بازگشت

دعاوه في المناجاة، المسمي بدعاء الاعتقاد


الهي ان ذنوبي و كثرتها قد غيرت [1] وجهي عندك،

و حجبتني عن استيهال رحمتك، و باعدتني عن استنجاز مغفرتك.

و لو لا تعلقي بالائك، و تمسكي بالرجاء لما وعدت امثالي من المسرفين، و اشباهي من الخاطئين، بقولك: «يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم» [2] ، و حذرت القانطين من رحمتك، فقلت: «و من يقنط من رحمة ربه الا الضالون» [3] ، ثم ندبتنا برحمتك الي دعاءك، فقلت: «ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» [4] .

الهي لقد كان ذل الاياس علي مشتملا، و القنوط من رحمتك بي ملتحفا، الهي قد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا، و اوعدت المسي ء ظنه بك عقابا.اللهم و قد اسبل دمعي حسن ظني [5] بك في عتق رقبتي من النار، و تغمد زللي، و اقالة عثرتي، و قلت و قولك الحق، لا خلف له و لا تبديل: «يوم ندعوا كل اناس بامامهم» [6] ، ذلك يوم النشور اذا نفخ في الصور و بعثر ما في القبور. [7] .

اللهم اني اقر و اشهد و اعترف و لا اجحد، و اسر و اظهر، و اعلن و ابطن، بانك انت الله الذي لا اله الا انت وحدك لا شريك لك، و ان محمدا عبدك و رسولك، و ان عليا اميرالمؤمنين و سيد الوصيين و وارث علم النبيين، و قاتل المشركين و امام المتقين، و مبير المنافقين، و مجاهد الناكثين و القاسطين و المارقين، امامي و محجتي و من لا اثق بالاعمال و ان زكت، و لا اراها منجية و ان صلحت الا بولايته و الايتمام به، و الاقرار بفضائله، و القبول من حملتها، و التسليم لرواتها. اللهم و اقر باوصيائه من ابنائه، ائمة و حججا، و ادلة و سرجا، و اعلاما و منارا، و سادة و ابرارا، و ادين بسرهم و جهرهم، و باطنهم و ظاهرهم، و حيهم و ميتهم، و شاهدهم و غائبهم، لا شك في ذلك و لا ارتياب، و لا تحول عنه و لا انقلاب.

اللهم فادعني يوم حشري و حين نشري بامامتهم، و احشرني في زمرتهم، و اكتبني في اصحابهم، و اجعلني من اخوانهم، و انقدني بهم يا مولاي من حر النيران، فانك ان اعفيت منها كنت من الفائزين.

اللهم و قد اصبحت في يومي هذا، لا ثقة لي و لا مفزع، و لا ملجأ و لا ملتجأ غير من توسلت بهم اليك من ال رسولك صلي الله عليه: علي اميرالمؤمنين و سيدتي فاطمة الزهراء [8] و الحسن و الحسين و الائمة من ولدهم، و الحجة [9] المستورة من ذريتهم، المرجو للامة من بعدهم و خيرتك عليه و عليهم السلام. اللهم فاجعلهم حصني من المكاره، و معقلي من المخاوف، و نجني بهم من كل عدو طاغ و فاسق باغ [10] ، و من شر ما اعرف و ما انكر، و ما استتر علي و ما ابصر، و من شر كل دابة ربي اخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم.

اللهم توسلي اليك بهم، و تقربي بمحبتهم، افتح علي ابواب رحمتك و مغفرتك، و حببني الي خلقك، و جنبني عداوتهم و بغضهم انك علي كل شي ء قدير.

اللهم و لكل متوسل ثواب، و لكل ذي شفاعة حق، فاسألك بمن جعلته اليك سببي و قدمته امام طلبتي، ان تعرفني بركة يومي هذا و عامي هذا و شهري هذا.

اللهم فهم معولي في شدتي و رخائي، و عافيتي و بلائي، و نومي و يقظتي، و ظعني و اقامتي، و عسري و يسري، و صباحي و مسائي، و منقلبي و مثواي. اللهم فلا تخلني بهم من نعمتك، و لا تقطع رجائي من رحمتك، و لا تفتني باغلاق ابواب الارزاق و انسداد مسالكها، و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا، و اجعل لي من كل ضنك مخرجا، و الي كل سعة منهجا، برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم و اجعل الليل و النهار مختلفين علي، برحمتك و معافاتك و منك و فضلك، و لا تفقرني الي احد من خلقك برحمتك يا ارحم الراحمين، انك علي كل شي ء قدير و بكل شي ء محيط، و حسبنا الله و نعم الوكيل.


پاورقي

[1] غيرت (خ ل).

[2] الزمر: 53.

[3] الحجر: 56.

[4] الغافر: 60.

[5] حسن الظن (خ ل).

[6] الاسراء: 71.

[7] بعثرت القبور (خ ل).

[8] و علي اميرالمؤمنين و علي سيدتي فاطمة الزهرا (خ ل).

[9] الحجج (خ ل).

[10] عدو و طاغ و فاسق و باغ (خ ل).