بازگشت

الفرق الضالّة


الأوّل ـ الواقفة:

(4044) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: محمّد بن الحسن البراثيّ ، قال: حدّثني أبو عليّ

الفارسيّ ، قال: حدّثني عَبْدُوس الكوفيّ ، عمّن حدّثه، عن الحكم بن مسكين ، قال:

وحدّثني بذلك إسماعيل بن محمّد بن موسي بن سلام ، عن الحكم بن عيص ، قال:

دخلت مع خالي سليمان بن خالد علي أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال: يا سليمان! من هذا

الغلام؟

فقال: ابن أُختي. فقال: هل يعرف هذا الأمر؟

فقال: نعم. فقال: الحمد للّه الذي لم يخلقه شيطانا.

ثمّ قال: يا سليمان! عوّذ باللّه ولدك من فتنة شيعتنا !

فقلت: جعلت فداك! وما تلك الفتنة؟

قال: إنكارهم الأئمّة وغرضهم علي ابني موسي عليه السلام، قال: ينكرون موته،

ويزعمون أن لا إمام بعده أولئك شرّ الخلق[446].

الثاني والثالث ـ الغلاة والواقفة:

(4045) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: محمّد بن الحسن البراثيّ، قال: حدّثني أبو عليّ،

قال: حدّثني أبو القاسم الحسين بن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن عمّه، عن جدّه عمر

بن يزيد ، قال: دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السلام، فحدّثني مليّا في فضائل الشيعة.

ثمّ قال: إنّ من الشيعة بعدنا من هم شرّ من النصّاب .

قلت: جعلت فداك! أليس ينتحلون حبّكم، ويتولّونكم، ويتبرّؤون من عدوّكم؟

قال: نعم، قال: قلت: جعلت فداك! بيّن لنا نعرفهم، فلعلّنا منهم.

قال: كلاّ يا عمر! ما أنت منهم إنّما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسي عليه السلام[447].

(4046) 2 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن

موسي ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد البزّاز ، قال: لقيني مرّة إبراهيم بن أبي سَمّال ،

قال: فقال لي: يا أبا حفص! ما قولك؟

قال: قلت: قولي الذي تعرف.

قال: فقال: يا أبا جعفر! إنّه ليأتي عليّ تارة ما أشكّ في حياة أبي الحسن عليه السلام

وتارة (يأتي)[448] عليّ وقت ما أشكّ في مضيّه، ولئن كان قد مضي، فما لهذا الأمر أحد

إلاّ صاحبكم.

قال الحسن: فمات علي شكّه.

وبهذا الإسناد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن أسيد ، قال: لمّا كان من أمر

أبي الحسن عليه السلام ما كان، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال فنأتي أحمد ابنه.

قال: فاختلفا إليه زمانا، فلمّا خرج أبو السرايا، خرج أحمد بن أبي الحسن معه،

فأتينا إبراهيم وإسماعيل، فقلنا لهما: إنّ هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟

قال: فأنكرا ذلك من فعله، ورجعا عنه، وقالا: أبو الحسن حيّ نثبت علي الوقف،

قال أبو الحسن: وأحسب هذا، يعني إسماعيل مات علي شكّه[449].

(4047) 3 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: قالوا: إنّ محمّد بن بَشير لمّا مضي

أبو الحسن عليه السلام، ووقف عليه الواقفة جاء محمّد بن بشير، وكان صاحب شَعْبذة[450]

ومخاريق[451] معروفا بذلك، فادّعي أنّه يقول بالوقف علي موسي بن جعفر عليهماالسلام، وأنّ

موسي عليه السلامهو كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا، يتراءي لأهل النور بالنور،

ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالإنسانيّة والبشريّة اللحمانيّة.

ثمّ حجب الخلق جميعا عن إدراكه، وهو قائم بينهم موجود كما كان، غير أنّهم

محجوبون عنه و عن إدراكه كالذي كانوا يدركونه.

وكان محمّد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد، وله أصحاب قالوا:

إنّ موسي بن جعفر لم يمت، ولم يحبس، وأنّه غاب واستتر، وهو القائم المهديّ ، وأنّه

في وقت غيبته استخلف علي الأُمّة محمّد بن بشير، وجعله وصيّه وأعطاه خاتمه

وعلمه وجميع ما تحتاج إليه رعيّته من أمر دينهم ودنياهم، وفوّض إليه جميع أمره

وأقامه مقام نفسه، فمحمّد بن بشير الإمام بعده[452].

(4048) 4 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حدّثني محمّد بن قولويه ، قال: حدّثني سعد بن

عبد اللّه القمّيّ ، قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عُبَيد ، عن عثمان بن عيسي الكلابيّ

أنّه سمع محمّد بن بشير يقول: الظاهر من الإنسان آدم، والباطن أزليّ.

وقال: إنّه كان يقول: بالإثنين، وإنّ هِشام بن سالم ناظره عليه، فأقرّ به

ولم ينكره، وإنّ محمّد بن بشير لمّا مات أوصي إلي ابنه سميع بن محمّد ، فهو الإمام،

ومن أوصي إليه سميع فهو إمام مفترض الطاعة علي الأُمّة إلي وقت خروج موسي

بن جعفر عليهماالسلاموظهوره، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم، وغير ذلك ممّا

يتقرّبون به إلي اللّه تعالي، فالفرض عليهم[453] أداؤه إلي أوصياء محمّد بن بشير إلي

قيام القائم.

وزعموا أنّ عليّ بن موسي عليهماالسلام وكلّ من ادّعي الإمامة من ولده وولد

موسي عليه السلام فمبطلون كاذبون غير طيّبي الولادة، فنفوهم عن أنسابهم، وكفّروهم

لدعواهم الإمامة، وكفّروا القائلين بإمامتهم، واستحلّوا دماءهم وأموالهم.

وزعموا أنّ الفرض عليهم من اللّه تعالي إقامة الصلوات الخمس، وصوم شهر

رمضان ، وأنكروا الزكاة والحجّ وسائر الفرائض، وقالوا: بإباحة المحارم والفروج

والغلمان، واعتلّوا في ذلك بقول اللّه تعالي، «أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَ إِنَـثًا»[454]، وقالوا

بالتناسخ، والأئمّة عندهم واحدا واحدا، إنّما هم منتقلون من قرن إلي قرن[455]،

والمواسات بينهم واجبة في كلّ ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك.

وكلّما أوصي به رجل في سبيل اللّه فهو لسميع بن محمّد وأوصيائه من بعده،

ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة ، وهم أيضا قالوا بالحلال[456].

وزعموا أنّ كلّ من انتسب إلي محمّد فهم بيوت وظروف، وأنّ محمّدا هو ربّ حلّ

في كلّ من انتسب إليه، وأنّه لم يلد ولم يولد، وأنّه محتجب في هذه الحجب. وزعمت

هذه الفرقة والمخمّسة [457] والعلياويّة وأصحاب أبي الخطّاب أنّ كلّ من انتسب إلي

أنّه من آل محمّد عليهم السلام فهو مبطل في نسبه، مفتر علي اللّه كاذب.

وأنّهم الذين قال اللّه تعالي فيهم إنّهم يهود ونصاري، في قوله: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ

وَالنَّصَـرَي نَحْنُ أَبْنَـؤُاْ اللَّهِ وَأَحِبَّـؤُهُو قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ

مِّمَّنْ خَلَقَ»[458]، محمّدٌ في مذهب الخطّابيّة ، وعليّ في مذهب العلياويّة، فهم ممّن خلق

هذان، كاذبون فيما ادّعوا من النسب إذ كان محمّد عندهم، وعليّ[459] هو ربّ لا يلد

ولا يولد ولا يستولد تعالي اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا.

وكان سبب قتل محمّد بن بشير لعنه اللّه أنّه كان معه شعبذة ومخاريق، فكان يظهر

للواقفة أنّه ممّن وقف علي عليّ بن موسي عليهماالسلام.

وكان يقول في موسي بالربوبيّة، ويدّعي لنفسه أنّه نبيّ.

وكان عنده صورة قد عملها، وأقامها شخصا، كأنّه صورة أبي الحسن عليه السلامفي

ثياب حرير، وقد طلاها بالأدوية، وعالجها بحيل عملها فيها، حتّي صارت شبيها

بصورة إنسان، وكان يطويها، فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.

وكان يقول لأصحابه: إنّ أبا الحسن عليه السلام عندي فإن أحببتم أن تروه وتعلموا أنّي

نبيّ، فهلمّوا أعرضه عليكم، فكان يدخلهم البيت والصورة مطويّة معه، فيقول لهم:

هل ترون في البيت مقيما، أو ترون فيه غيري وغيركم؟

فيقولون: لا، وليس في البيت أحد.

فيقول: اخرجوا، فيخرجون من البيت، فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه

وبينهم، ثمّ يقدّم تلك الصورة، ثمّ يرفع الستر بينه وبينهم، فينظرون إلي صورة قائمة

وشخص كأنّه شخص أبي الحسن، لا ينكرون منه شيئا، ويقف هو منه بالقرب

فيريهم من طريق الشعبذة أنّه يكلّمه ويناجيه، ويدنو منه كأنّه يسارّه، ثمّ يغمزهم

أن يتنحّوا، فيتنحّون، ويسبل الستر بينه وبينهم، فلا يرون شيئا.

وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها، فهلكوا بها فكانت

هذه حاله مدّة حتّي رفع خبره إلي بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممّن كان

بعده من الخلفاء، وأنّه زنديق فأخذه وأراد ضرب عنقه، فقال: يا أمير المؤمنين!

استبقني، فإنّي أتّخذ لك أشياء يرغب الملوك فيها، فأطلقه.

فكان أوّل ما اتّخذ له الدوالي فإنّه عمد إلي الدوالي فسوّاها وعلّقها، وجعل

الزيبق بين تلك الألواح، فكانت الدوالي تمتلئ من الماء، وتميل الألواح، وينقلب

الزيبق من تلك الألواح فيتّبع الدوالي لهذا.

فكانت تعمل من غير مستعمل لها، وتصبّ الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع

أشياء عملها يضاهي اللّه بها في خلقه الجنّة، فقوّاه وجعل له مرتبة، ثمّ إنّه يوما من

الأيّام انكسر بعض تلك الألواح، فخرج منها الزيبق، فتعطّلت فاستراب أمره،

وظهر عليه التعطيل والإباحات.

وقد كان أبو عبد اللّه وأبو الحسن عليهماالسلام يدعوان اللّه عليه، ويسألان أن يذيقه

حرّ الحديد، فأذاقه اللّه حرّ الحديد بعد أن عذّب بأنواع العذاب.

قال أبو عمرو: وحدّث بهذه الحكاية محمّد بن عيسي العبيديّ رواية له وبعضها

عن يونس بن عبد الرحمن ، وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلّم منه بعض تلك

المخاريق، فصار داعية إليه من بعده[460].

(4049) 5 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حدّثني محمّد بن قُولُوَيه ، قال: حدّثني سعد بن

عبد اللّه القمّيّ ، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه المسمعيّ ، قال: حدّثني عليّ بن حديد

المدائنيّ ، قال: سمعت من سأل أبا الحسن الأوّل عليه السلام، فقال: إنّي سمعت محمّد بن بشير

، يقول: إنّك لست موسي بن جعفر الذي أنت إمامنا وحجّتنا، فيما بيننا وبين اللّه

تعالي.

قال: فقال: لعنه اللّه ثلاثا، أذاقه اللّه حرّ الحديد ، قتله اللّه أخبث ما يكون من

قتلة.

فقلت له: جعلت فداك! إذا أنا سمعت ذلك منه، أو ليس حلال لي دمه مباح، كما

أبيح دم السابّ لرسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وللإمام عليه السلام؟

فقال: نعم، حلّ واللّه ! دمه، وإباحة لك ولمن سمع ذلك منه.

قلت: أوَليس هذا بسابّ لك؟

قال: هذا سابّ للّه، وسابّ لرسول اللّه، وسابّ لآبائي، وسابّ لي، وأيّ سبّ

ليس يقصر عن هذا، ولا يفوقه هذا القول؟!

فقلت: أرأيت إذا أنا لم أخف أن أغمز بذلك بريئا، ثمّ لم أفعل ولم أقتله ما عليّ من

الوزر؟

فقال: يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره شيء.

أما علمت أنّ أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر اللّه ورسوله بظهر

الغيب، وردّ عن اللّه و عن رسوله صلي الله عليه و آله وسلم[461].

(4050) 6 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حمدويه وإبراهيم، قالا: حدّثنا محمّد بن

عثمان ، قال: حدّثنا أبو خالد السِجِسْتانيّ ، أنّه لمّا مضي أبو الحسن عليه السلاموقف عليه،

ثمّ نظر في نجومه فزعم أنّه قد مات، فقطع علي موته، وخالف أصحابه[462].

(4051) 7 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: محمّد بن الحسن البراثيّ ، قال: حدّثني أبو عليّ

الفارسيّ ، قال: حدّثني أبو القاسم الحسين بن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن عمّه، قال:

كان بدء الواقفة أنّه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما

كان يجب عليهم فيها، فحملوا إلي وكيلين لموسي عليه السلامبالكوفة ، أحدهما حيّان

السرّاج ، والآخر كان معه، وكان موسي عليه السلام في الحبس، فاتّخذا بذلك دورا وعقدا

العقود واشتريا الغلاّت.

فلمّا مات موسي عليه السلام وانتهي الخبر إليهما أنكرا موته، وأذاعا في الشيعة أنّه

لا يموت لأنّه هوالقائم، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة، وانتشر قولهما في الناس

حتّي كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك المال إلي ورثة موسي عليه السلام، واستبان للشيعة

أنّهما قالا ذلك حرصا علي المال[463].

(4052) 8 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حدّثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، قالا:

حدّثنا محمّد بن عيسي ، عن عليّ بن الحكم ، عن المفضّل بن عمر ، أنّه كان يشير

أنّكما لمن المرسلين[464].

(4053) 9 ـ ابن بابويه القمّيّ رحمه الله: أحمد بن إدريس ، عن عبد اللّه بن محمّد بن

عيسي ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ،

قال: مات أبو الحسن عليه السلام، وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير، فكان ذلك

سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القنديّ سبعون ألف دينار، وعند

عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.

وكان أحد القوّام عثمان بن عيسي ، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير،

وستّ من الجواري.

قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام فيهنّ وفي المال.

فكتب إليه: إنّ أباك لم يمت، فكتب إليه: إنّ أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه ،

وقد صحّت الأخبار بموته، واحتجّ عليه.

فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء، وإن كان مات

فلم يأمرني بدفع شيء إليك، وقد اعتقت الجواري وتزوّجتهنّ[465].

(4054) 10 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار

وسعد بن عبد اللّه الأشعريّ جميعا، عن يعقوب بن يزيد الأنباريّ ، عن بعض

أصحابه، قال: مضي أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القنديّ سبعون ألف دينار، وعند

عثمان بن عيسي الرواسيّ ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه ب مصر.

فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام: أن احملوا ما قبلكم من المال ، وما كان اجتمع

لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإنّي وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا

عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم وكلام يشبه هذا.

فأمّا ابن أبي حمزة فإنّه أنكره ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القنديّ.

وأمّا عثمان بن عيسي، فإنّه كتب إليه: أنّ أباك صلوات اللّه عليه لم يمت، وهو حيّ

قائم، ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل، وأعمل علي أنّه قد مضي كما تقول، فلم يأمرني

بدفع شيء إليك، وأمّا الجواري فقد أعتقهنّ[466]، وتزوّجت بهنّ[467].

(4055) 11 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي عليّ بن حبشيّ بن قوني ، عن الحسين بن

أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، قال: كنت أري عند عمّي عليّ بن الحسن بن

فضّال شيخا من أهل بغداد ، وكان يهازل عمّي، فقال له يوما: ليس في الدنيا شرّ

منكم يا معشر الشيعة! - أو قال الرافضة - فقال له عمّي: ولم لعنك اللّه!؟

قال: أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السراج، قال لي لمّا حضرته الوفاة: أنّه كان

عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسي بن جعفر عليهماالسلام، فدفعت ابنه عنها بعد موته،

وشهدت أنّه لم يمت، فاللّه اللّه ! خلّصوني من النار، وسلّموها إلي الرضا عليه السلام، فو

اللّه ! ما أخرجنا حبّة، ولقد تركناه يصلي بها في نار جهنّم.

وإذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء كيف يوثق برواياتهم، أو يعوّل

عليها!؟[468].

(4056) 12 ـ رجب البرسيّ رحمه الله: والواقفة وقفوا عند موسي [ الكاظم عليه السلام]،

وقالوا: هو حيّ لم يمت، ولم يقتل، وأنّه يعود إليهم[469].

(4057) 13 ـ ابن شهر آشوب رحمه الله: ولمّا مات عليه السلام أخرجه السِنديّ، ووضعه علي

الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت،

فانظروا إليه.

وإنّما قال ذلك لاعتقاد الواقفة أنّه القائم، وجعلوا حبسه غيبة القائم، فنفر

بالسنديّ فرسه نفرة وألقاه في الماء، فغرق فيه، وفرّق اللّه جموع يحيي بن خالد [470].

الثالث ـ السبع ـ المرجئة، والقدريّة، والزيديّة، والمعتزلة، والخوارج:

(4058) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي ، عن أحمد بن محمّد بن

عيسي ، عن أبي يحيي الواسطيّ ، عن هِشام بن سالم ، قال:

كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه السلام أنا وصاحب الطاق ، والناس مجتمعون

علي عبد اللّه بن جعفر أنّه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق

والناس عنده، وذلك أنّهم رووا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: إنّ الأمر في الكبير ما

لم تكن به عاهة، فدخلنا عليه نسأله عمّا كنّا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟

فقال: في مائتين خمسة، فقلنا: ففي مائة؟

فقال: درهمان ونصف، فقلنا: واللّه ما تقول المرجئة هذا.

قال: فرفع يده إلي السماء، فقال: واللّه ما أدري ما تقول المرجئة،

قال: فخرجنا من عنده ضلاّلاً، لا ندري إلي أين نتوّجه أنا وأبو جعفر الأحول ،

فقعدنا في بعض أزقّة[471] المدينة باكين حياري لا ندري إلي أين نتوجّه ولا من

نقصد؟ ونقول: إلي المرجئة؟ إلي القدريّة ؟ إلي الزيديّة ؟ إلي المعتزلة؟ إلي الخوارج ؟

فنحن كذلك إذ رأيت رجلاً شيخا لا أعرفه يومي إليّ بيده، فخفت أن يكون عينا

من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلي من

اتّفقت شيعة جعفر عليه السلام عليه، فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت

للأحول: تنحّ، فإنّي خائف علي نفسي وعليك، وإنّما يريدني لا يريدك، فتنحّ عنّي لا

تهلك وتعين علي نفسك، فتنحّي غير بعيد وتبعت الشيخ، وذلك أنّي ظننت أنّي

لا أقدر علي التخلّص منه، فما زلت أتبعه وقد عزمت علي الموت حتّي ورد بي علي

باب أبي الحسن عليه السلام ثمّ خلاّني ومضي، فإذا خادم بالباب، فقال لي: ادخل رحمك

اللّه، فدخلت، فإذا أبو الحسن موسي عليه السلام، فقال لي ابتداء منه: لا إلي المرجئة، ولا

إلي القدريّة، ولا إلي الزيديّة ، ولا إلي المعتزلة، ولا إلي الخوارج، إليّ، إليّ.

فقلت: جعلت فداك، مضي أبوك؟

قال: نعم.

قلت: مضي موتا؟

قال: نعم.

قلت: فمن لنا من بعده؟

فقال: إن شاء اللّه أن يهديك هداك.

قلت: جعلت فداك، إنّ عبد اللّه يزعم أنّه من بعد أبيه.

قال: يريد عبد اللّه أن لا يعبد اللّه.

قال: قلت: جعلت فداك، فمن لنا من بعده؟

قال: إن شاء اللّه أن يهديك هداك.

قال: قلت: جعلت فداك، فأنت هو؟

قال: لا، ما أقول ذلك.

قال: فقلت في نفسي: لم أُصب طريق المسألة، ثمّ قلت له: جعلت فداك، عليك

إمام؟

قال: لا، فداخلني شيء لا يعلم إلاّ اللّه عزّ وجلّ إعظاما له وهيبةً أكثر ممّا

كان يحلّ بي من أبيه إذا دخلت عليه، ثمّ قلت له: جعلت فداك، أسألك عمّا كنت

أسأل أباك؟

فقال: سل تخبر ولا تذع، فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف.

قلت: جعلت فداك، شيعتك وشيعة أبيك ضلاّل، فألقي إليهم وأدعوهم إليك؟ وقد

أخذت عليّ الكتمان؟

قال: من آنست منه رشدا فألق إليه، وخذ عليه الكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح -

وأشار بيده إلي حلقه - قال: فخرجت من عنده، فلقيت أبا جعفر الأحول، فقال لي:

ما وراءك؟

قلت: الهدي، فحدّثته بالقصّة، قال: ثمّ لقينا الفضيل وأبا بصير فدخلا عليه، وسمعا

كلامه، وساءلاه وقطعا عليه بالإمامة، ثمّ لقينا الناس أفواجا، فكلّ من دخل عليه

قطع إلاّ طائفة عمّار وأصحابه، وبقي عبد اللّه لا يدخل إليه إلاّ قليل من الناس، فلمّا

رأي ذلك، قال: ما حال الناس؟

فأخبر أنّ هشاما صدّ عنك الناس، قال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد

ليضربوني[472].



صلي الله عليه و آلهقدس سرهعليهماالسلامعليهماالسلامعليهماالسلام

پاورقي

[446] رجال الكشّيّ:457، ح 866.

عنه البحار: 48/265، ح 24.

[447] رجال الكشّيّ: 459، ح 869. عنه البحار: 48/266، ح 27، وإثبات الهداة: 3/208، ح

113.

[448] ما بين القوسين عن نسخة، علي ما في هامش الأصل.

[449] رجال الكشّيّ: 471، ح 897، و898. عنه البحار: 49/222، ح 14، قطعة منه.

[450] الشَعْوَذَة: خفّة في اليد وأُخَذ كالسحر، يُري الشيء بغير ما عليه، أصله في رأي العين، وهو مُشعوِذ. المُشَعْبذ: المُشعوذ، وقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ. القاموس المحيط: 1/666.

[451] الِمخْراق: الرجل الحسن الجسم طال أو لم يطُل، والمتصرّف في الاُمور، و ... . القاموس المحيط: 3/329.

[452] رجال الكشّيّ: 477، ح 906. عنه البحار: 25/308، ح 75، مقدّمة البرهان: 63، س 9،

قطعة منه.

[453] في المصدر: «فالفرض عليه»، وما أثبتناه عن البحار.

[454] الشوري: 42/50.

[455] في نسخة: «من بدن إلي بدن».

القِرْن للإنسان: مثله في الشجاعة والشدّة والعلم وغيرذلك، ج أقران. والقَرْن من القوم: سيّدهم. المعجم الوسيط: 731.

[456] في نسخة: «بالحلول».

[457] في المصدر: «المجسّمة»، وما أثبتناه عن نسخة في الهامش.

[458] المائدة: 5/18.

[459] أي عليّ عند العلياويّة.

[460] رجال الكشّيّ: 478، ح 907. عنه البحار: 25/308، ح 76، قطعة منه، مقدّمة البرهان:

63، س 9، باختصار.

قطعة منه في ذمّ محمّد بن بشير.

[461] رجال الكشّيّ: 482، ح 908. عنه وسائل الشيعة: 28/217، ح 34598، والبحار:

25/312، ح 77، و76/224، ح 12، بتفاوت يسير، في جميعها.

قطعة منه في حكم من سبّ النبيّ أو الإمام عليهم السلام و(ذمّ محمّد بن بشير).

[462] رجال الكشّيّ: 612، ح 1139.

عنه البحار: 48/274، ح 35، و55/300، س 17.

[463] رجال الكشّيّ: 459، ح871.

عنه البحار: 48/266، س 12، ضمن، ح27.

[464] رجال الكشّيّ: 323، ح 588.

عنه البحار: 25/301، ح 66، وفي بيان العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: لعلّ الخطاب إلي الكاظم عليه السلام، فإنّعليّ بن الحكم من أصحابه، أي بدّعي أنّك وأباك من المرسلين.

[465] الإمامة والتبصرة: 75، ح 66.

رجال الكشّيّ: 598، ح 1120، قطعة منه.

عنه البحار: 48/252، ح 4.

علل الشرائع: ب 171/236، ح 2، بتفاوت.

عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/113، ح 3.

[466] في بعض النسخ: «فقد أعتقتُهنّ».

[467] الغيبة: 64، ح 67.

عنه البحار: 48/252، ح 4.

[468] الغيبة: 66، ح 69.

عنه البحار: 48/255، ح 9.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/336، س 7، بتفاوت يسير.

[469] مشارق أنوار اليقين: 212، س 4.

[470] المناقب: 4/328، س 11.

[471] الزُقاق: الطريق الضيّق نافذا أو غير نافذ. ج أزِقَّة. المعجم الوسيط: 396.

[472] الكافي: 1/351، ح 7.

عنه مدينة المعاجز: 6/208، ح 1949، وإثبات الهداة: 3/173، ح 9، باختصار، وحلية

الأبرار: 4/207، ح 1، والوافي: 2/167، ح 621.

إعلام الوري: 2/16، س 1، بتفاوت يسير.

رجال الكشّيّ: 282، ح 502، وفيه: جعفر بن محمّد، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن نعمان، قال: حدّثني أبو يحيي، عن هشام بن سالم ... .

إكمال الدين وإتمام النعمة: 74، س 11، باختصار.

الخرائج والجرائح: 1/331، ح 23، بتفاوت، و2/730، ح 37، باختصار.

عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: 6/214، س 10، أشار إليه.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/290، س 16، قطعة منه.

عنه البحار: 47/345، ح 36، وحلية الأبرار: 4/213، ح 5، أشار إليه.

كشف الغمّة: 2/222، س 6، بتفاوت يسير.

دلائل الإمامة: 323، ح 275، بتفاوت.

عنه مدينة المعاجز: 6/211، ح 1960، وحلية الأبرار: 4/210، ح 2.

الإرشاد للمفيد: 291، س 7، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 47/343، ح 35.

الإمامة والتبصرة: 72، ح 61، بتفاوت يسير.

إثبات الوصيّة: 197، س 24، باختصار.

الصراط المستقيم: 2/192، ح 18، باختصار.

المستجاد من كتاب الإرشاد: 198، س 5، نحو ما في الإرشاد.