بازگشت

ذكاء و نبوغ


و قسم علماء النفس الذكاء الي نوعين، الذكاء الاجتماعي، و الذكاء المجرد، و قالوا: في التفرقة بينهما، ان الذكاء الاجتماعي يتمثل في فهم الناس فهما صحيحا، و السلوك معهم بحكمة و روية، و الذكاء المجرد قوامه فهم المدركات الكلية و الرمزية التي منها فهم المذاهب العلمية و التمييز بين الصحيح منها والسقيم [1] .



[ صفحه 62]



و قد جمع الامام موسي في سنه المبكر بين هذين النوعين و ذلك في فهمه للناس و سلوكه معهم بالحكمة والروية، و ادراكه لحقائق الامور، و معرفته بخفايا الأشياء التي لم يدركها كبار العلماء.

و هناك ظاهرة تملك القلوب اعجابا و دهشة و هي احاطة الامام موسي (ع) في سنه المبكر بأنواع من العلوم و المعارف مع ان المرحلة الاولي من سني حياة الانسان لا تساعده علي ذلك، و لا يمكن تعليل هذا الامر الا بما تلتزم به الشيعة، و تجمع عليه من ان الامام في جميع مراحل حياته لابد ان يكون أعلم أهل عصره، و اكثرهم دراية، و احاطة بجميع ما تحتاج اليه الامة في جميع مجالاتها، و ان علمه الهامي لا كسبي كما هو الحال في الانبياء.

و لم يختص الامام موسي بهذه الظاهرة فقد شاركه فيها جميع أئمة أهل البيت (ع) فقد كان حفيده الجواد اصغر الأئمة سنا، و قد رجعت اليه الشيعة، و قالت: بامامته بعد وفاة أبيه الرضا (ع) و كان عمره الشريف لا يتجاوز السبع سنين، و قد عقد له المأمون مؤتمرا علميا، و عهد الي كبار الفقهاء و العلماء ان يمتحنوه بأهم المسائل و اكثرها غموضا و تعقيدا فتقدموا اليه و سألوه فأسرع الي الجواب عنها و خاضوا معه مختلف العلوم و الفنون و قد أجاب عن كل ما سأل عنه، و خرج منهم ظافرا منتصرا قد ملك قلوبهم اعجابا به، و قد دان شطر منهم بامامته، و قد أجمع المترجمون للامام الجواد علي تدوين ذلك عنه.

و للتدليل علي مدي المقدرات العلمية الهائلة التي كان يتمتع بها الامام موسي في حال صباه نذكر بعض البوادر التي أثرت عنه في سنه المبكر.



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] مجلة حياتك العدد 6 / 157 مقال للبروفسور «ثورندك».