بازگشت

احتجاج الامام


من الأسباب التي حفزت هارون لاعتقال الامام وزجه في غياهب السجون احتجاجه (ع) عليه بأنه أولي بالنبي العظيم (ص) من جميع المسلمين فهو أحد اسباطه و وريثه، و انه أحق بالخلافة من غيره، و قد جري احتجاجه (ع) معه في مرقد النبي (ص) و ذلك حينما زاره هارون و قد احتف به الوجوه و الأشراف و قادة الجيش و كبار الموظفين في الدولة، فقد أقبل بوجهه علي الضريح المقدس و سلم علي النبي (ص) قائلا:

«السلام عليك، يابن العم»

و قد اعتز بذلك علي من سواه و افتخر علي غيره برحمه الماسة من النبي (ص) و انه انما نال الخلافة لقربه من الرسول (ص) و كان الامام - آنذاك - حاضرا فسلم علي النبي (ص) قائلا: «السلام عليك يا أبت»

ففقد الرشيد صوابه و استولت عليه موجات من الاستياء حيث قد سبقه الامام الي ذلك المجد و الفخر فاندفع قائلا بنبرات تقطر غضبا:

«لم قلت انك أقرب الي رسول الله (ص) منا؟؟».

فأجابه (ع) بجواب لم يتمكن الرشيد من الرد عليه أو المناقشة فيه قائلا:



[ صفحه 457]



«لو بعث رسول الله (ص) حيا و خطب منك كريمتك هل كنت تجيبه الي ذلك؟.

فقال هارون: سبحان الله!! و كنت أفتخر بذلك علي العرب و العجم

فانبري الامام مبينا له الوجه في قربه من النبي (ص) دونه قائلا:

«لكنه لا يخطب مني و لا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب اليه منكم» و أراد (ع) أن يدعم قوله ببرهان آخر فقال لهارون:

«هل كان يجوز له أن يدخل علي حرمك و هن مكشفات؟؟».

فقال هارون: لا،

فقال الامام: لكن له أن يدخل علي حرمي و يجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب اليه منكم [1] و كان دليل الامام (ع) حجة دامغة أذهل به خصمه و لم يترك له منفذا يسلك فيه للدفاع عنه، فقد ألبسه ثوب الفشل و الخزي و أبان لمن حوله بطلان ما ذهب اليه هارون، فالامام أولي بالنبي منه و احق بالخلافة فهو سبطه و وارثه.

و اندفع هارون بعد ما أعياه الدليل الي منطق العجز، فأمر باعتقال الامام (ع) و زجه في السجن [2] .



[ صفحه 458]




پاورقي

[1] اخبار الدول: ص 113، و جاء في وفيات الأعيان: 1 / 394 و في مرآة الحنان: 1 / 395، ان الامام (ع) لما سلم علي النبي (ص) بقوله: - يا أبت - تغير وجه هارون و لم يطق جوابا، و قال: «هذا هو الفخر حقا يا أباالحسن»، و جاء في «الاتحاف بحب الاشراف» ص 55 ان هارون بعد ما سمع كلام الامام و دليله علي القرب من النبي (ص) قال له: «لله درك ان العلم شجرة نبتت في صدوركم فكان لكم ثمرها و لغيركم الأوراق».

[2] تذكرة الخواص: 359.