بازگشت

تعيينه لفدك


و من الأسباب التي ملأت نفس هارون بالحقد علي الامام (ع) و دعته الي اعتقاله و العزم علي قتله، تعيينه (ع) لفدك بأنها تشمل اكثر المناطق الاسلامية، و ذلك حينما سأله هارون عنها ليرجعها اليه، فأبي (ع) أن يأخذها الا بحدودها، فقال الرشيد:

- ما حدودها؟

فقال (ع): ان حددتها لم تردها.

فأصر هارون عليه أن يبينها له قائلا: بحق جدك الا فعلت.

و لم يجد الامام بدا من اجابته، فقال له: «اما الحد الاول» فعدن فلما سمع الرشيد ذلك تغير وجهه، و استمر الامام عليه السلام في بيانه قائلا: و «الحد الثاني» سمرقند. فأربد وجه الطاغية، و استولت عليه موجة من الغضب الهائل، ولكن الامام (ع) لم يعتن به فقد اخذ يستمر في بيانه قائلا: و «الحد الثالث» افريقيا، فاسود وجه هارون و قال بنبرات تقطر غيظا «هيه» و انطلق الامام يبين الحد الأخير قائلا: و «الحد الرابع» فسيف البحر مما يلي الجزر و أرمينية.

فثار الرشيد و لم يملك اعصابه دون أن قال:

- لم يبق لنا شي ء.

- قد علمت أنك لا تردها.

و تركه الامام و الكمد يحز في نفسه، فعزم حينئذ علي التنكيل به [1] لقد بين (ع) له ان العالم الاسلامي بجميع أقاليمه من عدن الي سيف البحر



[ صفحه 459]



ترجع سلطته له، و ان هارون و من سبقه من الخلفاء قد استأثروا بالأمر و غصبوا الخلافة من أهل البيت (ع).


پاورقي

[1] المناقب: 2 / 381.