بازگشت

فشل اغتياله


و لما انتشرت مناقب الامام (ع)، و فضائله، و تحدث الناس عن علمه و حلمه، و صبره و بلواه، ضاق هارون من ذلك فعزم علي قتله فدعا برطب فأكل منه، ثم أخذ اناءا فوضع فيه عشرين رطبة، و أخذ سلكا فعركه في في السم، و أدخله في سم الخياط، و أخذ رطبة من ذلك الرطب فوضع فيها ذلك السلك و أخرجه منها حتي تكللت بالسم، و وضعها في ذلك الرطب، و قال لخادمه: احمله الي موسي بن جعفر، و قل له: ان أميرالمؤمنين أكل من هذا الرطب، و هو يقسم عليك بحقه لما أكلته عن آخره، فاني أخترتها لك بيدي، و لا تتركه يبقي منه شيئا، و لا يطعم منه أحدا، فحمل الخادم الرطب و جاء به الي الامام، و أبلغه برسالة هارون فأمره (ع): أن يأتيه بخلال، فجاء به اليه، و قام بازائه، فأخذ الامام يأكل من الرطب، و كانت للرشيد كلبة عزيزة عنده، فجذبت نفسها و خرجت تجر بسلاسلها الذهبية حتي حاذت الامام فبادر (ع) بالخلال الي الرطبة المسمومة و رمي بها الي الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض و ماتت، و استوفي الامام باقي الرطب و حمل الغلام الاناء الي الرشيد، فلما رآه بادره قائلا:

- قد أكل الرطب عن آخره؟



[ صفحه 503]



- نعم يا أميرالمؤمنين.

- كيف رأيته؟

- ما أنكرت منه شيئا، ثم قص عليه حديث الكلبة و موتها فاضطرب الرشيد و قام بنفسه فأشرف عليها فرآها و قد تهرتت و تقطعت من السم فوقف مذهولا قد مشت الرعدة بأوصاله و قال:

«ما ربحنا من موسي الا أن أطعمناه جيد الرطب و ضيعنا سمنا و قتلنا كلبتنا ما في موسي حيلة» [1] .

لقد باء بالفشل و الخيبة فلم تنجح محاولته في اغتيال الامام (ع) فأنقذه الله منه و صرف عنه السوء.


پاورقي

[1] البحار: 11 / 299.