بازگشت

في أن الحمية الدائمة في حال الصحة والتقلل من الأغذية والاستكثار والمبادرة الي ال


ان الحمية المفرطة الدائمة في حال الصحة، والامتناع من الشهوات، والتوفير علي البدن من الغذاء مقدار حاجته، ينهك البدن، و يقل لحمه و دمه و شحمه و مخه والأبخرة الحارة الرطبة فيه التي هي مركب النفس. فيضعف لذلك جميع الحركات النفسانية، و يسرع لقلة الدم و رداءته أكثر الأمراض الي البدن. و لقلة الدم وضعفه وقلة الروح، يعدم أو يعسر نضج الأمراض و تحللها، ولا سيما ان بادر صاحب هذا التدبير الي الأدوية و استكثر منها. فانه عند ذلك لا يبقي البدن علي هذا التدبير كثير بقا، و يبقي ما بقي بسوء حال ضعيفا مصفارا.

و من أجل ذلك، ينبغي أن يتقي هذا الباب، و لا تؤخذ الأدوية الا عند الحاجة، و لا يقتر علي الطبيعة من الأغذية في حال الصحة، بل يوقي حقها و تدرج الي أن يحتمل الزيادة منها، فان خصب البدن من اللحم زيادة في الصحة ما لم يبلغ الي أن يفرط و يمنع من الحركات.

فليجتهد كل أحد في ذلك كل الاجتهاد، فان هذا ركن جليل من أركان حفظ الصحة.