بازگشت

القبض عليه


و ثقل الامام موسي (ع) علي هارون، و ضاق صدره منه، و أزعجه الي أبعد الحدود انتشار اسمه، و ذيوع فضله، و تحدث الناس عن مآثره و علمه، فجاء الطاغية الي قبر النبي (ص) و كان آنذاك في يثرب فسلم علي النبي (ص) و خاطبه قائلا:

«بأبي أنت و أمي يا رسول الله، اني اعتذر اليك من أمر عزمت عليه اني اريد ان آخذ موسي بن جعفر (ع) فاحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك فيها دماءهم» [1] .

و الغريب ان يعتذر الي النبي (ص) في انتهاك حرمته، و التنكيل بفلذة كيده، و قد حسب ان الاعتذار من ارتكاب الجريمة يجديه عن المسؤولية في يوم يخسر فيه المبطلون.

و في اليوم الثاني أصدر أوامره بالقاء القبض علي الامام، فألقت الشرطة عليه القبض و هو قائم يصلي لربه عند رأس جده النبي (ص) فقطعوا عليه صلاته و لم يمهلوه من اتمامها فحمل من ذلك المكان الشريف، و قيد و هو يذرف الدموع و يوجه شكواه الي جده الرسول (ص) قائلا:



[ صفحه 465]



«اليك أشكو يا رسول الله» [2] .

و لم يحترم هارون قداسة القبر الشريف، فهتك حرمته، و حرمة أبنائه التي هي أولي بالرعاية و المودة من كل شي ء، كما لم يحترم الصلاة التي هي أقدس عبادة في الاسلام فقطع عليه صلاته و أمر بتقييده، و حمل اليه الامام و هو يرسف في ذل القيود فلما مثل عنده جفاه و أغلظ له في القول، و كان اعتقاله في سنة» 179 ه» في شهر شوال لعشر بقين منه [3] .


پاورقي

[1] البحار: 17 / 296.

[2] المناقب: 2 / 385.

[3] البحار: 11 / 296.