بازگشت

باب عدد أولاده و طرف من أخبارهم


و قال المفيد رحمه الله: و كان لأبي الحسن عليه السلام سبعة و ثلاثون ولدا ذكرا و أنثي، منهم: الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام و ابراهيم و العباس و القاسم لامهات شتي، و اسماعيل و جعفر و هارون و الحسن لام ولد، و أحمد و محمد و حمزة لام ولد، و عبدالله و اسحاق و عبيدالله و زيد و الحسن و الفضل و سليمان لامهات أولاد، و فاطمة الكبري و فاطمة الصغري و رقية و حكيمة و أم أبيها و رقية الصغري و كلثم و أم جعفر و لبابة و زينب



[ صفحه 765]



و خديجة و علية و آمنة و حسنة و بريهة و عائشة و أم سلمة و ميمونة و أم كلثوم.

و كان أفضل ولد أبي الحسن موسي عليه السلام، و أنبههم ذكرا، و أعظمهم قدرا، و أعلمهم و أجمعهم فضلا: أبوالحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام، و كان أحمد بن موسي كريما جليلا ورعا، و كان أبوالحسن موسي عليه السلام يحبه و يقدمه، و وهب له ضيعته المعروفة باليسيرية، و يقال: ان أحمد بن موسي رضي الله عنه أعتق ألف مملوك.

و روي أن محمد بن موسي صاحب وضوء و صلاة، و كان ليله كله يتوضأ و يصلي، فيسمع سكب الماء [1] ثم يصلي ليلا ثم يهدأ [2] ساعة فيرقد و يقوم فيسمع سكب الماء و الوضوء، و يصلي ليلا ثم يرتد سويعة ثم يقوم فيسمع سكب الماء و الوضوء، فلا يزال كذلك حتي يصبح.

قال الراوي: و ما رأيته قط الا ذكرت قوله تعالي: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون).

و كان ابراهيم بن موسي شجاعا كريما، و تقلد الأمر علي اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بايعه أبوالسرايا بالكوفة، و مضي اليها ففتحها، و أقام مدة الي أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، و أخذ له الأمان من المأمون.

ولكل واحد من أولاد أبي الحسن موسي عليه السلام فضل و منقبة مشهورة، و كان الرضا عليه السلام المقدم عليهم في الفضل حسب ما ذكرناه (آخر كلامه).

قال ابن الخشاب: ذكر الأمين موسي بن جعفر الصادق بن محمد بن الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين.

و بالاسناد الأول عن محمد بن سنان: ولد موسي بن جعفر بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مأة، و قضي و هو ابن أربع و خمسين سنة في سنة مأة و ثلاث و ثمانين، و يقال: خمس و خمسين سنة، و في رواية أخري: بل كان مولده سنة مأة و تسع و عشرين من الهجرة حدثني بذلك صدقة عن أبيه عن الحسن بن محبوب.

و كان مقامه مع أبيه أربع عشرة سنة، و أقام بعد أبيه خمسا و ثلاثين سنة. و في



[ صفحه 766]



الرواية الاخري: بل أقام موسي مع أبيه جعفر عشرين سنة حدثني بذلك حرب عن أبيه عن الرضا.

و قبض موسي و هو ابن خمس و خمسين سنة، سنة مأة و ثلاثة و ثمانين، أمه حميدة البربرية، و يقال الأندلسية أم ولد، و هي أم اسحاق و فاطمة، ولد له عشرون ابنا و ثمانية عشر بنتا.

أسماء بنيه: علي الرضا الامام، و زيد، و ابراهيم، و عقيل، و هارون، و الحسن، و الحسين، و عبدالله، و اسماعيل، و عبيدالله، و عمر، و أحمد، و جعفر، و يحيي، و اسحاق، و العباس، و حمزة، و عبدالرحمان، و القاسم، و جعفر الأصغر، و يقال: (موضع عمر محمد).

و أسماء البنات: خديجة، و أم فروة، و أسماء، و علية، و فاطمة، و فاطمة، و أم كلثوم، و أم كلثوم، و آمنة، و زينب، و أم عبدالله، و زينب الصغري، و أم القاسم، و حكيمة، و أسماء الصغري، و محمودة، و أمامة، و ميمونة.

لقبه: الكاظم و الصابر و الصالح و الأمين، يكني بأبي الحسن و أبي اسماعيل، قبره ببغداد بمقابر قريش (آخر كلام ابن الخشاب).

و من كتاب الدلائل قال: دلائل أبي ابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام:

روي أحمد بن محمد عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال: قدم أبوالحسن موسي زبالة [3] و معه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم في اشخاصه القدمة الاولي قال: و أمرني بشراء حوائج له، فنظر الي و أنا مغموم، فقال لي: يا أبا خالد مالي أراك مغموما؟ قلت: هو ذا تصير الي الطاغية و لا آمنه عليك، فقال: يا ابا خالد ليس علي منه بأس، اذا كان شهر كذا و كذا في يوم كذا و كذا فانتظرني في أول الليل، فاني أوافيك ان شاء الله، فما كانت لي همة الا احصاء الشهور و الأيام، حتي كان ذلك اليوم، فغدوت الي أول الليل في المصر الذي وعدني، فلم أزل أنتظره الي أن كادت الشمس أن تغيب، و وسوس الشيطان في صدري فلم أر أحدا، ثم تخوفت أن أشك و وقع في قلبي أمر عظيم، فبينا أنا كذلك و اذا سواد قد أقبل من ناحية العراق فانتظرته، فوافاني أبوالحسن أمام القطار علي بغلة له، فقال: ايه أباخالد! قلت: لبيك يابن رسول الله، قال:



[ صفحه 767]



لا تشكن ود [4] الشيطان أنك شككت؟ قلت: قد كان ذلك، قال: فسررت بتخليصه، فقلت: الحمدلله الذي خصلك من الطاغية، فقال: يا أباخالد ان لهم الي عودة لا أتخلص منها.

و عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام في السنة التي قبض فيها أبوعبدالله الصادق عليه السلام، فقلت له: كم أتي ذلك؟ قال: تسع عشرة سنة، قال: فقلت: ان أباك أسر الي سرا و حدثني بحديث فأخبرني به، فقال لي: قال لك كذا و كذا، حتي نسق علي جميع ما أخبرني به أبوعبدالله عليه السلام.

و عن مولي لأبي عبدالله عليه السلام قال: كنا مع أبي الحسن عليه السلام حين قدم به البصرة، فلما أن كان قرب المداين ركبنا في أمواج كثيرة و خلفنا سفينة فيها امرأة تزف الي زوجها، و كانت لهم جلبة، فقال: ما هذه الجلبة؟ قلنا: عروس، فما لبثنا أن سمعنا صيحة، فقال: ما هو؟ فقالوا: ذهبت العروس لتغترف ماء فوقع منها سوار من ذهب فصاحت، فقال: احبسوا و قولوا لملاحهم يحبس، فجلسنا و حبس ملاحهم، فاتكأ علي السفينة و همس [5] قليلا و قال: قولوا لملاحهم يتزر بفوطة [6] و ينزل فيتناول السوار، فنظرنا فاذا السوار علي وجه الأرض و اذا ماء قليل، فنزل الملاح فأخذ السوار، فقال: اعطها و قل لها فلتحمد الله ربها، ثم سرنا.

فقال له أخوه اسحاق: جعلت فداك، الدعاء الذي دعوت به علمنيه؟ قال: نعم، و لا تعلمه من ليس له بأهل، و لا تعلمه الا من كان من شيعتنا، ثم قال: اكتب، فأملي علي انشاءا: يا سابق كل فوت، يا سامع لكل صوت قوي أو خفي، يا محيي النفوس بعد الموت، لا تغشاك الظلمات الحندسية [7] ، و لا تشابه عليك اللغات المختلفة، و لا يشغلك شي ء عن شي ء، يا من لا تشغله دعوة داع دعاه من الأرض عن دعوة داع دعاه من السماء، يا من له عند كل شي ء من خلقه سمع سامع و بصر نافذ، يا من لا تغلطه كثرة المسائل، و لا يبرمه الحاح الملحين، يا حي حين لا حي في ديمومة ملكه و بقائه، يا من



[ صفحه 768]



سكن العلي و احتجب عن خلقه بنوره، يا من أشرقت لنوره دجاء الظلم [8] ، أسألك باسمك الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي هو من جميع أركانك كلها صلي علي محمد و أهل بيته، ثم سل حاجتك.

و عن الوشاء قال: حدثني محمد بن يحيي عن وصي علي بن السري قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: ان علي بن السري توفي و أوصي الي، فقال: رحمه الله، فقلت: و ان ابنه جعفرا وقع علي أم ولد له و أمرني أن أخرجه من الميراث، فقال لي: أخرجه و ان كان صادقا فسيصيبه خبل [9] ، قال: فرجعت فقدمني الي أبي يوسف القاضي، فقال له: أصلحك الله أنا جعفر بن علي بن السري و هذا وصي أبي، فمره أن يدفع الي ميراثي من أبي، فقال: ما تقول؟ قلت: نعم هذا جعفر و أنا وصي أبيه، قال: فادفع اليه ماله، فقلت له: أريد أن أكلمك، فقال: أدنه [10] ، فدنوت حيث لا يسمع أحد كلامي، فقلت: هذا وقع علي أم ولد لأبيه فأمرني أبوه و أوصاني أن أخرجه من الميراث و لا أورثه شيئا، فأتيت موسي بن جعفر عليهماالسلام بالمدينة فأخبرته و سألته فأمرني أن أخرجه من الميراث و لا أورثه شيئا، قال: فقال: الله! ان أباالحسن أمرك بذلك؟ قلت: نعم، فاستحلفني ثلاثا و قال: أنفذ ما أمرك به، فالقول قوله، قال الوصي: و أصابه الخبل بعد ذلك، قال الحسن بن علي الوشاء: رأيته علي ذلك [11] .

و عن عيسي المدائني قال: خرجت سنة الي مكة فأقمت بها ثم قلت: أقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكة، فهو أعظم لثوابي، فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلي الي جنب دار أبي ذر رضي الله عنه، فجعلت أختلف الي سيدي، فأصابنا مطر شديد بالمدينة،



[ صفحه 769]



فأتينا أباالحسن عليه السلام يوما فسلمنا عليه و ان السماء تهطل [12] ، فلما دخلت ابتدأني فقال لي: و عليك السلام يا عيسي ارجع فقد انهدم بيتك علي متاعك، فانصرفت فاذا البيت قد انهدم علي المتاع، فاكتريت قوما يكشفون عن متاعي فاستخرجته فما ذهب لي شي ء و لا افتقدته غير سطل كان لي، فلما أتيته من الغد مسلما عليه، قال: هل فقدت شيئا من متاعك فندعو الله لك بالخلف؟ فقلت: ما فقدت شيئا غير سطل كان لي أتوضأ فيه فقدته، فأطرق مليا ثم رفع رأسه الي فقال لي: قد ظننت أنك أنسيته فسل جارية رب الدار و قل لها: أنت رفعت السطل فرديه فانها سترده عليك، فلما انصرفت أتيت جارية رب الدار فقلت لها: اني أنسيت سطلا في الخلاء و دخلت فأخذتيه فرديه أتوضأ فيه، قال: فردته.

قال علي بن أبي حمزة: كنت عند أبي الحسن عليه السلام جالسا اذ أتاه رجل من الري يقال له جندب، فسلم عليه ثم جلس فسأل أباالحسن فأكثر السؤال ثم قال له: يا جندب ما فعل أخوك؟ فقال: الخير و هو يقرئك السلام، فقال له: أعظم الله أجرك في أخيك، فقال له، ورد الي كتابه من الكوفة لثلاثة عشر يوما بالسلامة؟ فقال له: يا جندب و الله مات بعد كتابه اليك بيومين، و دفع الي امرأته مالا و قال لها: ليكن هذا المال عندك فاذا قدم أخي فادفعيه اليه و قد أودعته في الأرض في البيت الذي كان يسكنه فاذا أنت أتيتها فتلطف لها و أطمعها في نفسك، فانها ستدفعه اليك، قال علي: و كان جندب رجلا جميلا، قال علي: فلقيت جندبا بعد ما فقد أبوالحسن عليه السلام فسألته عما كان قال أبوالحسن [13] ، فقال: يا علي صدق و الله سيدي ما زاد و لا نقص لا في الكتاب و لا في المال.

و عن خالد قال: خرجت و أنا أريد أباالحسن عليه السلام فدخلت عليه و هو في عرصة داره جالس، فسلمت عليه و جلست و قد كنت أتيته لأسأله عن رجل من أصحابنا كنت سألته حاجة فلم يفعل، فالتفت الي و قال: ينبغي لأحدكم اذا لبس الثوب الجديد أن يمر يده عليه و يقول: الحمدلله الذي كساني ما أواري به عورتي، و أتجمل به بين الناس، و اذا أعجبه شي ء فلا يكثر ذكره، فان ذلك مما يهده، واذا كانت لأحدكم الي



[ صفحه 770]



أخيه حاجة أو وسيلة لا يمكنه قضاؤها فلا يذكره الا بخير فان الله يوقع ذلك في صدره فيقضي حاجته، قال: رفعت رأسي و أنا أقول: لا اله الا الله، فالتفت الي و قال: يا خالد اعمل ما أمرتك.

و عن اسحاق بن عمار قال: سمعت العبد الصالح ينعي الي رجل نفسه، فقلت في نفسي: و انه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته! فالتفت الي شبه المغضب فقال: يا اسحاق قد كان رشيد الهجري [14] و كان من المستضعفين [15] يعلم علم المنايا و البلايا، فالامام أولي بذلك، يا اسحاق اصنع ما أنت صانع فعمرك قد فني و أنت تموت الي سنتين و اخوتك و أهل بيتك لا يلبثون من بعد الا يسيرا حتي تفترق كلمتهم، و يخون بعضهم بعضا و يصيرون لاخوانهم و من يعرفهم رحمة حتي يشمت بهم عدوهم.

قال اسحاق: فاني أستغفر الله مما عرض في صدري، فلم يلبث اسحاق بعد هذا المجلس الا سنتين حتي مات، ثم ما ذهبت الأيام حتي قام بنو عمار بأموال الناس و أفلسوا أقبح افلاس رآه الناس، فجاء ما قال أبوالحسن عليه السلام فيهم، ما غادر قليلا و لا كثيرا.

قال هشام بن الحكم: أردت شراء جارية بمني، و كتبت الي أبي الحسن أشاوره فلم يرد علي جوابا، فلما كان في الطواف مربي يرمي الجمار علي حمار فنظر الي و الي الجارية من بين الجواري ثم أتاني كتابه لا أري بشرائها بأسا ان لم يكن في عمرها قلة، قلت: لا و الله ما قال لي هذا الحرف الا و هاهنا شي ء، لا و الله لا أشتريها، قال: فما خرجت من مكة حتي دفنت.



[ صفحه 771]



و عن الوشاء قال: حدثني الحسن بن علي قال: حججت أنا و خالي اسماعيل ابن الياس فكتبت الي أبي الحسن الأول عليه السلام و كتب خالي ان لي بنات و ليس لي ذكر، و بقد قتل رجالنا و قد خلفت امرأتي حاملا فادع الله أن يجعله غلاما وسمه، فوقع في الكتاب: قد قضي الله حاجتك فسمه محمدا، فقدمنا الي الكوفة و قد ولد له غلام قبل وصولنا الي الكوفة بستة أيام، و دخلنا يوم سابعه فقال أبومحمد: هو و الله اليوم رجل و له أولاد.

حدث اسماعيل بن موسي قال: كنا مع أبي الحسن عليه السلام في عمرة فنزلنا بعض قصور الامراء و أمر بالرحيل، فشدت المحامل و ركب بعض الغلمان، و كان أبوالحسن عليه السلام في بيت فخرج فقام علي بابه فقال: حطوا حطوا، قال اسماعيل: و هل تري شيئا؟ فقال: انه ستأتيكم ريح سوداء مظلمة ترمح [16] بعض الابل فحطوا، و جاءت ريح سوداء.

قال اسماعيل بن موسي: فأشهد لقد رأيت جملا كان لي عليه كنيسة كنت أركب فيها أنا و أحمد أخي و لقد قام ثم سقط علي جنبه بالكنيسة.

و عن زكريا بن آدم قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان أبي ممن تكلم في المهد.

و عن الأصبغ بن موسي قال: بعث معي رجل من أصحابنا الي أبي ابراهيم عليه السلام بمأة دينار، و كانت معي بضاعة لنفسي و بضاعة له، فلما دخلت المدينة صببت علي الماء و غسلت بضاعتي و بضاعة الرجل و ذررت عليها مسكا، ثم اني عددت بضاعة الرجل فوجدتها تسعة و تسعين دينارا، فأعدت عدها و هي كذلك، فأخذت دينارا آخر لي فغسلته و ذررت عليه المسك و أعدتها في صرة كما كانت و دخلت عليه في الليل، فقلت له: جعلت فداك ان معي شيئا أتقرب به الي الله تعالي، فقال: هات، فناولته دنانيري و قلت له: جعلت فداك ان فلانا مولاك بعث اليك معي بشي ء، فقال: هات، فناولته الصرة، قال: صبها، فصببتها فنثرها بيده و أخرج ديناري، ثم قال: انما بعث الينا وزنا لا عددا.

و روي هشام بن أحمر أنة ورد تاجر من المغرب و معه جوار فعرضهن علي



[ صفحه 772]



أبي الحسن عليه السلام فلم يختر منهن، و قال: أرنا، فقال: عندي أخري و هي مريضة، فقال: ما عليك أن تعرضها، فأبي، فانصرف ثم انه أرسلني من الغد اليه و قال: قل له: كم غايتك فيها؟ قال: ما أنقصها من كذا و كذا، فقلت: قد أخذتها و هو لك، فقال: و هي لك، ولكن من الرجل؟ فقلت: رجل من بني هاشم، فقال: من أي بني هاشم؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أخبرك عن هذه الوصيفة أني اشتريتها من أقصي المغرب، فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك، ان هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، و لا تلبث عنده الا قليلا حتي تلد منه غلاما ما يولد بشرق الأرض و لا غربها مثله، يدين له شرق الأرض و غربها، قال: فأتيته بها فلم تلبث الا قليلا حتي ولدت عليا الرضا عليه السلام.

و عن أبي حمزة قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: لا و الله لا يري أبوجعفر بيت الله أبدا، فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا (بذلك ظ) فلم يلبث أن خرج، فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا في ذلك، فقلت: لا والله لا يري بيت الله أبدا، فلما صار في البستان [17] اجتمعوا الي أيضا و قالوا: بقي بعد هذا شي ء؟ فقلت: لا والله لا يري بيت الله أبدا، فلما نزل بئر ميمون [18] أتيت أباالحسن عليه السلام فوجدته قد سجد و أطال السجود ثم رفع رأسه الي فقال: أخرج فانظر ما يقول الناس: فخرجت فسمعت الواعية علي أبي جعفر، فرجعت فأخبرته فقال: الله أكبر ما كان ليري بيت الله أبدا.

و عن عثمان بن عيسي قال: قال أبوالحسن عليه السلام لابراهيم بن عبدالحميد و لقيه سحرا و ابراهيم ذاهب الي قبا و ابوالحسن داخل المدينة، قال: يا ابراهيم، قلت: لبيك، قال: الي أين؟ قلت: الي قبا، قال: في أي شي ء؟ قلت: انا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر، فأردت أن آتي رجلا من الأنصار لأشتري من التمر، قال: و قد أمنتم الجراد؟ ثم دخل و مضيت أنا، فأخبرت أباالأعز و قلت: و الله لا أشتري العام نخلة، فما مرت بنا خامسة حتي بعث الله جرادا فأكل عامة ما في النخيل.

و عن ابراهيم بن مفضل بن قيس قال: سمعت أباالحسن الأول عليه السلام و هو



[ صفحه 773]



يحلف أنه لا يكلم محمد بن عبدالله الأرقط أبدا، فقلت في نفسي: هذا يأمر بالبر والصلة و يحلف أن لا يكلم ابن عمه، قال: فقال: هذا من بري به و هو لا يصبر أن يذكرني و يعيبني، فاذا علم الناس أني لا أكلمه لا يقبلون منه، أمسك عن ذكري و كان خيرا له.

و عن محمد بن سنان قال: قبض أبوالحسن عليه السلام و هو ابن خمس و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مأة، عاش بعد أبيه خمسا و ثلاثين سنة.


پاورقي

[1] سكب الماء: صبه.

[2] هدأ: سكن.

[3] زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة. و هي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة و الثعلبية كما قاله الحموي.

[4] كذا في أكثر النسخ و توافقه رواية الكليني رحمه الله في الكافي لكن في بعض النسخ و في اثبات الهداة للمحدث الحر العاملي رحمه الله: «رد» مكان «ود».

[5] أي تكلم بكلام خفي.

[6] الفوطة واحدة الفوط: مآزر مخططة يشتريها الجمالون و الأعراب و الخدم و سفل الناس فيأتزرون بها.

[7] الحندس: الليل الشديد الظلمة.

[8] الدجي: سواد الليل مع غيم لا تري نجما و لا قمرا.

[9] الخبل: نقصان العقل و الجنون.

[10] الهاء في «أدنه» للسكت كما في قوله تعالي (ماهيه).

[11] و كتب في هامش نسخة مخطوطة سطورا برمز «صح» و ظاهرها أنها من المؤلف لكن خلت ساير النسخ منها و ها هي: «قلت: هذا الخبر يحتاج الي فضل تأمل في معرفة راويه، فانه لو صح ذلك عن ابن الميت وجب عليه الحد و لم يسقط ميراثه، و بلغني بعد ذلك أنه كان من مذهب أبي يوسف أن المجتهد يقلد من هو أعلم منه، و روي في كتب أصلوهم أن أبايوسف حكم علي انسان بحكم ما، فقال له: قد حكمت علي بخلاف ما حكم لي موسي بن جعفر، قال: فما الذي حكم به؟ قال: كذا و كذا، فاستحلفه و أجراه علي حكم موسي عليه السلام، و لعلها اشارة الي هذه القضية و الله أعلم» انتهي.

[12] من هطل المطر: مطر متتابعا متفرقا عظيم القطر.

[13] في المنقول عن الخرائج «عما قال له أبوالحسن اه».

[14] رشيد - كزبير - و الهجري: نسبة الي هجر - بفتح أوله و ثانيه -: مدينة هي قاعدة البحرين (و منه حديث عمار في وقعة الجمل: و الله لو ضربونا حتي بلغونا سعفات هجر لعلمنا أننا علي الحق و قد مر في محله) و كان رشيد من خواص أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام و قد ألقي اليه علم المنايا و البلايا و له حكاية غريبة من تمثله بصورة رجل شامي و وروده علي زياد و احترام زياد له ذكره المفيد رحمه الله في الاختصاص ص 78 و كان مقتله رضي الله عنه بيد زياد بن أبيه في الكوفة و له فضائل كثيرة مذكورة في كتب الحديث و الرجال.

[15] قيل: لعل معني المستضعف هاهنا أي الذي اتخذته أعداء الله ضعيفا كقوله تعالي حكاية عن هارون (ان القوم استضعفوني) أو المعني أنه كان ضعيف القوي و التحمل لحمل العلوم الكثيرة بالنسبة الي سلمان و أمثاله (انتهي).

قلت: و ظاهر المعني أنه كان ضعيفا في العلم و الايمان و غير ذلك بالنسبة الي الامام ويفهم ذلك من قوله عليه السلام: فالامام أولي بذلك.

[16] و في بعض النسخ «تطرح».

[17] و الظاهر أن المراد منه بستان ابن عامر قريب من الجحفة.

[18] بئر ميمون،: موضع بأعلي مكة و عندها قبر أبي جعفر المنصور قاله الحموي في المعجم.