بازگشت

مع النظام


و يذهب النظام الي أن أهل الجنة غير مخلدين فيها، و انه لابد أن يدركهم الموت، و قد التقي بهشام فوجه اليه هذا القول:

«ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم كبقاء الله



[ صفحه 349]



و محال أن يبقوا كذلك...»

فرد عليه هشام بأبلغ الحجة قائلا:

«أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقي بلا مبق...»

و أصر النظام علي عقيدته قائلا:

«محال أن يبقوا الي الأبد».

هشام: الي م يصيرون؟

النظام: يدركهم الخمود.

هشام: بلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟

النظام: نعم.

هشام: فاذا اشتهوا و سألوا ربهم بقاء الأبد.

النظام: ان الله لا يلهمهم.

هشام: لو ان رجلا من أهل الجنة نظر الي ثمرة علي شجرة فمد يده ليأخذها، فتدلت اليه الشجرة و الثمرة ثم حانت منه لفتة فنظر الي ثمرة أخري منها فمد يده ليأخذها فأدركه الخمود، و يداه معلقتان بشجرتين فارتفعت الأشجار، و بقي هو مصلوبا. أفبلغك أن في الجنة مصلوبا؟

النظام: هذا محال.

هشام: الذي أتيت به أمحل منه أن يكون قوم خلقوا و أدخلوا الجنة أن يموتوا فيها [1] .

و انصرف النظام مخذولا لا يجد برهانا علي ما يذهب اليه.


پاورقي

[1] الكشي ص 165 - 184.