بازگشت

(ن) ـ معجزات قبره الشريف صلوات اللّه عليه


الأوّل ـ صيرورة المدفون عنده إلي الرماد:

(506) 1 ـ الإربليّ رحمه الله: ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور

العراق، أثبتت لموسي عليه السلام أشرف منقبته، وشهدت له بعلوّ مقامه عند اللّه تعالي،

وزلفي منزلته لديه، وظهرت بها كراماته بعد وفاته، ولا شكّ أنّ ظهور الكرامة بعد

الموت أكثر منها دلالة حال الحياة، وهي:

أنّ من عظماء الخلفاء مجّدهم اللّه تعالي من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من

مماليكه الأعيان، وكان في ولاية عامّة طالت فيها مدّته، وكان ذا سطوة وجبروت،

فلمّا انتقل إلي اللّه تعالي اقتضت عناية الخليفة له أن تقدّم بدفنه في ضريح مجاور

لضريح الإمام موسي بن جعفر عليهماالسلام بالمشهد المطهّر، وكان بالمشهد المطهّر نقيب

معروف ومشهود له بالصلاح، كثير التودّد والملازمة للضريح والخدمة له، قائم

بوظائفها، فذكر هذا النقيب أنّه بعد دفن هذا المتوفّي في ذلك القبر بات بالمشهد

الشريف، فرأي في منامه أنّ القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه، وقد انتشر منه دخان

ورائحة قُتار[381] ذلك المدفون فيه إلي أن ملأت المشهد، وأنّ الإمام موسي عليه السلام واقف

فصاح لهذا النقيب باسمه.

وقال له: تقول للخليفة: يا فلان! ـ وسمّاه باسمه ـ لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم،

وقال: كلاما خشنا.

فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا، ولم يلبث أن كتب ورقة وسيّرها

منهيا صورة الواقعة بتفصيلها، فلمّا جنّ الليل جاء الخليفة إلي المشهد المطهّر بنفسه،

واستدعي النقيب، ودخلوا إلي الضريح، وأمر بكشف ذلك القبر، ونقل ذلك المدفون

إلي موضع آخر خارج المشهد.

فلمّا كشفوه وجدوا فيه رماد الحرق، ولم يجدوا للميّت أثرا.

وفي هذه القضيّة زيادة استغناء عن تعداد بقيّة مناقبه، واكتفاء عن بسط القول

فيها[382].

الثاني ـ نجاة بغداد بسبب قبره عليه السلام:

(507) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: وفي رواية زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه السلام: إنّ

اللّه تعالي نجّي بغداد لمكان قبر أبي الحسن عليه السلام فيها[383].

(508) 2 ـ الشعيريّ: وعن محمّد بن أحمد بن داود ومحمّد بن همّام، قال: حدّثنا

أبو جعفر بن أحمد بن پابنداز، عن منصور بن العبّاس، عن جعفر الجوهريّ، عن

زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه السلام، قال: إنّ اللّه نجّي بغداد بمكان قبر أبي الحسن

موسي ومحمّد الجواد عليهماالسلام[384].

(509) 3 ـ ابن أبي جمهور الإحسائيّ رحمه الله: روي عن الرضا عليه السلام، أنّه قال: قبر

أبي ببغداد أمان لأهل الجانبين[385].

الثالث ـ دفع البلاء عن أهل بغداد بسبب قبره الشريف:

(510) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: حدّثني محمّد بن قولويه، قال: حدّثنا سعد بن

عبد اللّه بن أبي خلف، عن محمّد بن حمزة، عن زكريّا بن آدم، قال: قلت للرضا عليه السلام:

إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم! فقال: لا تفعل، فإنّ أهل بيتك

يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه السلام[386].

پاورقي

[381] القُتار ـ بالضمّ ـ: ريح القدر والشواء والعظم المحرق.

[382] كشف الغمّة: 2/215، س 11. عنه البحار: 48/83، ح 103.

إثبات الهداة: 3/211، ح 133، و225، س 14، وإحقاق الحقّ: 12/333، س 9، عن كتاب

مطالب السؤول.

[383] المزار: 192، ح 4.

مصباح الزائر: 377، س 8، بتفاوت يسير.

المزار الكبير: 40، ح 19.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/329، س 8. عنه البحار: 99/2، ح 4.

قطعة منه في محلّ دفنه عليه السلام.

[384] جامع الأخبار: 28، س 20.

تهذيب الأحكام: 6/82، ح 162، بتفاوت يسير. عنه البحار: 99/2، ح 6، ووسائل الشيعة:

14/546، ح 19790.

قطعة منه في محلّ دفنه عليه السلام.

[385] عوالي اللئالي: 4/84، ح 93.

[386] الكشّيّ: 594، ح 1111.

عنه البحار: 57/221، س 7.

بحار الأنوار: 57/217، ح 45، و220، س 20، عن كتاب تاريخ قمّ، للحسن بن محمّد بن

الحسن القمّيّ.