بازگشت

فرق الشيعة


و انقسمت الشيعة الي طوائف و فرق كثيرة، و قد حدثت تلك الفرق بسبب الضغط الذي حل بهم، و عدم امكان التقائهم بأئمة أهل البيت (ع) و قد اتخذ بعض المنافقين ذلك وسيلة الي تفريق صفوفهم. و قد تحدث عن اسباب انقسامهم الدكتور عبدالرزاق محي الدين:

«... و كانت الفكرة - أي فكرة التشيع - معرضة دائما الي التهديد من جانب الخلفاء، مما حمل أصحابها الي التنادي بها في خفاء و ستر، و الي العمل بها بعيدة عن الآفاق الضاحية المتحررة. و رأي يعمل به في السر



[ صفحه 194]



لابد أن يتعرض في نفسه الي كثير من البلبلة، و الي غير قليل من الانقسام في أعيان الأئمة و في عددهم، و لهذا كثرت الفرق الشيعية و اختلفت فيما بينها و زاد الطين بلة: أن خصومهم من الأمويين و العباسيين يملكون من وسائل القوة و الدعاوة ما لا قبل لهؤلاء به، فأكثروا من القول في مذاهبهم، و نسبوا اليهم ما قد يكونوا براء منه، و ما لو مكنوا من الافصاح عنه لبرؤا، و لنفوه عن مقالتهم.

فاذا أضفنا الي ذلك خوف أئمة الامامية أحيانا من الجهر بمقالتهم و انزوائهم بحكم الحجر عليهم عن أتباعهم، و العمل بالتقية التي قد تقضي علي الامام أن يجاري أهل السنة في فقههم أو في أصول عقائدهم، ثم جهل عدد كبير من الشيعة بأصول المذهب الامامي» [1] .

ان هذه العوامل التي ذكرها الاستاذ (محي الدين) هي التي أوجبت انقسام الشيعة الي فرق و طوائف، و اختلافهم في أعيان الأئمة و عدهم و فيما يلي عرض موجز لبعض فرقهم:


پاورقي

[1] أدب المرتضي: ص 56.