بازگشت

تمهيد


فإني أريد أن أبين: أن كل ما جاء الآن في هذا الكتاب - في إطاره الأول - كان سردا تبيانيا عن أجداد الإمام موسي الكاظم، ابتداء بالرسول العظيم، و هو الركيزة الأولي في بنية الإسلام، و انتهاء بالامام جعفر الصادق في أبوته المنتجة الإمام السابع في دوحة الإسلام، و هي الممهورة بموسي الكاظم.

إلي كل هؤلاء الأجداد المتسلسلين تباعا من أروقة أبهي ما فيها رسالة و نبوة، ينتهي جنين منها لم يولد بعد، سيكون اسمه موسي الكاظم. ان الانتماء - بحد ذاته - هو ارتباط جذري بحلقات السلسلة التي هي متانة اتصال - وحدة وحدة - و متانة التصاق - نبذة نبذة - لتكون الإمامة - بجوهرها الضمني - هي حقيقة ذاتية، تربط الأغصان بجذعها، و الجذع بالجذور التي هي متانة الشجرة التي ستتفيأ بها دوحة الإسلام.

لست أظن الانتماء إلا و تطيبه عملية التوارث. و هي هنا - هذه العمليات النورانية - مشدودة و مرتبطة بكل المتون المرسخة في بال النبي العظيم، لصياغة رسالة تعم شعث أمة، و تأتي بها من ليل شحيح الي يوم له



[ صفحه 68]



صبح، و له شمس. و له امتداد فضاء... ان الغاية المتسعة بالبعد، و نبيل القصد، تأبي إلا أن تتزين بأنقي الصفات، و من أجلها: الصدق، و الطهر، و كل جمال خلقي إجتماعي،... و تلك صفات لا تنهض إلا بها مجتمعات الإنسان... فلتكن هذي الصفات النبيلة، و هي المتنزلة من سماء، و المرسخة في البال، هي التي يتنعم بها النبي، و يبدو بها مثالا يتوارثه من بعده الخط المرتبطة به الإمامة، من أول إمام الي آخر إمام. و هكذا فإن خط الأجداد هو الموصل الي هذا الحفيد الذي لم يولد بعد، ذات الصفات المرسخة في ضمائرهم، ليأخذها - بالإرث - و هي له في واقع الاستمرار:

ان الإمام محمد الباقر، هو الآن في تمام الاستعداد لمباركة ابنه جعفر، و تحضيره لزواج ستكون منه - حتما - ولادة إمام سابع، سيعرفه الواقع الاجتماعي: باسم موسي الكاظم.



[ صفحه 69]