بازگشت

(د) ـ ما رواه عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري


1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلامقال:

كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من

اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي أهل الأرض؟ قال لهم:

نعم ...

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال:

اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت ... قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات

اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟

قلت: ... من ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم

الخندق يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ عليه السلام يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي

فأخبرتها فقالت: ما عندنا إلاّ هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.

قال: فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّي إذا أدرك، أتي

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاما فائتني أنت ومن أحببت، فشبك

أصابعه في يده، ثمّ نادي: ألا إنّ جابرا يدعوكم إلي طعامه.

فأتي أهله مذعورا خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت:

أنت دعوتهم، أم هو؟

قال: هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت علي الشوارع،

وأمره أن يجمع التواري ـ يعني قصاعا كانت من خشب ـ والجفان، ثمّ قال: ما

عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا

وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئا

حتّي شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي

عندهم أيّاما ... [334].

(3986) 2 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه ، قال:

حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن

أحمد بن الحسن ، قال: حدّثنا موسي بن إبراهيم المروزيّ ، قال: حدّثنا موسي بن

جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن جدّه محمّد الباقر عليهم السلام، عن جابر بن عبد اللّه

الأنصاريّ ، قال: لمّا زوّج رسول اللّه فاطمة من عليّ أتاه أُناس من قريش ، فقالوا:

إنّك زوّجت عليّا بمهر قليل!

فقال: ما أنا زوّجت عليّا، ولكنّ اللّه زوّجه ليلة أُسري بي إلي السماء، فصرت

عند سدرة المنتهي ، أوحي اللّه إلي السدرة: أن انثري ما عليك، فنثرت الدرّ

والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهنّ يتهادينه ويتفاخرن به،

ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمّد.

فلمّا كانت ليلة الزفاف، أتي النبيّ ببغلته الشهباء، وثني عليها قطيفة، وقال

لفاطمة: اركبي. وأمر سلمان أن يقودها، والنبيّ يسوقها.

فبيناهم في بعض الطريق إذ سمع النبيّ وجبة، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا من

الملائكة ، وميكائيل في سبعين ألفا، فقال النبيّ: ما أهبطكم إلي الأرض؟!

قالوا: جئنا نزفّ فاطمة إلي زوجها عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فكبّر جبرئيل وميكائيل، وكبّرت الملائكة، وكبّر رسول اللّه، فوقع التكبير علي

العرائس من تلك الليلة.

قال عليّ عليه السلام: ثمّ دخل إلي منزله، فدخلت إليه، ودنوت منه، فوضع كفّ فاطمة

الطيّبة في كفّي، وقال: ادخلا المنزل، ولا تحدثا أمرا حتّي آتيكما.

قال عليّ: فدخلت أنا وهي المنزل، فما كان إلاّ أن دخل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وبيده

مصباح، فوضعه في ناحية المنزل، ثمّ قال: يا عليّ! خذ في ذلك القعب[335] ماء من تلك

الشكوة[336].

قال: ففعلت، ثمّ أتيته به، فتفل فيه صلي الله عليه و آله وسلم تفلات، ثمّ ناولني القعب، فقال: اشرب،

فشربت.

ثمّ رددته إلي رسول اللّه، فناوله فاطمة، ثمّ قال: اشربي حبيبتي! فجرعت منه

ثلاث جرعات، ثمّ ردّته إلي أبيها، فأخذ ما بقي من الماء، فنضحه علي صدري

وصدرها، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ »[337] إلي آخر الآية.

ثمّ رفع يديه وقال: «يا ربّ! إنّك لم تبعث نبيّا إلاّ وقد جعلت له عترة، اللّهمّ

فاجعل عترتي الهادية من عليّ وفاطمة»، ثمّ خرج.

قال عليّ: فبتّ بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلمّا أن كان في آخر السحر

أحسست بحسّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلممعنا، فذهبت لأنهض، فقال لي: مكانك يا عليّ!

أتيتك في فراشك، رحمك اللّه! فأدخل صلي الله عليه و آله وسلم رجليه معنا في الدثار، ثمّ أخذ مدرعة

كانت تحت رأس فاطمة، ثمّ استيقظت فاطمة فبكي، وبكت، وبكيت لبكائهما، فقال

لي: ما يبكيك؟ يا عليّ!

قال: قلت: فداك أبي وأُمّي! لقد بكيت وبكت فاطمة، فبكيت لبكائكما.

قال: نعم، أتاني جبرئيل فبشّرني بفرخين يكونان لك، ثمّ عزّيت بأحدهما،

وعرفت أنّه يقتل غريبا عطشانا.

فبكت فاطمة حتّي علا بكاؤها، ثمّ قالت: يا أبه! لِمَ يقتلوه؟ وأنت جدّه، وأبوه

عليّ، وأنا أُمّه.

قال: يا بنيّة! لطلبهم الملك، أما إنّه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلاّ علي يد المهديّ

من ولدك.

يا عليّ! من أحبّك وأحبّ ذرّيّتك فقد أحبّني، ومن أحبّني أحبّه اللّه، ومن

أبغضك وأبغض ذرّيّتك فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه اللّه، وأدخله النار[338].

(3987) 3 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل ، قال: حدّثنا

محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربيّ ، قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم

الحضرميّ، قال: حدّثنا عمرو بن معمّر ، قال: حدّثنا عليّ بن جعفر ، عن أخيه

موسي، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

بعث النبيّ صلي الله عليه و آله وسلمخالد بن الوليد واليا علي صدقات بني المصطلق ، حيّ من

خزاعة، وكان بينه وبينهم في الجاهليّة ذحل، فأوقع بهم خالد، فقتل منهم واستاق

أموالهم، فبلغ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم ما فعل، فقال: «اللّهمّ! إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد»؛

وبعث إليهم عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بمال، وأمره أن يؤدّي إليهم ديات

من قتل من رجالهم.

فانطلق عليّ عليه السلام فأدّي إليهم ديات رجالهم، وما ذهب لهم من أموالهم، وبقي معه

من المال زُعبة، فقال لهم: هل تفقدون شيئا من أموالكم، وأمتعتكم؟

فقالوا: ما نفقد شيئا إلاّ ميلغة كلابنا، فدفع إليهم ما بقي من المال.

فقال: هذا لميلغة كلابكم، وما أُنسيتم من متاعكم.

وأقبل إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: ما صنعت؟

فأخبره حتّي أتي علي حديثهم، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: أرضيتني رضي اللّه عنك،

يا عليّ! أنت هادي أُمّتي، ألا إنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّك وأخذ بطريقتك، ألا

إنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من خالفك ورغب عن طريقك إلي يوم القيامة[339].

(3988) 4 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا

الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصريّ ، قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبريّ ،

قال: حدّثنا موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ عليهم السلام،

عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: صلّي بنا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يوما صلاة الفجر

، ثمّ انفتل وأقبل علينا يحدّثنا ، فقال: أيّها الناس! من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر،

ومن فقد القمر فليتمسّك بالفرقدين.

قال: فقمت أنا وأبو أيّوب الأنصاريّ ومعنا أنس بن مالك ، فقلنا: يا رسول اللّه!

من الشمس؟

قال: أنا، فإذا هو صلي الله عليه و آله وسلم ضرب لنا مثلاً، فقال: إنّ اللّه تعالي خلقنا وجعلنا بمنزلة

نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس، فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر.

قلنا: فمن القمر؟

قال: أخي ووصيّي ووزيري، وقاضي ديني، وأبو ولدي، وخليفتي في أهلي، عليّ

ابن أبي طالب.

قلنا: فمن الفرقدان؟

قال: الحسن والحسين، ثمّ مكث مليّا، وقال: فاطمة هي الزهرة، وعترتي أهل

بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض[340].

(3989) 5 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: حدّثنا محمّد بن أحمد ، قال: حدّثنا أحمد بن

الحسين قال: حدّثنا الحسن بن دينار ، عن عبد اللّه بن موسي ، عن أبيه، عن جدّه

جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليهم السلام، عن جابر بن عبد اللّه

الأنصاريّ رحمة اللّه عليه، قال: خرج علينا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يوما، ونحن في

مسجده ، فقال: من هيهنا؟

فقلت: أنا، يا رسول اللّه! وسلمان الفارسيّ .

فقال: يا سلمان! إذهب، فادع لي مولاك، عليّ بن أبي طالب.

قال جابر: فذهب سلمان ينبدر، حتّي أخرج عليّا عليه السلام من منزله، فلمّا دني من

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قام فخلا به، أوطال مناجاته، ورسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلميقطر عرقا،

كهيئة اللؤلؤ، ويتهلّل حسنا.

ثمّ انصرف رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من مناجاته وجلس، فقال له: أسمعت، يا عليّ!

ووعيت؟

قال: نعم، يا رسول اللّه!

قال جابر: ثمّ التفت إليّ، وقال: يا جابر! أدع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن

عوف الزهريّ .

قال جابر: فذهبت مسرعا فدعوتهم، فلمّا حضروا، قال: يا سلمان! اذهب إلي

منزل أُمّك، أُمّ سلمة، فأتني ببساط الشعر الخيبريّ.

قال جابر: فذهب سلمان، فلم يلبث أن جاء بالبساط، فأمر رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

سلمان فبسطه، ثمّ قال لأبي بكر وعمر وعبد الرحمن: إجلسوا علي البساط، فجلسوا

كما أمرهم.

ثمّ خلا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم سلمان، فلمّا جائه أسرّ إليه شيئا، ثمّ قال له: إجلس في

الزاوية الرابعة، فجلس سلمان ثمّ أمر عليّا عليه السلام أن يجلس في وسطه، ثمّ قال له: قل ما

أمرتك، فوالذي بعثني بالحقّ نبيّا! لو شئت قلت علي الجبل لسار.

فحرّك عليّ عليه السلامشفتيه، قال جابر: فاختلج البساط، فمرّ بهم.

قال جابر: فسألت سلمان، فقلت: أين مرّ بكم البساط؟

قال: واللّه! ما شعرنا بشيء حتّي انقضّ بنا البساط في ذروة جبل شاهق، وصرنا

إلي باب كهف.

قال سلمان: فقمت، وقلت لأبي بكر: يا أبا بكر! أمرني رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمأن

نصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم اللّه في محكم كتابه.

فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلي صوته، فلم يجبه أحد.

ثمّ قلت لعمر: أن تصرخ بهم، فقام فصرخ بأعلي صوته، فلم يجبه أحد.

ثمّ قلت لعبد الرحمن: قم، فاصرخ بهم، كما صرخ أبو بكر وعمر، فقام وصرخ

فلم يجبه أحد، ثمّ قمت أنا وصرخت بهم بأعلي صوتي، فلم يجبني أحد.

ثمّ قلت لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: قم، يا أبا الحسن! واصرخ في هذا الكهف، فإنّه

أمرني رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أن آمرك كما أمرتهم.

فقام عليّ عليه السلام، فصاح بهم بصوت خفيّ، فانفتح باب الكهف، ونظرنا إلي داخله

يتوقّد نورا، ويأتلق إشراقا، وسمعنا صيحة، ووجبة شديدة.

فملئنا رعبا، وولّي القوم هاربين، فناداهم: مهلاً يا قوم! ارجعوا، فرجعوا وقالوا:

ما هذا، يا سلمان؟!

قلت: هذا الكهف الذي وصفه اللّه جلّ وعزّ في كتابه، والذين نراهم، هم الفتية

الذين ذكرهم اللّه عزّ وجلّ، وهم الفتية المؤمنون ـ وعليّ عليه السلام واقف يكلّمهم ـ

فعادوا إلي موضعهم.

قال سلمان: وأعاد عليّ عليه السلام، فسلّم عليهم، فقالوا كلّهم: وعليك السلام ورحمة

اللّه وبركاته، وعلي محمّد رسول اللّه خاتم النبوّة، منّا السلام، أبلغه منّا السلام، وقل

له: قد شهدوا لك بالنبوّة التي أمرنا قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة، ولك يا عليّ!

بالوصيّة.

فأعاد عليّ عليه السلام سلامه عليهم. فقالوا كلّهم: وعليك، وعلي محمّد منّا السلام،

نشهد بأنّك مولانا، ومولي كلّ من آمن بمحمّد.

قال سلمان: فلمّا سمع القوم، أخذوا بالبكاء وفزعوا، واعتذروا إلي

أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقاموا كلّهم إليه، يقبّلون رأسه ويقولون: قد علمنا ما أراد

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، ومدّوا أيديهم، وبايعوه بإمرة المؤمنين، وشهدوا له بالولاية بعد

محمّد صلي الله عليه و آله وسلم.

ثمّ جلس كل واحد مكانه من البساط، وجلس عليّ عليه السلام في وسطه، ثمّ حرّك

شفتيه فاختلج البساط، فلم ندر كيف مرّ بنا في البرّام في البحر، حتّي انقضّ بنا علي

باب مسجد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

قال: فخرج إلينا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم فقال: كيف رأيتم، يا أبا بكر؟!

قالوا: نشهد يا رسول اللّه! كما شهد أهل الكهف، ونؤمن كما آمنوا.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: اللّه أكبر، لا تقولوا: «سُكِّرَتْ أَبْصَـرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْم ٌ

مَّسْحُورُونَ»[341]، ولا تقولوا: «يَوْمَ الْقِيَـمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَـفِلِينَ »[342].

واللّه! لئن فعلتم لتعتدون «وَ مَا عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلَـغُ الْمُبِينُ »[343]، وإن

لم تفعلوا تختلفوا، ومن وفي وفي اللّه له، ومن يكتم ما سمعه فعلي عقبيه ينقلب، ولن

يضرّ اللّه شيئا، أفبعد الحجة والمعرفة والبيّة خلف.

والذي بعثني بالحقّ نبيّا! لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته، فبايعوه، وأطيعوه

بعدي، ثمّ تلا هذه الآية: «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ

وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ»[344]، يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

قالوا: يا رسول اللّه! قد بايعناه، وشهد علينا أهل الكهف.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: إن صدقتم فقد أسقيتم ماء غدقا، وأكلتم من فوقكم ومن تحت

أرجلكم، «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا»[345]، وتسلكون طرق بني إسرائيل، فمن تمسّك

بولاية عليّ عليه السلام لقيني يوم القيامة، وأنا عنه راض.

قال سلمان: والقوم ينظر بعضهم إلي بعض، فأنزل اللّه هذه الآية، في ذلك اليوم:

«أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَلـهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّـمُ الْغُيُوبِ»[346].

قال سلمان: فاصفرّت وجوههم ينظر كل واحد إلي صاحبه، فأنزل اللّه هذه

الآية: «يَعْلَمُ خَآلـءِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ»[347].

فكان ذهابهم إلي الكهف، ومجيئهم من زوال الشمس إلي وقت العصر[348].

پاورقي

[334] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

[335] القَعْب: قدح ضخم غليظ. المعجم الوسيط: 748.

[336] الشَكْوَة: وعاء صغير للماء واللبن، يتّخد من جلد، وقد يستعمل لتبريد الماء. المصدر: 492.

[337] الأحزاب: 33/33.

[338] دلائل الإمامة: 100 ح 30. عنه مدينة المعاجز: 2/346 ح 593، ومستدرك الوسائل:

14/196 ح 16494. نوادر المعجزات: 94 ح 14.

الأمالي للطوسيّ: 257 ح 464، قطعة منه. عنه البحار: 43/104 ح 15، و100/274 ح 31، وحلية الأبرار: 1/186 ح 5.

من لا يحضره الفقيه: 3/253 ح 1202، وفيه: روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ ... ، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 20/92 ح 25116.

[339] الأمالي: 498 ح 1093. عنه البحار: 21/143 ح 6.

[340] الأمالي: 516 ح 1131. عنه البحار: 24/75 ح 11، وإثبات الهداة: 1/560 ح 412.

[341] الحجر: 15/15.

[342] الأعراف: 7/172.

[343] النور: 24/54.

[344] النساء: 4/59.

[345] الأنعام: 6/65.

[346] التوبة: 9/78.

[347] غافر: 40/19 و20.

[348] اليقين بإمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 376، س 7. عنه وعن سعد السعود، البحار: 39/138، ح

5.

سعد السعود: 113، س 24.

نوادر عليّ بن أسباط، المطبوع ضمن الأُصول السّة عشر: 128، س 14، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 57/124 ح 14.

بحار الأنوار: 38/137 ح 3، عن الخرائج والجرائح، مرسلاً وباختصار، ولم نعثر عليه فيه.