بازگشت

العمل علي ايجاد حركة علمية وثقافية واسعة و نشيطة جدا


انطلقت هذه الحركة في الواقع الاسلامي آنذاك استكمالا للجهود العلمية الجبارة التي أرسي قواعدها الامام الصادق عليه السلام [1] فبدأت العلوم و الحقائق



[ صفحه 45]



تنتشر بين الناس، و تنمي معلوماتهم، و توسع مداركهم، و تفتح عقولهم علي مواقع جديدة، و تدفعهم نحو الكمال العلمي المنشود.

و قد رد الامام الكاظم عليه السلام، في أجوبته و مناظراته، علي الشبهات و المزاعم التي أثارتها مختلف التيارات الفكرية و السياسية، و شجع تلامذته و أصحابه - من ذوي الكفاءة و المقدرة العلمية العالية - علي خوض المعارك الحوارية الفكرية، و مواجهة تلك القوي الفاسدة التي عملت بأقصي جهدها علي هدم مقومات و ركائز الكيان العقيدي و الفكري الاسلامي. و قد استجاب تلامذته لذلك، و ألفوا و صنفوا مئات الكتب و الرسائل العلمية، سجلها التاريخ كنقطة اشعاع مضيئة في سماء الفكر الاسلامي [2] .

و هكذا استطاع الكاظم عليه السلام أن يكمل دور أبيه الصادق عليه السلام في توسيع و تدعيم أركان تلك الحركة العلمية الواسعة الأبعاد، التي تمكن روادها و في مقدمتهم، الامام الكاظم، من نشر الوعي الديني و الفكري و تنمية حس المثاقفة و الحوار علي أوسع نطاق.


پاورقي

[1] يقول عن ذلك الشيخ القرشي: «و فجر الامام الصادق (ع) ينابيع العلم و الحكمة في الأرض، و فتح للناس أبوابا من العلوم لم يعهدوها من قبل، و ملأ الدنيا بعلمه - كما قال الجاحظ - و نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان، كما أدلي بذلك ابن حجر» (راجع حياة الامام موسي بن جعفر (ع)، (ج: 1، ص: 76) نقلا عن رسائل الجاحظ للسندوبي (ص: 101)، و الصواعق المحرقة (ص: 120).

[2] سبق أن أشرنا في الفصل الأول الي أهم و أبرز تلامذة و أصحاب و رواة أحاديث و فكر الامام الكاظم عليه السلام، (راجع كتاب: الذريعة الي تصانيف الشيعة للشيخ آغا بزرگ الطهراني (ج: 6)، فهرست ابن النديم، الفهرست للشيخ الطوسي).