بازگشت

(ط) ـ ما رواه عن آبائه عليهم السلام


(3956) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي ، قال: حدّثنا

محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال: حدّثنا موسي بن عمران النخعيّ ، عن عمّه

الحسين بن يزيد ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام قال: سمع بعض آبائه عليهم السلام

رجلاً يقرأ أُمّ القرآن.

فقال عليه السلام: شكر وأجر، ثمّ سمعه يقرأ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ »[275]، فقال عليه السلام: آمن

وأمن، ثمّ سمعه يقرأ «إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ»[276]، فقال عليه السلام: صدق وغفر له، ثمّ سمعه يقرأ آية

الكرسيّ، فقال عليه السلام: بخّ بخّ نزلت براءة هذا من النار[277].

(3957) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن الحاكم

المروزيّ المقريّ ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر المقريّ أبو عمرو ، قال: حدّثنا محمّد بن

الحسن الموصليّ ببغداد ، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم ، قال: حدّثنا أبو زيد الكحّال ،

عن أبيه، عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: كانت فاطمة عليهاالسلام إذا

دعت، تدعو للمؤمنين والمؤمنات ، ولا تدعو لنفسها، فقيل لها: يا بنت رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم! إنّك تدعون للناس، ولا تدعون[278] لنفسك!؟

فقالت: الجار، ثمّ الدار[279].

(3958) 3 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: أحمد بن الحارث ، قال: حدّثنا سليمان

بن جعفر ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر الصادق عليهماالسلام، عن آبائه عليهم السلام في عوذة

الحيوان، وقال: هي محفوظة عندهم: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه،

خرج عين السوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه، فلقيها جبرئيل

وميكائيل صلوات اللّه عليهما، فقالا: أين تذهبين أيّتها العينة؟!

قالت: أذهب إلي الجمل، فأطرحه من قطاره، والدابّة من مقودها، والحمار من

أكامه، والصبيّ من حجرامه وألقي الرجل الثياب الممتلي من قدميه.

فقالا لها: اذهبي أيّتها العينة! إلي البريّة، فثمّ حيّة لها عينان، عين من ماء، وعين

من نار، وكذلك يطبع اللّه علي عين السوء، وعبس حابس، وحجر يابس، ونفس

نافس، ونار قابس، رددت بعون اللّه عين السوء إلي أهله، وفي جنبيه، وكشحيه،

وفي أحبّ خلانه إليه، بعزيمة اللّه وقوله: «أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَـوَ تِ

وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَـهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ»[280]

«فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَي مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ

الْبَصَرُ خَاسِئًا وَ هُوَ حَسِيرٌ»[281]، وصلّي اللّه علي سيّدنا محمّد وآله

الطاهرين»[282].

(3959) 4 ـ الشيخ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن بنان بن

محمّد ، عن موسي بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسي بن جعفر، عن

أبيه، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام: أنّه أتاه رجل بعبده، فقال: إنّ عبدي تزوّج بغير

إذني .

فقال عليّ عليه السلام لسيّده: فرّق بينهما، فقال السيّد لعبده: يا عدوّ اللّه! طلّق.

فقال عليّ عليه السلام: كيف قلت له؟

قال: قلت له: طلّق، فقال عليّ عليه السلام للعبد: أمّاالآن فإن شئت فطلّق، وإن شئت

فأمسك، فقال السيّد: يا أمير المؤمنين! أمر كان بيدي، فجعلته بيد غيري؟

قال: ذلك لأنّك حيث قلت له: طلّق، أقررت له بالنكاح[283].

(3960) 5 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: موسي بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه،

عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلميرمي الجمار ماشيا [284].

(3961) 6 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه الله: عن إسحاق بن موسي ، عن أبيه موسي بن

جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلامخطبة

بالكوفة، فلمّا كان في آخر كلامه قال: ألا وإنّي لأولي الناس، وما زلت مظلوما منذ

قبض رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

فقام إليه أشعث بن قيس ـ لعنه اللّه ـ فقال: يا أمير المؤمنين! لم تخطبنا خطبة منذ

قدمت العراق إلاّ وقلت: واللّه! إنّي لأولي الناس بالناس، فما زلت مظلوما منذ قبض

رسول اللّه، ولمّا ولّي تيم وعديّ، إلاّ ضربت بسيفك دون ظلامتك؟

فقال أمير المؤمنين: يا ابن الخمّارة! قد قلت قولاً، فاسمع منّي، واللّه! ما منعني من

ذلك إلاّ عهد أخي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، أخبرني وقال لي: يا أبا الحسن! إنّ الأُمّة

ستغدر بك، وتنقض عهدي، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي.

فقلت: يا رسول اللّه! فما تعهد إليّ، إذا كان ذلك كذلك؟

فقال: إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكفّ يدك،

واحقن دمك حتّي تلحق بي مظلوما.

فلمّا توفّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلماشتغلت بدفنه، والفراغ من شأنه، ثمّ آليت يمينا أنّي

لا أرتدي إلاّ للصلاة حتّي أجمع القرآن، ففعلت، ثمّ أخذته وجئت به فأعرضته

عليهم، فقالوا: لا حاجة لنا به.

ثمّ أخذت بيد فاطمة، وابنيّ الحسن والحسين، ثمّ درت علي أهل بدر، وأهل

السابقة، فناشدتهم حقّي، ودعوتهم إلي نصرتي.

فما أجابني منهم إلاّ أربعة رهط: سلمان وعمّار والمقداد وأبوذرّ، وذهب من كنت

أعتضد بهم علي دين اللّه من أهل بيتي، وبقيت بين حفيرين، قريبي العهد بجاهليّة

عقيل والعبّاس.

فقال له الأشعث: كذلك كان عثمان، لمّا لم يجد أعوانا كفّ يده حتّي قتل.

فقال له أمير المؤمنين: يا ابن الخمّارة! ليس كما قست، أنّ عثمان جلس في غير

مجلسه، وارتدي بغير ردائه، صارع الحقّ فصرعه الحقّ، والذي بعث محمّدا بالحقّ! لو

وجدت يوم بويع أخو تيم، أربعين رهط لجاهدتهم في اللّه، إلي أن أبلي عذري.

ثمّ قال: أيّها الناس! إنّ الأشعث لا يزن عند اللّه جناح بعوضة، وإنّه أقلّ في دين

اللّه من عفظة عنز[285].

(3962) 7 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه الله: عن زيد بن موسي بن جعفر ، عن أبيه، عن

آبائه عليهم السلام، قال: خطبت فاطمة الصغري عليهاالسلام، بعد أن ردّت من كربلاء ، فقالت:

الحمد للّه عدد الرمل والحصي، وزنة العرش إلي الثري، أحمده، وأومن به، وأتوكّل

عليه، وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ

أولاده ذبحوا بشطّ الفرات، من غير ذَحْل، ولا تراث.

اللّهمّ! إنّي أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه

من أخذ العهود لوصيّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، المسلوب حقّه، المقتول من غير

ذنب، كما قتل ولده بالأمس، في بيت من بيوت اللّه، وبها معشر مسلمة بألسنتهم،

تعسا لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيما في حياته، ولا عند مماته، حتّي قبضته إليك،

محمود النقيبة، طيب الضريبة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك

لومة لائم، ولا عذل عاذل.

هديته يا ربّ! للإسلام صغيرا، وحمدت مناقبه كبيرا، ولم يزل ناصحا لك

ولرسولك صلي الله عليه و آله وسلمصلواتك عليه وآله، حتّي قبضته إليك، زاهدا في الدنيا، غير

حريص عليها، راغبا في الآخرة، مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته، وهديته

إلي طريق مستقيم.

أمّا بعد، يا أهل الكوفة! يا أهل المكر والغدر والخيلاء! إنّا أهل بيت، ابتلانا اللّه

بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلائنا حسنا، وجعل علمه عندنا، وفهمه لدينا، فنحن عيبة

علمه، ووعاء فهمه، وحكمته، وحجّته في الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا اللّه

بكرامته، وفضّلنا بنبيّه صلي الله عليه و آله وسلم علي كثير من خلقه تفضيلاً، فكذّبتمونا، وكفّرتمونا،

ورأيتم قتالنا حلالاً، وأموالنا نهبا، كأنّا أولاد الترك، أو كابل، كما قتلتم جدّنا

بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، لحقد متقدّم، قرّت بذلك عيونكم،

وفرحت به قلوبكم، اجتراءً منكم علي اللّه، ومكرا مكرتم، واللّه خير الماكرين.

فلا تدعونّكم أنفسكم إلي الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا،

فإنّ ما أصابنا من المصائب الجليلة، والرزايا العظيمة، «فِي كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن

نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَ لِكَ عَلَي اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَي مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ

ءَاتَـلـكُمْ وَ اللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ »[286].

تبّا لكم! فانتظروا اللعنة والعذاب، فكان قد حلّ بكم، وتواترت من السماء

نقمات، فيسحتكم بما كسبتم، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثمّ تخلدون في العذاب

الأليم، يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة اللّه علي الظالمين.

ويلكم! أتدرون أيّة يد طاعنتنا منكم؟ و أيّة نفس نزعت إلي قنالنا؟ أم بأيّة

رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟

قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع علي أفئدتكم، وختم علي سمعكم

وبصركم، وسوّل لكم الشيطان، وأملي لكم، وجعل علي بصركم غشاوة، فأنتم لا

تهتدون.

تبّا لكم، يا أهل الكوفة! كم تراث لرسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قبلكم، وذحوله لديكم؟!

ثمّ غدرتم بأخيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام جدّي، وبنيه عترة النبيّ الطيّبين الأخيار،

وافتخر بذلك مفتخر، فقال:

نحن قتلنا عليّا وبني عليّ

بسيوف هنديّة ورماح

وسبينا نساؤهم سبي ترك

ونطحناهم، فأيّ نطاح.

[فقالت:] بفيك، أيّها القائل الكثكث! ولك الأثلب، افتخرت بقتل قوم، زكّاهم

اللّه، وطهّرهم، وأذهب عنهم الرجس، فأكظم وأقع كما أقعي أبوك، وإنّما لكلّ امرء ما

قدّمت يداه، حسدتمونا، ويلاً لكم علي ما فضّلنا اللّه.

فما ذنبنا إن جاش دهر بحورنا

وبحرك ساج لا يواري الدعامصا

«ذَ لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »[287]، «وَ مَن لَّمْ

يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُو نُورًا فَمَا لَهُو مِن نُّورٍ »[288].

قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء، وقالوا: حسبك، يا بنت الطيّبين! فقد أحرقت

قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضرمت أجوافنا.

فسكتت، عليها وعلي أبيها وجدّها السلام[289].

(3963) 8 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه الله: [أخبرنا الإمام الشهيد أبو المحاسن،

عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني إجازة وسماعا، ]قال:] أخبرنا الشيخ أبو

عبد اللّه محمّد بن الحسن التميمي البكري الحاجي إجازة وسماعا، [قال: ]حدّثنا أبو

محمّد سهل بن أحمد الديباجي ، [قال:] حدّثنا أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث

الكوفي ، [قال: ]حدّثني موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن

الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، [قال: ] حدّثنا أبي إسماعيل بن موسي ، عن أبيه

موسي، عن] جعفر الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمكان

يأتي أهل الصفّة، وكانوا ضيفان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، كانوا هاجروا من أهاليهم

وأموالهم إلي المدينة، فأسكنهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم صفّة المسجد، وهم أربع مائة

رجل، [كان] يسلّم عليهم بالغداة والعشيّ، فأتاهم ذات يوم، فمنهم من يخصف نعله،

ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلّي، وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يرزقهم مدّا مدّا من

تمر في كلّ يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! التمر الذي ترزقنا قد أحرق

بطوننا؟

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: أما إنّي لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن

من عاش منكم من بعدي فسيغدي عليه بالجفان، ويراح عليه بالجفان، ويغدو

أحدكم في قميصه، ويروح في أخري، وتنجّدون بيوتكم كما تنجّد الكعبة.

فقام رجل، فقال: يا رسول اللّه! إنّا علي ذلك الزمان بالأشواق، فمتي هو؟

قال صلي الله عليه و آله وسلم: زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنّكم إن ملأتم بطونكم من

الحلال، توشكون أن تملأوها من الحرام!

فقام سعد بن الأشجّ ، فقال: يا رسول اللّه! ما يفعل بنا بعد الموت؟

قال: الحساب والقبر، ثمّ ضيقه بعد ذلك، أو سعته.

فقال: يا رسول اللّه! هل تخاف أنت ذلك؟

فقال: لا، ولكن أستحي من النعم المتظاهرة التي لا أجازيها، ولا جزءا من سبعة.

فقال: سعد بن الأشجّ: إنّي أشهد اللّه وأشهد رسوله ومن حضرني أنّ نوم الليل

عليَّ حرام، والأكل بالنهار عليَّ حرام، ولباس الليل عليَّ حرام، ومخالطة الناس عليَّ

حرام، وإتيان النساء عليَّ حرام.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: [يا سعد! ] لم تصنع شيئا، كيف تأمر بالمعروف، وتنهي

عن المنكر إذا لم تخالط الناس؟ وسكون البريّة بعد الحضر كفر للنعمة، نم بالليل، وكل

بالنهار، والبس ما لم يكن ذهبا أو حريرا أو معصفرا، وأت النساء، يا سعد! اذهب

إلي «بني المصطلق »، فإنّهم قد ردّوا رسولي، فذهب إليهم فجاء بصدقة.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: كيف رأيتهم؟

فقال: خير قوم ما رأيت فوما فطّ أحسن أخلاقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم،

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: إنّه لا ينبغي لأولياء اللّه تعالي من أهل دار الخلود الذين

كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار الغرور، الذين

كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، ثمّ قال: بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا

ينهون عن المنكر، [بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف، والناهين عن

المنكر]، بئس القوم قوم لا يقومون للّه تعالي بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين

يأمرون الناس بالقسط في الناس، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من

عهد اللّه تعالي، بئس القوم قوم جعلوا طاعة أيمامهم دون طاعة اللّه، بئس القوم قوم

يختارون الدنيا علي الدين، بئس القوم قوم يستحلّون المحارم والشهوات والشبهات.

قيل: يا رسول اللّه! فأيّ المؤمنين أكيس؟

قال: أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا، أولئك هم الأكياس[290].

(3964) 9 ـ أبو الفضل الطبرسيّ رحمه الله: عن أبي عبد اللّه بن بكير، قال: قال

أبو الحسن عليه السلام: يا ابن بكير! إنّي لأقول لك قولاً قد كانت آبائي عليهم السلام تقوله:

لو كان فيكم عدّة أهل بدر لقام قائمنا ، يا عبد اللّه! إنّا نداوي الناس ونعلم ما هم،

فمنهم من يصدّقنا المودّة، ويبذل مهجته لنا، ومنهم من ليس في قلبه حقيقة ما يظهر

بلسانه، ومنهم من هو عين لعدوّنا علينا يسمع حديثنا، وإن أطمع في شيء قليل من

الدنيا كان أشدّ علينا من عدوّنا.

وكيف يرون هؤلاء السرور، وهذه صفتهم، إنّ للحقّ أهلاً وللباطل أهلاً، فأهل

الحقّ في شغل عن أهل الباطل، ينتظرون أمرنا ويرغبون إلي اللّه أن يروا دولتنا،

ليسوا بالبذر المذيعين، ولا بالجفاة المرائين، ولا بنا مستأكلين، ولا بالطمعين، خيار

الأمّة نور في ظلمات الأرض، ونور في ظلمات الفتن، ونور هدي يستضاء بهم، لا

يمنعون الخير أوليائهم، ولا يطمع فيهم أعداؤهم.

إن ذكرنا بالخير استبشروا وابتهجوا، واطمأنّت قلوبهم، وأضاءت وجوههم، وإن

ذكرنا بالقبح اشمئزّت قلوبهم، واقشعرّت جلودهم، وكلحت وجوههم، وأبدوا

نصرتهم، وبدا ضمير أفئدتهم، قد شمّروا فاحتذوا بحذونا، وعملوا بأمرنا، تعرف

الرهبانيّة في وجوههم، يصبحون في غير ما الناس فيه، ويمسون في غير ما الناس

فيه، يجأرون إلي اللّه في إصلاح الأُمّة بنا، وإن يبعثنا اللّه رحمة للضعفاء والعامّة.

يا عبد اللّه! أولئك شيعتنا، وأولئك منّا، وأولئك حزبنا، وأولئك أهل ولايتنا[291].

(3965) 10 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: يروي عن موسي بن جعفر الكاظم عليهماالسلام،

عن آبائه عليهم السلام، قال: إذا أمسيت صائما، فقل عند إفطارك : «اللّهمّ لك صمت، وعلي

رزقك أفطرت ، وعليك توكّلت».

يكتب لك أجر من صام ذلك اليوم[292].

(3966) 11 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس رحمه الله:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه، عن حصين بن مخارق

، عن الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قوله عزّ وجلّ:

«الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ الزَّكَوةَ وَ أَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ

وَ نَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ»[293]، قال: نحن هم [294].

(3967) 12 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: قال محمّد بن العبّاس رحمه الله:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن حصين بن

مخارق، عن أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، في قوله

عزّ و جلّ: «فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي»[295].

قال: مودّتنا أهل البيت [296].

(3968) 13 ـ الحسكانيّ رحمه الله: حدّثني الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه الله، قال: أخبرنا عمر

بن أحمد بن عثمان الواعظ ببغداد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال:

حدّثنا أحمد بن الحسين الخزّاز ، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا أبي حصين بن مخارق

، عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمعن

طوبي؟

قال: هي شجرة أصلها في داري ، وفرعها علي أهل الجنّة.

ثمّ سئل عنها مرّة أخري؟

فقال: هي في دار عليّ عليه السلام.

فقيل له: في ذلك؟

فقال: إنّ داري ودار عليّ في الجنّة بمكان واحد.

و[ مثله ورد أيضا] في [ التفسير] العتيق[297].

(3969) 14 ـ الحسكانيّ رحمه الله: أخبرنا أبو نصر المفسّر ، حدّثنا عمّي أبو حامد

إملاءا، سنة خمسين وثلاث مائة، وحدّثني أبو العبّاس أحمد بن هارون الفقيه ،

حدّثنا أبو العبّاس موسي بن عبد المؤمن البستيّ ، [قال: ]حدّثنا جعفر بن مسافر

التنيسيّ ، حدّثنا عمرو بن زياد الباهليّ ، حدّثنا موسي بن جعفر، عن أبيه، عن

آبائه عليهم السلام في قوله [تعالي]: «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُو ـ أبو بكر الصدّيق

أَشِدَّآءُ عَلَي الْكُفَّارِ ـ عمر بن الخطّاب ـ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ـ عثمان بن عفّان ـ تَرَلـهُمْ

رُكَّعًا سُجَّدًا ـ عليّ بن أبي طالب ـ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَ نًا ـ طلحة والزبير

ـ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ»[298] عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي

وقّاص[299].

(3970) 15 ـ اليعقوبي: وقيل لموسي بن جعفر عليهماالسلام، وهو في الحبس: لو كتبت إلي

فلان يكلّم فيك الرشيد؟

فقال: حدّثني أبي، عن آبائه عليهم السلام: إنّ اللّه عزّ وجلّ أوحي إلي داود عليه السلام: يا

داود! إنّه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني عرفت ذلك منه إلاّ

وقطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته[300].

پاورقي

[275] الإخلاص: 112/1.

[276] القدر: 97/1.

[277] الأمالي: 485، ح 10.

عنه البحار: 89/262، ح 2، و327، ح 2، قطعة منه، والبرهان: 1/245، ح 5.

الدعوات للراونديّ: 110، ح 245.

عنه البحار: 89/261، ح 56، وومستدرك الوسائل: 4/332، ح 4808، قطعة منه.

[278] في البحار: إنّك تدعين للناس، ولا تدعين لنفسك، وفي المستدرك: إنّك تدعو للناس، ولا

تدعو لنفسك.

[279] علل الشرائع: ب 145/182 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 7/113 ح 8885، والبحار:

43/82 ح 4.

[280] الأنبياء: 21/30.

[281] الملك: 67/3 و4.

[282] طبّ الأئمّة: 133 س 17. عنه البحار: 92/41 ح 1.

[283] تهذيب الأحكام: 7/352 ح 1433. عنه وسائل الشيعة: 21/118 ح 26674.

مسائل عليّ بن جعفر: 278 ح 699.

[284] تهذيب الأحكام: 5/267 ح 912. عنه وسائل الشيعة: 14/63 ح 18591.

الاستبصار: 2/298 ح 1066.

مسائل عليّ بن جعفر: 271 ح 666.

[285] الاحتجاج: 1/449 ح 104. عنه البحار: 22/284 ح 47، 328 ح 35، قطعتان منه،

و29/419 ح 2، ومستدرك الوسائل: 11/74 ح 12460.

[286] الحديد: 57/ 22 و23.

[287] الحديد: 57/21.

[288] النور: 24/40.

[289] الاحتجاج: 2/104 ح 169.

مثير الأحزان: 87 س 2 مرسلاً. عنه وعن الاحتجاج، البحار: 45/110 س 4، وكذا عن

كتاب الملهوف للسيّد ابن طاووس رحمه الله.

[290] النوادر: 152، ح 223. عنه مستدرك الوسائل: 3/206، ح 3377، و11/370، ح13290، و12/56، ح 13499، و183 ح 13831، و16/45 ح 19089، و302، ح

19953، قِطع منه، والبحار: 22/310، ح 12، و67/128، ح 15، و69/198 س 8، قطعة منه.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 62، س 8، بتفاوت.

[291] مشكاة الأنوار: 63، س 20.

[292] إقبال الأعمال: 396، س 1. عنه البحار: 95/15، س 14، ضمن ح 2.

[293] الحجّ: 22/41.

[294] تأويل الآيات الظاهرة: 337 س 17. عنه البحار: 24/164 ح 7، والبرهان: 1/95 ح 3.

[295] البقرة: 2/256.

[296] تأويل الآيات الظاهرة: 432، س 9. عنه البحار: 24/85 ح 7، والبرهان: 3/278 ح 1.

المناقب: 4/2 س 16. عنه البحار: 24/84 ح 4، ونور الثقلين: 1/263 ح 1054.

[297] شواهد التنزيل: 1/396 ح 417. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 240، س 7، والبحار:

8/87، س 24.

مجمع البيان: 3/291، س 29. عنه البرهان: 2/293 ح 13.

المناقب لابن شهر آشوب: 3/234، س 19، بتفاوت يسير. عنه البحار: 39/226، س 3، ضمن ح 1.

[298] الفتح: 48/29.

[299] شواهد التنزيل: 2/254 ح 888.

كشف الغمّة: 1/322، س 9، باخنصار. عنه البحار: 36/187 ح 188.

إحقاق الحقّ: 3/416، س 5، مرسلاً.

[300] تاريخ اليعقوبي: 2/414، س 17.