مكارم الأخلاق
لن تكون هذه الدراسة الموجزة أكثر من تلميح موجز - أيضا - عن إيمان الإمام المطلق بالأخلاق التي هي تعبير عن ماهية الأمة التي هي المجتمع الإنساني... و الأخلاق - في نظر الإمام - هي التي تبني الانسان - المجتمع: إما الي ازدهار، و إما الي انهيار... أما الازدهار، فالأخلاق الكريمة هي عنوانه... و أما الانهيار؟ فبئس المصير تستبد به منازع السوء؛ من كذب، و زور، و مجامع بهتان!!!
[ صفحه 181]
أما عناوين الأخلاق الكريمة عند الامام: فإيمان بالله سخي العافية - تتوجه التقوي - و تتفرع منه أنقي الصفات - منها الصدق في القول و الفعل، و منها العدل في الأحكام، و من السخاء، و العفاف، و الحب، و المودة، و السماح، و الغفران... و بالتالي: ابتعاد عن الحقد، و عن الأطماع، و عن التعدي علي الزمام، مع احترام الشرائع التي تحمي الانسان من ضيم الإنسان... أما التكبر و الكبرياء... و الظلم و الاستبداد، و التعسف بشؤون العباد!!! فتلك هي الآثام التي ينشحن بها الحكام الطغاة،... و هي التي ستؤدي بهم الي جحيم النار!!!
بهذه التحاديد المبتسرة و الخيرة، عرف الامام الأمة الي الأخلاق الكريمة، و كان القصد من التعريف مل ء آذان و أذهان الحاكم، الفرد، و هو الجالس في كرسي العرش حتي يهتم ببناء نفسه البناء الصحيح - ليكون له - بالتالي - بناء الأمة التي هي - رخيصة و عبدة - بين يديه!!! و بهذا الصدد قال:
- دع الباطل و ان كان فيه نجاتك -...
فإن فيه هلاكك!!!
و قال أيضا:
- أحسن من الصدق قائله -
و خير من الخير فاعله.
[ صفحه 183]