بازگشت

نشأته


نشأ بالكوفة و بها ترعوع، و كان بها يبيع الابزار [1] و كان ابوه يقطين ممن يقول بالامامة، و كان يحمل الأموال و الالطاف الي الامام الصادق (ع) [2] ، و كان من دعاة الدولة العباسية فطلبه مروان الحمار فهرب منه، و هربت زوجته بولديها علي و عبيدالله الي المدينة و لما انقرضت الدولة الأموية و تشكلت الحكومة العباسية عادت ولديها الي وطنها، و في ذلك الوقت ظهر امر يقطين و انتشر صيته، فقد اتصل بابي العباس السفاح و بالمنصور و المهدي، و قد وشي عليه بأنه يذهب الي (الامامة) ولكن الله تعالي صرف عنه كيد الغادرين به، و لما انتقل يقطين الي دار الحق قام ولده علي مقامه فاتصل اتصالا وثيقا بالعباسيين و تولي بعض المناصب المهمة في الدولة، و كان في نفس الوقت غوثا و عونا للشيعة يدفع عنهم الخطوب و الكوارث، و كان من عيون المؤمنين و الصالحين فكان يستنيب جماعة في كل سنة ليحجوا عنه، فقد حدث سليمان بن الحسين كاتبه فقال: أحصيت لعلي بن يقطين من يحج عنه، في عام واحد مائة و خمسين رجلا أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، و اكثر من اعطاه عشرة آلاف درهم و حدث العبيدي عن يونس أنه أحصي لعلي بن يقطين في «الموقف» مائة و خمسين ملبيا [3] و قد انفق امولا ضخمة في وجوه البر و الاحسان، فقد اوصل الامام بصلات كبيرة تتراوح ما بين المائة الف درهم الي ثلاث مائة الف درهم، و قد زوج ثلاثة أو اربعة من اولاد الامام منهم أبوالحسن الرضا



[ صفحه 286]



عليه السلام، و كان المهر الذي دفعه لهم عشرة آلاف دينار، كما دفع ثلاثة آلاف دينار للوليمة، و كان يعول ببعض عوائل الشيعة، فقد قام بنفقة الكاهلي و عياله حتي توفي، الي غير ذلك من وجوه البر و الخير الذي قام به الأمر الذي دل علي ايمانه و حسن عقيدته.


پاورقي

[1] الكشي: ص 270.

[2] الفهرست: ص 328.

[3] الكشي: ص 272.