بازگشت

القرآن في منظار الامام موسي بن جعفر


يحتل القرآن الكريم مكانة عظيمة عند أئمة أهل البيت عليهم السلام تجسد تلك العلاقة الوثيقة و الارتباط القوي الذي عناه رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم:

«اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض».

و القرآن الثقل الأكبر الممدود من السماء الي الأرض. و هم الثقل الأصغر.

و قد جسد الأئمة الأطهار تلك العلاقة المتميزة مع القرآن الكريم تلاوة و تفسيرا و دعوة.

و هذا الامام موسي بن جعفر عليه السلام روي الناس عنه: أنه كان أحفظ أهل زمانه لكتاب الله. أحسنهم صوتا للقرآن، و كان اذا قرأ يحدر، و يبكي و يبكي السامعون لتلاوته. و كان



[ صفحه 44]



أحسن الناس يسمونه زين المتهجدين [1] .

و قال حفص - أحد القراء السبعة - عن قراءة الامام: ما رأيت أحدا أشد خوفا علي نفسه من موسي بن جعفر و لا أرجي للناس منه، كانت قراءته حزنا. فاذا قرأ فكأنه يخاطب انسانا [2] .

و عن التفسير: كان قبلة المفسرين و الباحثين عن أسرار القرآن و علومه. و كان يعلن ذلك علي الملأ. فقد روي أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكير ابن صالح عن عبدالله بن ابراهيم بن عبدالعزيز. ان محمد بن علي بن عبدالرحمن بن جعفر الجعفري قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام به مكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم نسمع به! فقال أبوالحسن: علينا نزل قبل الناس، و لنا فسر قبل أن يفسر في الناس، فنحن نعرف حلاله و حرامه و ناسخه و منسوخه، و سفريه و حضريه، و في أي ليلة نزلت كم آية و فيمن نزلت، فنحن حكماء الله في أرضه و شهداء الله علي خلقه، و هو قول الله تبارك و تعالي: (ستكتب شهادتهم و يسألون).

فالشهادة لنا و المسألة للمشهود عليه، فهذا علم ما قد أنهيته اليك و أديته اليك، فالزمني،، فان قبلت فاشكر، و ان تركت فانه علي كل شي ء شهيد [3] .



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] الارشاد.

[2] حلية الأبرار، ج 2، ص 277.

[3] بصائر الدرجات، ج 24، ص 181.