بازگشت

فيما ورد عليه من المخالفين




اصرف هواك الي النبي و آله

و تولهم ابدا بقلب غارب



قوم براهم ربهم من نوره

و الخلق من ماء و طين لازب



جاءت مراتبهم لديه و اصبحوا

بالله معدن كل فضل راتب



طابت أصولهم معا و فروعهم

فتطهروا من شبهة و شوائب



في (البحار) باسانيد ينتهي الي ابي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قال لما امر الرشيد بحملي دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام علي و رأيته مغضبا فرمي الي بطور ما فقال اقرءه فاذا فيه كلام قد علم الله عزوجل براءتي منه و فيه ان موسي بن جعفر بحبي اليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بامامته يدينون الله بذلك و يزعمون انه فرض عليهم الي ان (يرث الله الارض و من عليها) و يزعمون انه من لم يذهب اليه بالعشر و لم يصل بامامتهم و لم يحج باذنهم و يجاهد بامرهم و يحمل الغنيمة اليهم و يفضل الائمة علي جميع الخلق و يفرض طاعتهم مثل طاعة الله و طاعة رسوله فهو كافر حلال ماله و دمه و فيه كلام شناعة مثل المتعة بلا شهود و استحلال الفروج بأمره و لو بدرهم و البراءة من السلف و يلعنون عليهم في صلوتهم و يزعمون ان من لم يتبرء منهم فقد بانت امرأته منه و من آخر الوقت



[ صفحه 158]



فلا صلاة له لقول الله تبارك و تعالي (اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) يزعمون أنه واد في جهنم و الكتاب طويل و انا قائم اقرأ و هو ساكت فرفع رأسه و قال اكتفيت بما قرأت تكلم بحجتك بما قرأته فقلت يا اميرالمؤمنين اعيذك بالله ان تبؤ باثمي و اثمك و تقبل الباطل من اعدائنا علينا فقد علمت انه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله (ص) بما علم ذلك عندك و الذي بعث محمدا بالنبوة ما حمل الي احد درهما و لا دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل ابي طالب نقبل الهدية التي احلها الله عزوجل لنبيه (ص) في قوله لو اهدي الي كراع لقبلت و لو دعيت الي ذراع لأجبت و قد علم اميرالمؤمنين ضيق ما نحن فيه و كثرة عدونا و ما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الأمر و حرمت علينا الصدقة و عوضنا الله عزوجل منها الخمس و اضطررنا الي قبول الهدية و كل ذلك مما علمه أميرالمؤمنين تم كلامي و هو ساكت فقلت ان رأي اميرالمؤمنين ان يأذن لأبن عمه في حديث عن آبائه عن النبي (ص) فكأنه اغتنمها فقال مأذون لك هاته فقلت حدثني ابي عن جدي يرفعه الي النبي (ص) ان الرحم اذا مست رحما تحركت و اضطربت فان رأيت ان تناولني يدك فاشار بيده الي ثم قال اذن فدنوت فصافحني و جذبني الي نفسه مليا ثم فارقني و قد دمعت عيناه فقال لي اجلس يا موسي فليس عليك بأس صدقت و صدق جدك و صدق النبي (ص) لقد تحرك دمي و اضطربت عروقي و اعلم انك لحمي و دمي و ان الذي حدثتني به صحيح و اني اريد ان اسألك عن مسألة فان اجبتني اعلم انك صدقتني و خليت عنك و وصلتك و لم اصدق ما قيل فيك فقلت ما كان علمه عندي اجبتك فيه فقال لم لا تنهون شيعتكم



[ صفحه 159]



عن قولهم لكم يا ابن رسول الله و انتم ولد علي و فاطمة و انما هي وعاء و الولد ينسب الي الأب لا الي الأم فقلت ان رأي اميرالمؤمنين ان يعفيني عن هذه المسألة فعمل فقال لست افعل او اجبت فقلت فانا في امان ان لا يصيبني من آفة السلطان شي ء فقال لك الامان قلت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (و وهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريته داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين و زكريا و يحيي و عيسي) فمن ابوعيسي فقال ليس له اب انما خلق من كلام الله عزوجل و روح القدس فقلت انما الحق عيسي بذراري الانبياء من قبل مريم و الحقنا بذراري الانبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي (ع) فقال احسنت احسنت يا موسي زدني من مثله فقلت اجتمعت الامة برها و فاجرها ان حديث النجراني حين دعاه النبي صلي الله عليه و آله الي المباهلة لم يكن في الكساء الا النبي (ص) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) فقال الله تبارك و تعالي (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابنائنا و ابنائكم و نسائنا و نسائكم و انفسنا و انفسكم) فكان تأويل ابنائنا الحسن و الحسين و نسائنا فاطمة و انفسنا علي بن ابي طالب فقد اجمعوا علي ان جبرئيل قال يوم احد يا محمد ان هذه لهي المواساة من علي (ع) قال لانه مني و انا منه فقال جبرئيل و انا منكما يا رسول الله ثم قال لا سيف الا ذو الفقار و لا فتي الا علي قال احسنت يا موسي اخبرني لم فضلتم علينا و نحن و انتم من شجرة واحدة و بنو عبدالمطلب و نحن و انتم واحد انا بنوالعباس و انتم ولد ابي طالب و هما عما رسول الله (ص) و قرابتهما منه سواء فقلت نحن اقرب قال و كيف ذلك؟ قلت لأن عبدالله



[ صفحه 160]



و اباطالب لأب و أم واحدة و ابوكم العباس ليس هو من ام عبدالله و لا من ام ابي طالب ثم قال اخبرني عن قولكم ليس للعم مع ولد الصلب ميراث فقلت اسألك يا اميرالمؤمنين بحق الله و بحق رسوله (ص) ان تعفيني من تأويل هذه الآية و كشفها و هي عند العلماء مستورة فقال انك قد ضمنت لي ان تجيب فيما اسألك و لست اعفيك فقلت فجدد لي الامان فقال قد امنتك فقلت ان النبي (ص) لم يورث من قدر علي الهجرة فلم يهاجر و ان عمي العباس قدر علي الهجرة فلم يهاجر و انما كان في عدد الاساري عند النبي (ص) و جحد ان يكون له الفداء فانزل الله تبارك و تعالي علي النبي (ص) يخبره بدفين له من ذهب فبعث عليا (ع) فاخرجه من عند ام الفضل و اخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك و تعالي فاذن لعلي و اعطاه علامة الذي دفن فيه فقال العباس عند ذلك يا ابن اخي ما فاتني منك اكثر و اشهد انك رسول رب العالمين فلما احضر علي الذهب فقال العباس افقرتني يا ابن اخي فانزل الله تبارك و تعالي (ان يعلم في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم و يغفر لكم) و قوله (و الذين آمنوا و لم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شي ء حتي يهاجروا) ثم قال (و ان استنصروكم في الدين فعليكم) النصر ثم سأله عن مسائل اخري و اجابه (ع) بما اجاب حتي قال الامام موسي بن جعفر فرأيت الرشيد قد اغتم و قال فان بلغني عنك او عن احد من اهل بيتك كشفت ما اخبرتني به رجعت عما امنتك فقلت لك علي ذلك ثم قال الرشيد يا موسي احببت ان تكتب لي كلاما موجزا له اصول و فروع يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك عن ابي عبدالله (ع) فقلت نعم و علي عيني يا اميرالمؤمنين قال فاذا فرغت فارفع حوائجك و قام و وكل بي من يحفظني و بعث الي في



[ صفحه 161]



كل يوم بمائدة سرية فكتبت له قال (ع) فلما فرغت اخبرت الموكل بي اني قد فرغت من حاجته فاخبره فخرج و عرضت عليه فقال احسنت هو كلام موجز جامع فارفع حوائجك يا موسي فقلت يا اميرالمؤمنين اول حاجتي اليك ان تأذن لي في الانصراف الي اهلي فاني تركتهم باكين آيسين من ان يروني ابدا فقال مأذون لك اردد فقلت يبقي الله اميرالمؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال ازددت فقلت علي عيال كثيرا و اعيننا بعد الله ممدودة الي فضل اميرالمؤمنين و عادته فامر لي بمأة الف درهم و كسوة و حملني وردني الي اهلي مكرما (اقول) و ورد هذا الخبر بادني اختلاف و زيادة و نقيصة فيه و كلاهما مذكور في البحار فليراجع هناك و الذي حررناه اخذناه و اخرجناه من الخبرين بأسقاط بعض كلماته و ايراد بعضه الآخر و في احد الخبرين لما قال الرشيد ارفع الينا حوائجك قال (ع) اول حاجة الي ان تأذن لابن عمك ان يرجع الي حرم جده (ص) و الي عياله فقال ننظر ان شاءالله في رجوعك و ما اذن له بل انزله عند السندي بن شاهك فتوفي عنده و كان اهله و عياله ينتظرون خبره و يترقبون اثره حتي أتاهم خبر شهادته و كان اولاده من الذكور و الاناث علي ما ذكر سبعا و ثلاثين من زوجات مختلفة واحدي ازواجه ام احمد و كان الامام موسي بن جعفر (ع) اودع عندها سفطا و اربعة آلاف دينار عند خروجه من المدينة و قال لها احتفظي بهذه الوديعة و لا تطلعي عليها احدا ما دمت حيا فمن اتاك من ولدي و طلبها منك فادفعيها اليه و اعلمي اني قدمت و اوصي ايضا الي ابنه الرضا (ع) ان ينام علي باب بيته ابدا حتي يأتي خبره قال مسافر خادم ابي ابراهيم موسي بن جعفر (ع) كنا نفرش للرضا (ع) في الدهليز فيأتي بعد العشاء



[ صفحه 162]



فينام فاذا اصبح انصرف الي منزله فمكث علي هذه الحال اربع سنين فلما كانت ليلة من الليالي ابطأ الرضا (ع) عنا و فرشنا له فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش العيال و فزعوا و دخلنا امر عظيم من ابطائه فلما كان من الغد اقبل الرضا (ع) كاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر علي خديه دخل الدار و قصد ام احمد زوجة الامام و قال لها هاتي ما اودعك ابي فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيها و قالت مات و الله سيدي فسكتها الامام (ع) و قال لها لا تكلمي بشي ء حتي يجي ء الخبر اتي الوالي و امرهم بالامساك جميعا قال الراوي فما لبثنا الا اياما يسيرة حتي جاءت الخريطة بنعي موسي بن جعفر (ع) فصرخن الهاشميات صرخة واحدة لما بلغ و الي المدينة خبر قتل الحسين و هو عمرو بن سعيد قال للناعي اخرج في سكك المدينة و ناد بقتل الحسين (ع) قال فناديت فلم اسمع و الله واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهن علي الحسين حين سمعوا النداء بقتله و خرجت ام لقمان بنت عقيل بن ابي طالب (ع) حين سمعت نعي الحسين حاسرة و معها اخواتها تبكي قتلاها بالطف و تقول:



ماذا تقولون اذ قال النبي لكم

ماذا فعلتم و انتم آخر الامم الخ