بازگشت

تقوي الحركة (الخط الحركي)


و هي تعني أن لا تقدم رجلا في أي طريق تريد أن تتحرك عليها و لا تؤخر أخري حتي تعلم أن ذلك لله رضا، و بهذا المعني نفهم أن علي الانسان المسلم أن يتعلم دينه و يعيش ثقافة اسلامه، و أن يعرف ربه، ماذا أراد منه؟ و ما صنع به؟ لأنه اذا تغاضي عن ذلك السبيل، و أحجم عن معرفة ربه، و كان جاهلا لنعمه و فضله و كل ما يتصل بحركته في الحياة، فانه لن يتمكن أبدا من الوصول الي الطريق المستقيم ليسير عليها، بل سيكون كما قال ذلك الشاعر:



اذا الريح مالت

مال حيث تميل



و لا بد، في هذا المجال، للانسان الملتزم من أن يعمل علي رعاية و حفظ امتداد تقواه في الحياة بأن يحمي اسلامه من كل ما يمكن أن يضعفه، و من كل ما يمكن أن ينحرف به عن الخط و الصراط المستقيم، بحيث يكون واعيا لكل مفردات اسلامه و واعيا لحركة هذه المفردات في الواقع و في مواقفه عندما يؤيد و يرفض، و يثني و يهجو، في قوله و فعله.

و في ضوء هذه الرؤيا العامة يريدنا الامام الكاظم عليه السلام أن نعيش حاله طواري ء تقوائية - اذا صح التعبير - في الفكر التقي، و العاطفة التقية، و الحركة التقية، و العلاقات التقية و الأوضاع التقية، (و تزودوا فان خير الزاد التقوي) [البقرة: 197] بخاصة و نحن نعيش في واقع مضطرب في كل مواقعه و أوضاعه، لأن التقوي - كمفردة نفسية و سلوكية تنطلق من ذات الانسان، من ارادته و وعيه و التزامه الأولي بميثاق الفطرة و خط الله تعالي في الحياة - تدفعك، و أنت الانسان الملتزم، الي أن تواظب دائما علي مراجعة و مراقبة نفسك و قلبك و سلوكك و فكرك حتي تصنع من نفسك نموذجا متكاملا للانسان الالهي المسؤول و الواعي (انسان قيم الله المثقف دينيا) المنفتح علي الله و الذائب في قيمه و صفاته العالية، و الفاهم للغة زمانه، و معارف عصره، و أوضاع مجتمعه، و المواكب لتحولات حياته المعاصرة، متعهدا بقضايا و مصائر اخوته في



[ صفحه 139]



الانسانية علي مستوي عقله و حريته و شعوره بالمسؤولية الكبيرة تجاه انجازاته الحضارية الطموحة [1] .


پاورقي

[1] وجع الحرية (ص: 4،(، م. س.