدّثنا

الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَ الَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي

سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُوا ْ - إلي قوله - إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ»[225]، قال: نزلت

في أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه خاصّة [226].

(3935) 116 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: بالإسناد المتقدّم [ أي قال

محمّد بن العبّاس: حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود]،

عن الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، قال: سمعت أبي محمّد بن عليّ - صلوات

اللّه عليهم - كثيرا مايردّد هذه الآية :

«وَ مَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِي ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ»[227].

فقلت: يا أبت! جعلت فداك، أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين خاصّة؟

قال: نعم[228].

(3936) 117 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس رحمه الله:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، قال: حدّثنا أبو

الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن أبي جعفر عليهم السلام[229] قال: سألته عن قول اللّه

عزّ وجلّ: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ زِينُهُو فَأُوْلَـلـءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»[230]؟

قال عليه السلام: نزلت فينا [231].

(3937) 118 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، عن

موسي، عن أبيه جعفر عليهماالسلام، في قوله تعالي: «وَ مَن يُعَظِّمْ حُرُمَـتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُو

عِندَ رَبِّهِي»[232]، قال: هي ثلاث حرمات واجبة، فمن قطع منها حرمة فقد أشرك

باللّه ، الأولي: انتهاك حرمة اللّه في بيته الحرام، والثانية: تعطيل الكتاب والعمل

بغيره، والثالثة: قطيعة ما أوجب اللّه من فرض مودّتنا وطاعتنا[233].

(3938) 119 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسي بن داود ، قال:

قال موسي بن جعفر عليه السلام: سألت أبي عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَ بَشِّرِ

الْمُخْبِتِينَ»[234]؟ الآية.

قال: نزلت فينا خاصّة [235].

(3939) 120 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، قال: حدّثنا الإمام

موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن

تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُو يُسَبِّحُ لَهُو فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْأَصَالِ»[236].

قال: بيوت آل محمّد، بيت عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وحمزة،

وجعفر عليهم السلام، قلت: «بِالْغُدُوِّ وَ الْأَصَالِ».

قال: الصلاة في أوقاتها.

قال: ثمّ وصفهم اللّه عزّ وجلّ، وقال: «رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تَجَـرَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ

اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَآءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَـرُ».

قال: هم الرجال لم يخلط اللّه معهم غيرهم.

ثمّ قال: «لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِي»، قال: ما

اختصّهم به من المودّة، والطاعة المفروضة، وصيّر مأواهم الجنّة، «وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَن

يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ[237]»[238].

(3940) 121 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود النجّار، عن الإمام

أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام في قول اللّه عزّ وجلّ: «قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ

وَ أَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ»، من السمع والطاعة الأمانة

والصبر، «وَ عَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ» من العهود التي أخذها اللّه عليكم في عليّ، وما بيّن

لكم في القرآن من فرض طاعته.

وقوله: «وَ إِن تُطِيعُوهُ تهْتَدُواْ» أي وإن تطيعوا عليّا تهتدوا، «وَ مَا عَلَي

الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلَـغُ الْمُبِينُ»[239] هكذا نزلت[240].

(3941) 122 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود، عن أبي

الحسن موسي، عن أبيه عليهماالسلام، قال: نزلت هذه الآية: «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ

شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ يَزِيدُ الظَّــلِمِينَ - لآل محمّد - إِلاَّ خَسَارًا»[241]،

فالقرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، لأنّهم المنتفعون به، وخسار و بوار علي الظالمين،

لأنّه فيه الحجّة عليهم، ولا يزيدهم إلاّ خسارا في الدنيا والآخرة، «ذَ لِكَ هُوَ

الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ[242]»[243].

(3942) 123 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن

موسي بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام، في قوله تعالي: «قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ

فَلْيُؤْمِن وَ مَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ»[244].

قال: وقرأ إلي قوله: «أَحْسَنَ عَمَلاً»، ثمّ قال: قيل للنبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: «اصْدَعْ بِمَا

تُؤْمَرُ»[245] في أمر عليّ، فإنّه الحقّ من ربّك «فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَ مَن شَآءَ

فَلْيَكْفُرْ»، فجعل اللّه تركه معصية وكفرا.

قال: ثمّ قرأ: «إِنَّـآ أَعْتَدْنَا لِلظَّــلِمِينَ - لآل محمّد - نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا»

الآية، ثمّ قرأ: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ

عَمَلاً»[246] يعني بهم آل محمّد صلوات اللّه عليهم [247].

(3943) 124 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسي بن داود

النجّار ، قال: حدّثنا مولاي موسي بن جعفر عليهماالسلام قال: سألت أبي عن قول اللّه

عزّ وجلّ: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً

* خَــلِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً»[248].

قال: نزلت في آل محمّد عليهم السلام[249].

(3944) 125 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود

النجّار، قال: حدّثني أبو الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: كنت عند أبي يوما

قاعدا حتّي أتي رجل ، فوقف به، وقال: أفيكم باقر العلم، ورئيسه محمّد بن عليّ؟

قيل له: نعم، فجلس طويلاً، ثمّ قام إليه، فقال: يا ابن رسول اللّه! أخبرني عن

قول اللّه عزّ وجلّ في قصّة زكريّا: «وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوَ لِيَ مِن وَرَآءِي وَ كَانَتِ امْرَأَتِي

عَاقِرًا»[250] الآية؟

قال: نعم، الموالي بنو العمّ، وأحبّ اللّه أن يهب له وليّا من صلبه، وذلك أنّه فيما

كان علم من فضل محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، قال: يا ربّ! مهما شرّفت محمّدا وكرّمته، ورفعت

ذكره حتّي قرنته بذكرك، فما يمنعك يا سيّدي! أن تهب لي ذرّيّة طّيبة من صلبه،

فيكون فيها النبوّة.

قال: يا زكريّا! قد فعلت ذلك بمحمّد ولا نبوّة بعده، وهو خاتم الأنبياء، ولكنّ

الإمامة لابن عمّه، وأخيه عليّ بن أبي طالب من بعده، وأخرجت الذرّيّة من صلب

عليّ إلي بطن فاطمة بنت محمّد، وصيّرت بعضها من بعض، فخرجت منه الأئمّة

حججي علي خلقي، وإنّي مخرج من صلبك ولدا يرثك ويرث من آل يعقوب، فوهب

اللّه له يحيي عليه السلام[251].

(3945) 126 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: محمّد بن العبّاس، قال:

حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود،

عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، عن أبيه عليه السلام، قال: سألت أبي عن قول اللّه

عزّ وجلّ: «يَوْمَـلـءِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُو»[252]؟

قال: الداعي أميرالمؤمنين عليه السلام [253].

(3946) 127 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس :

حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسي بن داود ، عن أبي

الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه عليه السلام، قال: سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول

اللّه عزّ وجلّ: «يَوْمَـلـءِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَـعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـنُ وَ رَضِيَ لَهُو

قَوْلاً»[254]؟

قال: لا ينال شفاعة محمّد يوم القيامة إلاّ من أذن له بطاعة آل محمّد ، ورضي له

قولاً وعملاً فيهم، فحيي علي مودّتهم، ومات عليها، فرضي اللّه قوله وعمله فيهم.

ثمّ قال: «وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُـلْمًا»[255] لآل

محمّد كذا نزلت، ثمّ قال: «وَ مَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّــلِحَـتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُـلْمًا

وَلاَ هَضْمًا»[256] قال: مؤمن بمحبّة آل محمّد، ومبغض لعدوّهم[257].

(3947) 128 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود النجّار، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام، قال: إنّه سأل أباه عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَمَنِ

اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَ لاَ يَشْقَي»؟

قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: يا أيّها الناس ! اتّبعوا هدي اللّه تهتدوا وترشدوا،

وهو هداي، وهداي هدي عليّ بن أبي طالب، فمن اتّبع هداه في حياتي وبعد موتي

فقد اتّبع هداي، ومن اتّبع هداي فقد اتّبع هدي اللّه، ومن اتّبع هدي اللّه «فَلاَ يَضِلُّ

وَ لاَ يَشْقَي».

قال: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُو مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُو يَوْمَ الْقِيَـمَةِ

أَعْمَي * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَي وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَـتُنَا

فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَي * وَ كَذَ لِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ - في عداوة آل محمّد -

وَ لَمْ يُؤْمِنم بِـ?ايَـتِ رَبِّهِي وَ لَعَذَابُ الْأَخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقَي».

ثمّ قال اللّه عزّ وجلّ: «أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي

مَسَـكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَ لِكَ لَأَيَـتٍ لاِّ?وْلِي النُّهَي»، وهم الأئمّة من آل محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، وما

كان في القرآن مثلها، ويقول اللّه عزّ وجلّ: «وَ لَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا

وَ أَجَلٌ مُّسَمًّي * فَاصْبِرْ - يا محمّد! نفسك وذرّيّتك - عَلَي مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ

بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُـلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا»[258][259].

(3948) 129 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن عبّاس:

حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسي بن داود النجّار، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألت أبي عن قول اللّه عزّ وجلّ:

«فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَـبُ الصِّرَ طِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَي»[260]؟

قال: الصراط السويّ هو القائم عليه السلام، والهدي[261] من اهتدي إلي طاعته ، ومثلها

في كتاب اللّه عزّ وجلّ: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَــلِحًا ثُمَّ

اهْتَدَي»[262]، قال: إلي ولايتنا[263].

(3949) 130 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن عبّاس:

حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن

إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن عليه السلامقال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ

وجلّ: «وَ الَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِي»؟

قال عليه السلام: «الَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ» رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، «وَ صَدَّقَ بِهِي»[264]

عليّ بن أبي طالب عليه السلام[265].

(3950) 131 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: محمّد بن العبّاس ، عن محمّد

بن أبي بكر ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسي بن داود ، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليه السلام، عن أبيه: أنّ رجلاً سأل أباه محمّد بن عليّ أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزّ

وجلّ : «وَ الَّذِينَ فِي أَمْوَ لِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّآلـءِلِ وَ الْمَحْرُومِ»[266]؟

فقال له أبي: احفظ يا هذا! وانظر كيف تروي عنّي؟! إنّ السائل والمحروم شأنهما

عظيم، أمّا السائل فهو رسول اللّه في مسألة اللّه لهم حقّه، والمحروم هو من أحرم

الخمس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وذرّيّته الأئمّة عليهم السلام، هل سمعت وفهمت؟

ليس هو كما يقول الناس[267].

(3951) 132 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: محمّد بن العبّاس، عن محمّد

بن أبي بكر، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود النجّار، عن الإمام موسي بن

جعفر عليهماالسلام، في قوله عزّ وجلّ: «وَ أَنَّ الْمَسَـجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»[268].

قال: سمعت أبي، جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول: هم الأوصياء، الأئمّة منّا واحد

فواحد، فلا تدعوا (إلي غيرهم فتكونوا كمن دعا) مع اللّه أحدا، هكذا نزلت[269].

(3952) 133 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ

الجبعيّ رحمه اللهنقلاً من كتاب الشهيد محمّد بن مكّي قدّس اللّه روحه أدعية

للصادق عليه السلام، وقد كان فيه أدعية للكاظم عليه السلام ... ثمّ قال: دعاؤه عليه السلام في دخلة أخري

[ علي المنصور] فأكرمه، رواه ولده موسي [ الكاظم] عليهماالسلام:

«اللّهمّ يا خالق الخمسة! وربّ الخمسة! أسألك بحقّ الخمسة، أن تصلّي علي

محمّد وآل محمّد، وأن تصرف أذيّته ومعرّته عنّي، وترزقني معروفه

ومودّته»[270].

والكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(3953) 134 ـ القندوزيّ الحنفيّ رحمه الله: عن عيسي بن داود النجّار ، عن موسي

الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق [ عليهماالسلام]، قال: في هذه الآية: [ «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن

تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَــلِحًا ثُمَّ اهْتَدَي»[271]]: اهتدي إلي ولايتنا[272].

(3954) 135 ـ اليعقوبي: قال موسي بن جعفر عليهماالسلام: حدّثني أبي: أنّ موسي بن

عمران عليهماالسلامقال: يا ربّ! أيّ عبادك شرّ؟

قال: الذي يتّهمني، قال: يا ربّ! وفي عبادك من يتّهمك؟

قال: نعم، الذي يستجيرني، ثمّ لا يرضي بقضائي[273].

پاورقي



[48] كتاب زيد النرسيّ، المطبوع ضمن الاُصول الستّة عشر: 55، س 3.

عنه البحار: 80/382، س 13، ضمن ح 52، مستدرك الوسائل: 3/384، ح 3846.

[49] كتاب زيد المطبوع، ضمن الأصول الستّة عشر: 46، س 1. عنه البحار: 85/98، ح 68،

ومستدرك الوسائل: 6/447، ح 7196.

[50] بصائر الدرجات: الجزء الثامن/414، ح 9. عنه البحار: 26/93، ح 23، و24، أشار إليه.

كافي: 1/255، س 18، فيه: عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن موسي بن

القاسم ومحمّد بن يحيي، عن العمركيّ بن عليّ جميعا عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام، أشار إليه. عنه الوافي: 3/588، ح 1152.

مسائل عليّ بن جعفر: 326، ح 813، بإسناده عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام ... .

[51] تفسير العيّاشيّ: 1/19، ح 2. عنه البحار: 89/235، ح 22، والبرهان: 1/41، ح 13.

[52] المائدة: 5/90.

[53] تفسير العيّاشيّ: 1/106، ح 312. عنه البرهان: 1/212، ح 6، ووسائل الشيعة:

17/326، ح 22676.

مسائل عليّبن جعفر: 294، ح 750.

[54] الانعام:6/98.

[55] تفسير العيّاشيّ: 1/372، ح 73.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2888.

[56] المحاسن: 50، ح 72. عنه وسائل الشيعة: 6/432، ح 8363، والبحار: 82/322، س 12،

ضمن ح 10.

مسائل عليّ بن جعفر: 347، ح 854.

[57] المحاسن: 420، ح 194. عنه البحار: 21/55، ح 6، و79/83، ح 23، ووسائل الشيعة:

3/238، ح 3507، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 2/472، ح 2494، قطعة منه.

[58] المحاسن: 618، ح 52.

عنه البحار: 76/287، ح 9، ووسائل الشيعة: 5/307، ح 6622.

مسائل عليّ بن جعفر: 294، ح 751.

[59] قرب الإسناد: 240، ح 945. عنه البحار: 96/272، ح 6، ووسائل الشيعة: 14/66، ح

18601.

مسائل عليّ بن جعفر: 270، ح 662.

[60] قرب الإسناد: 298، ح 1172.

عنه البحار: 101/315، ح 8، ووسائل الشيعة: 27/383، ح 34007.

مسائل عليّ بن جعفر: 287، ح 728.

[61] قرب الإسناد: 238، ح 937.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1908.

[62] قرب الإسناد: 238، ح 936.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2082.

[63] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

[64] الأعراف: 7/172.

[65] الهداية الكبري: 77 ح 27.

[66] الأنعام: 6/83.

[67] الأنفال: 8/4.

[68] الإسراء: 17/55.

[69] الهداية الكبري: 214، س 10. عنه حلية الأبرار: 3/235 ح 1، وفيه: روي عن عليّ بن

موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه:، قال: ... ومدينة المعاجز: 4/409 ح 1397، وفيه: عن عليّ بن موسي، عن موسي بن جعفر:، قال: ... واثبات الهداة: 3/25 ح 53، وفيه، عن أبي الحسن موسي7، قطعة منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/134، س 2، عن كتاب الأنوار، مرسلاً وقطعة منه.

عنه البحار: 46/58 ح 11.

[70] بيّت العدوّ: هجم عليه ليلاً. المنجد: 55، بات.

[71] التوبة: 9/40.

[72] خطل خطلاً وأخطل في كلامه: أتي بكلام كثير فاسد. المنجد: 187، خطل.

[73] الهداية الكبري: 82، س 18.

[74] كتاب النوادر: 142، ح 366، و143، ح 367، عنه البحار: 76/121، ح 23، ومستدرك

الوسائل: 18/94، ح 22152، و95، ح 22158، و101، ح 22180، و102، ح 22183، و104، ح 22194، عن الكاظم عليه السلام.

[75] الكافي: 1/193، ح 6. عنه نور الثقلين: 5/340، ح 12.

بصائر الدرجات: 125، ح 9، وفيه: حدّثنا أحمد، عن الحسين بن راشد، عن موسي بن القاسم،

عن عليّ بن جعفر، عن أخيه، قال: قال أبو عبد اللّه عليهماالسلام، و13، وفيه: حدّثنا محمّد بن هارون، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام ... بتفاوت يسير.

عنه البحار: 26/107، ح 10.

مسائل عليّ بن جعفر: 315، ح 794، و319، ح 801.

[76] الكافي: 1/254، ح 1. عنه الوافي: 3/586، ح 1147، ونور الثقلين: 3/397، ح 130.

بصائر الدرجات: 415، ح 1، بتفاوت يسير. عنه البحار: 26/90، ح 12.

[77] الكافي: 4/317، ح 10. عنه وسائل الشيعة: 11/202، ح 14625، والفصول المهمّة للحرّ

العامليّ: 2/181، ح 1583.

من لا يحضره الفقيه: 2/144، ح 632، مرسلاً عن الصادق عليه السلام.

[78] الكافي: 4/407، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 13/334، ح 17878.

[79] يس: 36/12.

[80] الكافي: 1/281، ح 4. عنه الوافي: 2/264، ح 743، والبحار: 22/479، ح 28،

و63/534، ح 27، قطعة منه، ومفتاح الفلاح: هامش 470، س 15.

وحلية الأبرار: 2/385، ح 3، والبرهان: 4/5، ح 1، ونور الثقلين: 4/377، ح 23.

كتاب الطُرف: 22، الطرفة الرابعة عشر، بتفاوت يسير، و28 الطُرفة الثامنة عشر، القطعة الأخيرة.

الصراط المستقيم: 2/92، س 16، ضمن ح 11، و93، س 9، قطعتان منه.

قطعة منه في وصيّة النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم إلي عليّ عليه السلام، و(سورة يس: 36/12)، و(ما رواه عليه السلامعن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم) و(ما رواه عن فاطمة عليهاالسلام) و(ما رواه عن عليّ عليه السلام).

[81] الكافي: 2/79، ح 15. عنه وسائل الشيعة: 15/246، ح 20404، والوافي: 4/327، ح

2036، والبحار: 67/303، ح 14.

[82] الكافي: 4/524، ح 7. عنه وعن التهذيب، الوافي: 7/182، ح 5727.

تهذيب الأحكام: 5/426، ح 1478. عنه وعن الكافي والاستبصار، وسائل الشيعة:

8/524، ح 11344.

الاستبصار: 2/330، ح 1174.

[83] الكافي: 5/85، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 16/23، ح 20863، و17/59، ح 21977،

والوافي: 17/73، ح 16884، ونور الثقلين: 1/567، ح 640.

[84] الكافي: 7/266، ح 32. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 28/212، ح 34589.

تهذيب الأحكام: 10/84، ح 331.

مسائل عليّ بن جعفر: 290، ح 740.

[85] الكافي: 8/133، ح 138. عنه البحار: 8/161، ح 99، والوافي: 25/685، ح 24820.

[86] الكافي: 8/133، ح 141. عنه وسائل الشيعة: 12/217، ح 16126، و16/294، ح

21584، والوافي: 10/450، ح 9861.

مسائل عليّ بن جعفر: 342، ح 843.

تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 466، س 3، بتفاوت يسير.

أعلام الدين: 235، س 17.

مشكاة الأنوار: 69، س 7، بتفاوت يسير، و229، س 10، قطعة منه.

تحف العقول: 282، س 19، وفيه: وقال لابنه محمّد عليهماالسلام: ... بتفاوت يسير.

عنه البحار الأنوار: 75/141، ح 34.

[87] الكافي: 4/545 ح 24. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 13/250، س 5، وس 10،

ضمن ح 17673.

تهذيب الأحكام: 5/486 ح 1734، وفيه: الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبّاس بن عامر، عن أبان، بتفاوت يسير.

[88] في المحاسن ووالوسائل: «ابن الحرّ»، بدل «أبي الحسن عليه السلام».

[89] الكافي: 6/300، ح 7. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 24/379، ح 30831، وطبّ

الأئمّة عليهم السلام للسيّد الشبّر: 147، س 3.

المحاسن للبرقيّ: 444، ح 325.

[90] الكافي: 6/401، ح 7، و3/270، ح 15، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 4/24، ح 4415،

والوافي: 7/50، ح 5456، والبحار: 47/7، ح 23.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 25/395، ح 32028.

تهذيب الأحكام: 9/107، ح 464.

[91] الكافي: 7/53، ح 8.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 173.

[92] أي تزوّج بامرأة من قبيلة ثقيف، أزفّها، كما في البحار والوافي.

[93] أي شقّ للسلاح والسيف في الجدار وأخفي فيه، كما في البحار والوافي.

[94] نجّد البيت: زيّنه. المنجد: 790، نجد.

[95] الكافي: 1/235، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 896.

[96] الكافي: 4/242، ح 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1833.

[97] الكافي: 4/374، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1944.

[98] الكافي: 4/566، ح 15.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2087.

[99] الكافي: 5/439، ح 7، و444، ح 3، عن العبد الصالح عليه السلام، قطعة منه.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2143.

[100] الكافي: 6/10، ح 11.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2218.

[101] الكافي: 5/246، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2577.

[102] الكافي: 4/39، ح 4، و3/504، ح 9، قطعة منه.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3256.

[103] رجال الكشّيّ: 265، س 5، ضمن ح 478.

مسائل عليّ بن جعفر: 315، ح 793.

[104] رجال الكشّيّ: 299، ح 535. عنه البحار: 65/166، ح 20.

[105] رجال الكشّيّ: 385، ح 721.

[106] رجال الكشّيّ: 438، ح 825.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 972.

[107] الواقعة: 56/88 و89.

[108] المؤمنون: 23/100.

[109] الواقعة: 56/92 ـ 94.

[110] الأمالي: 239، ح 12. عنه البحار: 6/222، ح 22، والبرهان: 3/119، ح 3، قطعة منه،

و4/284، ح 2، ونور الثقلين: 5/228، ح 103، و229، ح 113، قطعتان منه.

روضة الواعظين: 325، س 18، مرسلاً، عن الصادق عليه السلام.

[111] علل الشرائع: ب 239/486، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 24/110، ح 30102، قطعة منه،

والبحار: 62/220، ح 1، و77/66، ح 1، ونور الثقلين: 1/111، ح 301، و4/160، ح 47.

مسائل عليّ بن جعفر مستدركاته: 334، ح 827.

[112] تهذيب الأحكام: 1/445، ح 1440.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1192.

[113] الخصال: 26، ح 94.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3078.

[114] ،البقرة: 2/102.

[115] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/266، ح 1. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/443، ح 620،

قطعة منه، ووسائل الشيعة: 17/147، ح 22210، قطعة منه، ونور الثقلين: 1/107، ح 294، والبحار: 56/319، ح 3.

التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ عليه السلام: 471 رقم 304، بتفاوت. عنه البحار: 9/330، ح 17، قطعة منه، والبرهان: 1/135، ح 1، و136، ح 1، قطعتان منه.

[116] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/304، ح 64. عنه البحار: 47/162، ح 2، و92/214، ح 6،

وإثبات الهداة: 3/91، ح 46، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 5/274، ح 1623، ومستدرك الوسائل: 13/174، ح 15023، قطعة منه.

[117] من لا يحضره الفقيه: 1/230 ح 1021. عنه وسائل الشيعة: 8/222 ح 10479، والبحار:

85/184، س 20.

[118] من لا يحضره الفقيه: 4/159 ح 555. عنه وعن الكافي والتهذيب، وسائل الشيعة:

19/408 ح 24856.

الكافي: 7/18 ح 11، وفيه: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبان بتفاوت، عن محمّد بن مروان، عن الشيخ عليه السلام، أنّ أبا جعفر عليه السلام مات ... . عنه حلية الأبرار: 3/413 ح 8. وعنه وعن الفقيه، الوافي: 10/616 ح 10201.

تهذيب الأحكام: 6/240 ح 591، و9/220 ح 864، نحو ما في الكافي. عنه وسائل الشيعة: 27/259 ح 33719، والوافي: 10/616 ح 10202.

[119] التوحيد: 288، ح 7. عنه البحار: 90/368، ح 4، والوافي: 1/340، س 11، ومستدرك

الوسائل: 5/191، ح 5658.

[120] الملك: 67/30.

[121] إكمال الدين وإتمام النعمة: 351، ح 48. عنه البحار: 51/53، ح 30، وإثبات الهداة:

3/444، ح 26، ومقدّمة البرهان: 305، س 36، والبرهان: 4/367، ح 7.

[122] في مختصر بصائر الدرجات: «المنقريّ».

[123] الأعراف: 7/172.

[124] معاني الأخبار: 115، ح 1. عنه البحار: 91/54، ح 25، والبرهان: 3/334، ح 4.

فلاح السائل: 119، س 17، بتفاوت يسير.

مختصر بصائر الدرجات: 159، س 1.

[125] المائدة: 5/109.

[126] معاني الأخبار: 231، ح 1، و312، ح 1، وفيه: «أبي يزيد بن الحسين»، بدل ما في المتن. عنه

البحار: 7/279، ح 1، و89/380، ح 11، ونور الثقلين: 1/688، ح 424، والبرهان: 1/510، ح 3.

[127] مَجَن مُجُونا: مزح وقلّ حياءً. المنجد: 748.

[128] معاني الأخبار: 389، ح 29. عنه البحار: 6/129، ح 18، و44/110، ح 1.

[129] الخصال: 108، ح 74. عنه البحار: 70/91، ح 67.

الجعفريّات: 335، ح 1380، وفيه: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال:

حدّثني موسي بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طال عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ... .

تحف العقول: 363 س 21، مرسلاً.

[130] الخصال: 262، ح 139. عنه البحار: 2/49، ح 13، و67/10، ح 7.

تحف العقول: 400 س 7، ضمن وصيّة الإمام موسي بن جعفر عليهماالسلام لهشام، بتفاوت يسير.

[131] الإسراء: 17/32.

[132] النساء: 4/22.

[133] النساء: 4/23.

[134] البقرة: 2/222.

[135] البقرة: 2/187.

[136] الخصال: 532، ح 10. عنه وسائل الشيعة: 20/409، ح 25952، والبحار: 100/367،

ح 1، ونور الثقلين: 1/175 س 3، و214، ح 810، قطعتان منه، و462، ح 149.

[137] إكمال الدين وإتمام النعمة: 161، ح 21. عنه إثبات الهداة: 1/270، ح 120، قطعة منه،

ومستدرك الوسائل: 12/305، ح 14156، و13/207، ح 15125، و359، ح 15599، و370، ح 15621، قِطَع منه. وعنه وعن روضة الواعظين، البحار: 22/355، ح 2.

قصص الأنبياء للراونديّ: 302، ح 373، باختصار.

الخرائج والجرائح: 3/1078، ح 13، قطعة منه.

روضة الواعظين: 301، س 19، مرسلاً، وبتفاوت يسير.

عنه وعن إعلام الوري والإكمال، إثبات الهداة: 1/171، ح 41 قطعة منه

إعلام الوري: 1/151، س 6، مرسلاً، وبتفاوت.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/16، س 12، باختصار.

[138] الاختصاص، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ: 12/54، س 19.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

[139] دلائل الإمامة: 328، ح 285. عنه مدينة المعاجز: 6/28، ح 1822، و231، ح 1974.

إثبات الوصيّة: 198، س 8، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 3/214، ح 147، قطعة منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/224، س 11، باختصار. عنه البحار: 47/127، س 16،

و47/255، ح 25، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 4/390، ح 1385.

قطعة منه في تجهيزه جنازة أبيه عليهماالسلام، و(إنّ النوح عليه السلام حجّ وقضي مناسكه)، و(علمه عليه السلامبالآجال).

[140] طبّ الأئمّة: 30، س 7. عنه البحار: 59/171، ح 9.

[141] خصائص الأئمّة عليهم السلام: 72، س 1. عنه البحار: 22/483، ح 30، و36/19، ح 13، قِطَع منه،

والصراط المستقيم: 2/92 س 1، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 4/302، ح 5213، قطعة منه، والبرهان: 1/306، ح 4، قطعة منه، وإثبات الهداة: 2/158، ح 704، قطعة منه.

كتاب الطُرف: 26، الطرفة السادسة عشر، عنه الصراط المستقيم: 3/135، س 2، قطعة منه.

[142] مصباح المتهجّد: 837، س 14. عنه وسائل الشيعة: 8/108، ح 10187، قطعة منه.

[143] تهذيب الأحكام: 3/296 ح 898. عنه وسائل الشيعة: 8/486 ح 11239.

[144] تهذيب الأحكام: 4/8 ح 23. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 9/157 ح 11735.

الاستبصار: 2/8 ح 20، بتفاوت يسير.

[145] تهذيب الأحكام: 4/27 ح 63. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 9/86 ح 11583،

والوافي: 10/127 ح 9291.

[146] آل عمران: 3/83.

[147] الأمالي: 281، ح 546. عنه البحار: 47/310، ح 1، و60/75، ح 28، و92/148، ح 1،

قطعتان منه، والبرهان: 1/296، ح 8، وحلية الأبرار: 4/89، ح 1، ومستدرك الوسائل: 8/145، ح 9252، و10/390، ح 12241، قطعتان منه، وطبّ الأئمّة عليهم السلامللسيّد الشبّر: 420، س 12، قطعة منه.

الدعوات للراونديّ: 291، ح 37. عنه البحار: 47/311، ح 2، أشار إليه.

[148] الأمالي: 222، ح 385، و595، ح 1233، عن أخيه موسي بن جعفر، قال: سمعت أبا جعفر

محمّد بن عليّ عليهماالسلام. عنه وسائل الشيعة: 16/292، ح 21578، والبحار: 66/404، ح 109، و68/9، ح 14، و215، ح 12.

أعلام الدين: 215، س 11، مرسلاً، عن الإمام موسي بن جعفر عليهماالسلام.

تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 394، س 21.

[149] تهذيب الأحكام: 1/348، ح 1024. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 1/267، ح

697، والوافي: 6/262، ح 4246.

[150] تهذيب الأحكام: 4/8، ح 23. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 9/158، ح 11735،

والوافي: 10/127، ح 9291.

الاستبصار: 2/8، ح 20.

[151] تهذيب الأحكام: 4/52، ح 139. عنه وسائل الشيعة: 9/223، ح 11887، و269، ح

11995، قطعة منه، والوافي: 10/189، ح 9407.

[152] تهذيب الأحكام: 7/369، ح 1494.

عنه الوافي: 21/496، ح 21587، ووسائل الشيعة: 21/293، ح 27115.

مسائل عليّ بن جعفر: 311، ح 786.

[153] الأمالي: 595 ح 1233 ـ 1235.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3628.

[154] قصص الأنبياء عليهم السلام: 177 ح 208. عنه البحار: 72/346 ح 47.

[155] الخرائج والجرائح: 2/763، ح 84. عنه البحار: 47/172، ح 19، وعنه وعن الإرشاد،

وسائل الشيعة: 23/270، ح 29552، قطعة منه.

الإرشاد للمفيد: 272، س 13، مرسلاً، وبتفاوت.

[156] النوادر مستدركاته: 237، ح 485. عنه البحار: 63/383، س 7، ضمن ح 49،

ومستدرك الوسائل: 16/278، ح 19877.

[157] هو أبو عبد اللّه صاحب موسي الكاظم و عليّ الرضا عليهماالسلام، كما في المستطرفات، فالضمير في «عنه» يرجع إلي أحدهما عليهماالسلام.

[158] مستطرفات السرائر: 47 ح 2. عنه البحار 30/215 ح 77.

[159] مستطرفات السرائر: 62، ح 38. عنه البحار: 72/91، ح 7، ووسائل الشيعة: 12/37، ح

15576.

[160] مشكاة الأنوار: 68، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3250.

[161]مشكاة الأنوار: 20 س 8. عنه البحار: 79/103، ح 51، ومستدرك الوسائل: 2/357، ح

2183.

[162] فلاح السائل: 227، س 17. عنه البحار: 81/173، س 11، ضمن ح 1، ومستدرك

الوسائل: 4/53، ح 4166.

[163] الإسراء: 17/45 و46.

[164] مهج الدعوات: 261، س 5. عنه البحار: 47/204 ح 46، ولم يذكر الدعاء، و91/379 ح

3.

[165] الإسراء: 17/34 و35.

[166] اليقين بإمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 296، س 4. عنه البحار: 24/187 ح 1.

[167] الإخلاص: 112/1.

[168] إقبال الأعمال: 161، س 11. عنه البحار: 95/398، س 12، ضمن ح 1.

المصباح للكفعميّ: 704، س 6، مرسلاً، وبتفاوت يسير.

مصباح المتهجّد: 807، س 8، بتفاوت.

فضائل الأشهر الثلاثة: 32 ح 14، بتفاوت واختصار.

[169] كتاب الطُرَف: 4، الطرفة الأولي. عنه البحار: 18/232، ح 75، و65/392، ح 41،

و77/294 ح 49 قطعة منه. ووسائل الشيعة: 1/400، ح 1044 و1045، و9/553، ح 12695، قِطَع منه، وإثبات الهداة: 1/641، ح 769 ـ 771، قِطَع منه، ومستدرك الوسائل: 1/75، ح 17، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/88، ح 2، و89، ح 3 ـ 5، و90، ح 6، قِطَع منه.

[170] كتاب الطُرَف: 11، الطرفة السادسة. عنه البحار: 65/393، س 7 ضمن ح 41، وفي

22/315، ح 1، و77/294، ح 50، قطعتان منه، ووسائل الشيعة: 1/400، ح 1045، و9/553، ح 12695، قطعتان منه، وإثبات الهداة: 1/641، ح 771، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/89، ح 4، قطعة منه.

[171] كتاب الطرف: 14، الطرفة السابعة. بحار الأنوار: 22/456 ح 3.

[172] الفتح: 48/10.

[173] الفتح: 48/10.

[174] الزلزلة: 99/7 و8.

[175] الشوري: 42/7.

[176] كتاب الطُرَف: 8، الطرفة الثالثة والرابعة والخامسة. عنه البحار: 22/278، ح 32،

و65/395، س 2 ضمن ح 41.

الصراط المستقيم: 2/88، ح 2، و89، ح 3، قطعتان منه.

[177] كتاب الطُرَف: 17، الطرفة التاسعة. عنه البحار: 65/392، ح 41، وفي 18/232، ح 75،

و22/278، ح 32، و291، ح 65، و315، ح 1، و77/294، ح 49 و50، قِطَع منه، ووسائل الشيعة: 1/400، ح 1044 و1045، و9/553، ح 12695، قِطَع منه، وإثبات الهداة: 1/641، ح 769 ـ 771، قِطَع منه، ومستدرك الوسائل: 1/75، ح 17، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/88، ح 2، و89، ح 3 ـ 5، و90، ح 6، قِطَع منه.

[178] ما بين القوسين عن البحار.

[179] فاطر: 35/10.

[180] كتاب الطُرَف: 17، الطرفة العاشرة. عنه البحار: 22/476، ضمن ح 27.

الصراط المستقيم: 2/90، ح 7، و91، ح 9، و92، ح 11، ومستدرك الوسائل: 4/237، ح

4588، قِطَع منه، كذا عن كتاب الطرف.

قطعة منه في بكاؤه عليه السلام لأمّه فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

[181] كتاب الطُرَف: 45، الطرفة الثلاثون. عنه، البحار: 78/324، ضمن ح 8 قطعة منه، و379،

ح 35، ووسائل الشيعة: 3/83، ح 3083، ومستدرك الوسائل: 2/206، ح 1803، قطعة منه.

[182] النساء: 4/81.

[183] كتاب الطُرَف: 34، الطرفة الحادية والعشرون، والثانية والعشرون. عنه البحار: 22/487،

ح 32.

[184] كتاب الطُرَف: 34، الطرفة الثالثة والعشرون. عنه البحار: 22/488، ح 33.

[185] كتاب الطُرَف: 34، الطرفة الرابعة والعشرون. عنه البحار: 22/488، ذيل ح 33.

[186] في الأصل: فاكتب، وما أثبتناه عن البحار.

[187] ما بين القوسين عن البحار.

[188] كتاب الطُرَف: 34، الطرفة الخامس والعشرون. عنه البحار: 22/489، ح 34.

الصراط المستقيم: 2/93، ح 13 باختصار.

[189] في الأصل: يسلك أيّ النساء، وما أثبتناه من البحار.

[190] كتاب الطُرَف: 44، الطرفة الحادية والثلاثون. عنه البحار: 22/494، ح 39.

بحار الأنوار: 22/489، ح 35 ـ 40.

الصراط المستقيم: 2/93 س 21، و94، ح 14، و95، ح 15، قطعات منه

[191] وجَمَ يَجِمُ وَجْما ووُجوما: سكت وعجز عن التكلّم من شدّة الغيظ أوالخوف. المنجد: 889.

[192] في المصدر: «فاطمة مانعاً دفنها»، وما أثبتناه عن البحار.

[193] ما بين القوسين عن البحار.

[194] ما بين القوسين عن البحار.

[195] ما بين القوسين عن البحار.

[196] كتاب الطرف: 38، الطرفة السادسة والعشرون. بحار الأنوار: 22/489، ح 35 ـ 40.

الصراط المستقيم: 2/93 س 21، و94، ح 14، و95، ح 15، قطعات منه.

[197] ما بين القوسين عن البحار.

[198] كتاب الطُرف: 42 الطرفة الثامنة والعشرون. عنه البحار: 22/489، ح 35 ـ 40.

الصراط المستقيم: 2/93 س 21، و94، ح 14، و95، ح 15، قطعات منه.

[199] آل عمران: 3/103.

[200] كتاب الطُرَف: 29، الطرفة التاسعة عشر، و31، الطرفة العشرين. عنه البحار: 22/484، ح

31.

الصراط المستقيم: 2/92، ح 12، باختصار، كلاهما عن كتاب الخصائص، ولم نعثر عليه فيه إلاّ علي قِطَع منه بتفاوت.

[201] كتاب الطُرف: 44 الطرفة التاسعة والعشرون.

[202] الصراط المستقيم: 2/89، ح 5.

[203] الحجّ: 22/50.

[204] الحجّ: 22/51.

[205] تأويل الآيات: 340، س 13. عنه البحار: 23/381 ح 73، والبرهان: 3/98 ح 1.

[206] الحجّ: 22/67.

[207] الحجّ: 22/67 ـ 70.

[208] تأويل الآيات الظاهرة: 345 س 7. عنه البحار: 24/362، ح 87، ومقدّمة البرهان: 320،

س 29، والبرهان: 3/103، ح 1.

[209] الحجّ: 22/72.

[210] تأويل الآيات الظاهرة: 346 س 6. عنه البحار: 24/362، ح 88، والبرهان: 3/103، ح

1.

[211] الحج: 22/78.

[212] الحجّ: 22/77 و78.

[213] تأويل الآيات الظاهرة: 348، س 1. عنه البحار: 24/362، س 18، ضمن ح 88، ومقدّمة

البرهان: 75، س 5 قطعة منه، والبرهان: 3/105، ح 5.

[214] المؤمنون: 23/57 ـ 61.

[215] تأويل الآيات الظاهرة: 351، س 1. عنه البحار: 23/382، س 3، ضمن ح 74،

و35/334، ح 11، والبرهان: 3/114، ح 1.

[216] الإسراء: 17/73 و74.

[217] تأويل الآيات الظاهرة: 278، س 6. عنه البرهان: 2/434، ح 2.

[218] الحجّ:22/ 40.

[219] تأويل الآيات الظاهرة: 335، س 10. عنه البحار: 24/226، ح 21، والبرهان: 3/94، ح

6.

[220] الحجّ: 22/40.

[221] تأويل الآيات الظاهرة: 336، س 6. عنه البحار: 24/359، ح 83، والبرهان: 3/94، ح

3.

[222] الحجّ: 22/41.

[223] الحجّ:22/41 ـ 44.

[224] تأويل الآيات الظاهرة: 338 س 6. عنه البحار: 24/165، ح 8، والبرهان: 3/95، ح 3.

[225] الحجّ: 22/ 58 و59.

[226] الحجّ: 22/ 58 و59.

[227] الحجّ: 22/60.

[228] تأويل الآيات الظاهرة: 344، س 18. عنه البحار: 24/361، س 18، ضمن ح 86،

والبرهان: 3/103، ح 2.

[229] في المصدر: «حدّثنا أبو الحسن [ عليّ بن] موسي بن جعفر، عن أبيه، عن أبيه جعفر عليهم السلام»، وما أثبتناه عن البحار والبرهان.

[230] الأعراف: 7/8.

[231] تأويل الآيات: 353، س 12. عنه البحار: 24/258، ح 5، والبرهان: 3/121، ح 3.

[232] الحجّ: 22/30.

[233] تأويل الآيات الظاهرة: 332 س 2. عنه البحار: 24/186، ح 5، والبرهان: 3/90، ح 1،

ومستدرك الوسائل: 9/343، ح 11040.

[234] الحجّ: 22/34.

[235] تأويل الآيات الظاهرة: 332، س 11. عنه البحار: 24/401، ح 131، والبرهان: 3/92،

ح 1.

[236] النور: 24/36.

[237] النور: 24/37 و38.

[238] تأويل الآيات الظاهرة: 359، س 10. عنه البحار: 23/326، ح 4، والبرهان: 3/139، ح

10.

[239] النور: 24/54.

[240] تأويل الآيات الظاهرة: 364، س 14. عنه البحار: 23/303، ح 64.

[241] الإسراء: 17/82.

[242] الحجّ: 22/11.

[243] تأويل الآيات الظاهرة: 283، س 18. عنه البحار: 24/226، ح 17، قطعة منه.

[244] الكهف: 18/29.

[245] الحجر: 15/94.

[246] الكهف: 18/30.

[247] تأويل الآيات الظاهرة: 286، س 11. عنه البحار: 23/381، ح 72.

[248] الكهف: 18/ 107 و108.

[249] تأويل الآيات الظاهرة: 291، س 6. عنه البحار: 24/269، ح 40، والبرهان: 2/495، ح1.

[250] مريم: 19/5.

[251] تأويل الآيات الظاهرة: 294، س 15. عنه البحار: 24/373، ح 101، والبرهان: 3/4، س

10.

[252] طه: 20/108.

[253] تأويل الآيات الظاهرة: 311، س 1. عنه البحار: 36/127، ح 68، ومقدّمة البرهان: 149،

س 33، والبرهان: 3/43، ح 1.

[254] طه: 20/109.

[255] طه: 20/111.

[256] طه: 20/112.

[257] تأويل الآيات الظاهرة: 312، س 11. عنه البحار: 24/257، ح 4، والبرهان: 3/44، ح

1.

[258] طه: 20/123 ـ 130.

[259] تأويل الآيات الظاهرة: 314، س 14. عنه البحار: 24/149، ح 30، ومقدّمة البرهان:

182، س 32، و3/38، ح 4، و47، ح 3، و48، ح 1، قِطَع منه.

[260] طه: 20/135.

[261] في البرهان: «المهديّ».

[262] طه: 20/82.

[263] تأويل الآيات الظاهرة: 317، س 16. عنه البحار: 24/150، ح 34، والبرهان: 3/50، ح

10.

[264] الزمر: 39/33.

[265] الزمر: 39/33.

[266] المعارج:70/24 و25.

[267] تأويل الآيات الظاهرة: 699، س 14. عنه البحار: 24/279، ح 8، و93/188، ح 21،والبرهان: 4/385، ح 7، ومستدرك الوسائل: 7/304، ح 8273.

[268] الجنّ: 72/18.

[269] تأويل الآيات الظاهرة: 705 س 7. عنه البحار: 23/330، ح 14، ومقدّمة البرهان: 176،

س 4، والبرهان: 4/395، ح 4.

[270] بحار الأنوار: 91/307، س 22، و308، س 22.

[271] طه: 20/82.

[272] ينابيع المودّة: 1/330، س 14، ضمن ح 3.

[273] تاريخ اليعقوبي: 2/414، س 21.