بازگشت

اعتزاز و افتخار


و اعتز تلاميذ الامام بالحضور في مجلس درسه، و فخروا بذلك كثيرا و جعلوا الانتماء لمدرسته من المآثر التي تؤهلهم الي المراكز العليا في المجتمع الاسلامي، و ممن فخر بذلك أبوحنيفة فقد قال:

«لولا السنتان لهلك النعمان» [1] .

لقد اعتز أبوحنيفة بلا أيام التي حضر فيها درس الامام، و جعلها من أفضل أدوار حياته العلمية، و تحدث مالك بن أنس عن استاذه الامام فقد قال فيه:

«ما رأت عين، و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق (ع) علما و عبادة و ورعا..» [2] .

و تحدث عنه مرة أخري فقال:

«لقد كنت أري جعفر بن محمد، و كان كثير التبسم، فاذا ذكر عنده النبي (ص) اصفر لونه، و ما رأيته يحدث عن رسول الله (ص) الا علي طهارة، و لقد اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه الا علي ثلاث خصال: اما مصليا، و اما صامتا، و اما يقرأ القرآن، و لا يتكلم بما لا



[ صفحه 88]



يعنيه. و كان من العلماء و العباد الذين يخشون الله..» [3] .

ان من الحق أن يعتز أبوحنيفة و مالك و أمثالهما بالانتماء لمدرسة الامام و بالحضور في مجلس أبحاثه، فانه (ع) المنبع الاصيل للعلوم التي ورثها من آبائه و من جده الرسول العظيم الذي فجر ينابيع العلم و الحكمة في الارض.


پاورقي

[1] الأعلام 1 / 186، التحفة الاثني عشرية ص 8.

[2] التوسل و الوسيلة ص 52.

[3] التوسل و الوسيلة ص 52.