بازگشت

نفي الجسم عن الله


و مما قال به الملحدون في ذلك العصر: ان الله تعالي له جسم كبقية الموجودات، و قد قال بذلك هشام بن الحكم: قبل هدايته و رجوعه الي طريق الحق، و قد عرض قوله علي الامام موسي (ع) فقال في الرد عليه:

«اي فحش أو خنا أعظم من قول من يصف خالق الاشياء بجسم أو صورة، أو بخلقة [1] أو بتحديد، أو أعضاء، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا» [2] .

و ذكر الشهرستاني ان هشام بن الحكم له مقالات في التشبيه، و وافقه علي ذلك هشام بن سالم الجواليقي، و مما قالوه: ان الله تعالي طوله سبعة أشبار بشبر نفسه، و انه في مكان مخصوص، وجهة مخصوصة، و انه تعالي علي صورة انسان أعلاه مجوف، و أسفله مصمت، و هو ساطع يتلألأ، له حواس خمس، و رجل و أنف و أذن و عين، و له وفرة سوداء لكنه ليس بلحم و لا دم [3] و طعن جملة من المحققين في نسبة ذلك الي هشام نظرا لوثاقته و علمه و انه في طليعة رجال الاسلام فكيف تصح نسبة ذلك اليه الا أنه لا مانع من ذلك فانه كان في بداية امره قبل ان يتعرف بالامام قد جرفته الافكار الالحادية. و بعد اتصاله بالامام (ع) ثاب الي طريق الحق



[ صفحه 149]



و الصواب و صار من اعلام الفكر الاسلامي، و سنوضح ذلك عند التحدث عن ترجمته. و عرض عبدالرحمن علي الامام (ع) قولا لهشام في التجسيم، و هو (ان الله جسم ليس كمثله شي ء، عالم سميع، بصير قادر متكلم، ناطق، و الكلام و القدرة و العلم تجري مجري واحد ليس شي ء منها مخلوقا) فرد الامام عليه ذلك بقوله:

«قاتله الله، اما علم ان الجسم محدود، و الكلام غير المتكلم، معاذ الله!! و أبرأ الي الله من هذا القول، لا جسم، و لا صورة، و لا تحديد و كل شي ء سواه مخلوق، انما تكون الاشياء بارادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس، و لا نطق بلسان» [4] .

و من جملة الأمور التي سئل عنها (ع) فيما يتعلق بصفات الله انه سئل عن جسم الله و صورته فأجاب (ع) «سبحان من ليس كمثله شي ء لا جسم و لا صورة» [5] .


پاورقي

[1] في بعض النسخ بخلقه.

[2] أصول الكافي: 1 / 105.

[3] الملل و النحل.

[4] أصول الكافي: 1 / 106.

[5] نفس المصدر: ص 104.