بازگشت

دلائل الامامة الكاظم


مما جاء في دلائل امامة الكاظم عليه السلام ما ذكره المفيد عليه الرحمة قال كان موسي بن جعفر عليهماالسلام أجل ولد أبي عبدالله عليه السلام قدرا و أعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا و لم ير في زمانه أسخي منه و لا أكرم نفسا و عشرة و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم و أسخاهم كفا و أكرمهم نفسا و اجتمع



[ صفحه 522]



جمهور شيعة أبيه علي القول بامامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره و رووا عن أبيه نصا عليه بالامامة و اشارة اليه بالخلافة و أخذوا معالم دينهم و رووا عنه من الآيات ما يقطع بها علي حجته و صواب القوب بامامته.

قال فممن روي صحيح النص بالامامة من أبي عبدالله علي ابنه أبي الحسن موسي عليهماالسلام من شيوخ أصحاب أبي عبدالله عليه السلام و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم. المفضل بن عمر الجعفي. و معاذ بن كثير. وعبدالرحمن بن الحجاج. و الفيض بن المختار. و منصور بن حازم. و يعقوب السراج. و سليمان بن خالد. و صفوان الجمال و غيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم و قد روي ذلك من اخوته اسحاق و علي ابنا جعفر و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان (ثم) ذكر المفيد رواية كل واحد من هؤلاء بأسانيدها و نحن ننقلها بحذف الاسناد.

(قال المفضل بن عمر) كنت عند أبي عبدالله فدخل أبوابراهيم موسي عليهماالسلام و هو غلام فقال لي استوص به وضع أمره عند من تثق به من أصحابك (و قال معاذ بن كثير) للصادق «ع» اسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها فقال قد فعل الله ذلك قال من هو جعلت فداك فأشار الي العبد الصالح و هو راقد فقال هذا الراقد و هو يومئذ غلام



[ صفحه 523]



(و قال عبدالرحمن بن الحجاج) دخلت علي جعفر بن محمد عليهماالسلام و هو يدعو و علي يمينه موسي بن جعفر «ع» يؤمن علي دعائه فقلت له جعلني الله فداك من ولي الأمر بعدك قال ان موسي قد ليس الدرع و استوت عليه فقلت له لا أحتاج بعد هذا الي شي ء (و كانت) هذه درع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من لبسها و استوت عليه من أولاد الأئمة عليهم السلام فهو الامام (و قال الفيض بن المختار) لأبي عبدالله «ع» خذ بيدي من النار من لنا بعدك فدخل ابوابراهيم و هو يومئذ غلام فقال هذا صاحبكم فتمسك به (و قال منصور بن حازم) قلت لأبي عبدالله «ع» بأبي أنت و أمي ان الأنفس يغدي عليها و يراح فاذا كان ذلك فمن؟ فقال اذا كان ذلك فهذا صاحبكم و ضرب علي منكب أبي الحسن الأيمن و هو يومئذ خماسي و عبدالله بن جعفر جالس معنا (و قال سليمان بن خالد) دعا ابوعبدالله أباالحسن عليهماالسلام يوما و نحن عنده فقال لنا عليكم بهذا بعدي فهو و الله صاحبكم بعدي (و قال صفوان الجمال) سألت أباعبدالله «ع» عن صاحب هذا الأمر فقال ان صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب فأقبل أبوالحسن «ع» و هو صغير و معه بهمة [1] مكية و هو يقول لها اسجدي لربك فأخذه أبوعبدالله عليه السلام وصمه اليه و قال بأبي و أمي من لا يلهو



[ صفحه 524]



و لا يلعب (و قال اسحاق بن جعفر الصادق ع) كنت عند أبي فسأله علي بن عمر بن علي قال جعلت فداك الي من نفزع و يفزع الناس بعدك فقال الي صاحب هذين الثوبين الأصفرين و الغديرتين و هو الطالع عليكم من الباب فما لبثنا ان طلع علينا أبوابراهيم موسي و هو صبي و عليه ثوبان أصفران (و قال علي بن جعفر الصادق ع) سمعت أبي يقول لجماعة من خاصته و أصحابه استوصوا بابني موسي خيرا فانه أفضل ولدي و من أخلف من بعدي و هو القائم مقامي و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه من بعدي (قال المفيد) و كان علي بن جعفر شديد التمسك بأخيه موسي و الانقطاع اليه و التوفر علي أخذ معالم الدين منه و له مسائل مشهورة عنه و جوابات رواها سماعا منه.

و مما جاء في فضائل الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام و معجزاته و دلائل امامته ما رواه الكليني بسنده عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفات الصادق «ع» أنا و محمد بن النعمان صاحب الطاق و الناس مجتمعون علي عبدالله بن جعفر انه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه و الناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مئتي درهم خمسة دراهم فقالنا له ففي مائة قال د رهمان و نصف قلنا و الله ما تقول المرجئة هذا [2] فقال و الله ما



[ صفحه 525]



أدري ما نقول المرجئة فخرجنا ضلالا لا ندري أين نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول [3] فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين نقول الي المرجئة الي القدرية [4] الي المعتزلة الي الزيدة الي الخوارج فبينما نحن كذلك اذ رأيت شيخا يومي بيده فخفت ان يكون علينا للمنصور لأنه كان له بالمدينة جواسيس علي من يجتمع بعد جعفر اليه الناس فيؤخذ و تضرب عنقه فقلت للاحول تنح فتنحي و تبعته لأني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه حتي ورد علي



[ صفحه 526]



باب أبي الحسن موسي عليه السلام ثم خلاني و مضي فاذا خادم بالباب فقال ادخل رحمك الله فدخلت فقال لي أبوالحسن عليه السلام: لا الي المرجئة و لا الي القدرية و لا الي المعتزلة و لا الي الزيدية قلت جعلت فداك مضي أبوك قال نعم قلت مضي موتا قال نعم قلت فمن لنا بعده قال ان شاء الله ان يهديك هداك قلت جعلت فداك ان عبدالله أخاك يزعم انه الامام بعد ابيه فقال عبدالله يريد ان لا يعبد الله قلت فمن لنا بعده فأجابني كالأول قلت أفأنت هو قال لا أقول ذلك فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة فقلت عليك امام قال لا فدخلني شي ء لا يعلمه الا الله اعظاما له و هيبة ثم قلت جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك قال سل ولا تذع قال أذعت فهو الذبح فسألته فاذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعة أبيك ضلال فالق اليهم هذا الأمر و ادعهم اليك فقد أخذت علي الكتمان قال من أنست منه رشدا فالق اليه و خذ عليه الكتمان فان أذاع فهو الذبح و أشار بيده الي حلقه، فخرجت من عنده و لقيت يا أباجعفر الأحول فقال لي ما وراءك قلت الهدي و حدثته بالقصة ثم لقينا زرارة و ابابصير فدخلا عليه وسألاه و قطعا عليه ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل اليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي و بقي عبدالله لا يدخل عليه من الناس الا القليل.

و لم يزل عليه السلام السلام علي هذا الحال حتي حمله الرشيد مقيدا من مدينة جدة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي العراق فحسبه في البصرة ثم في



[ صفحه 527]



بغداد حتي مضت عليه أربع سنوات أو سبع سنوات و هو محبوس ثم دس اليه الرشيد السم فمات منه و هو في حبس السندي بن شاهك غريبا مسموما شهيدا مظلوما صابرا محتسبا.



راموا البراءة عند الناس من دمه

والله يشهد ما كانوا بريئينا




پاورقي

[1] البهمة أولاد الضأن و المعز و البقر و في نسخة عناق مكية و العناق كسحاب الأنثي من أولاد المعز. - المؤلف -.

[2] المرجئة من الارجاء و هو التأخير (و قيل) هم القائلون لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة لأنهم اعتقدوا ان الله ارجأ تعذيبهم (و قيل) هم الذين لا يقطعون علي أهل الكبائر بشي ء من عفو أو عقوبة بل يرجئون ذلك الي يوم القيامة (و قيل) هم الجبرية الذين يقولون ان العبد لا فعل له لأنهم يؤخرون أمر الله (و انما) قال هشام ذلك و استجهل عبدالله بن جعفر لأن نصاب الفضة مائتا درهم و لا يجب في الأقل منها شي ء.

[3] هو محمد بن النعمان صاحب الطاق الذي ذكر أولا كان صيرفيا بطال المحامل بالكوفة و هو الذي يسميه العامة شيطان الطاق و أصحابنا مؤمن الطاق.

[4] القدرية المنسوبون الي القدر و قد اختلف في المراد منهم فالأشاعره يقولون هم المعتزلة لاسنادهم الأفعال الي قدرتهم و عليه فالنسبة الي القدرة مع ان الظاهر انها الي القدر و قيل هم المجبرة الذين يثبتون كل الأمر بقدر الله تعالي و ينسبون القبائح الله سبحانه ذكره المطرزي في المغرب في مادة جهم و هو الأقرب - المؤلف -.